Skip to content

29/05/16

تطبيقات تستغل طاقة الشمس لتوطين البدو بالقرى النائية

solar Halayib
حقوق الصورة:Flickr/ World Bank Photo Collection

نقاط للقراءة السريعة

  • برنامج لأكاديمية البحث العلمي المصرية يسعى لتنمية المناطق الحدودية يبدأ بحلايب
  • وحدة لإعذاب مياه الآبار المالحة وثلاجة شمسية صغيرة للصيادين أبرز ثمار البرنامج
  • تدريب المجتمع المحلي على إدارة المشروعات المنفذة الشهر القادم؛ لضمان استدامتها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تبنت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر برنامجًا لتنمية المناطق الحدودية، عبر تطبيق عدد من المشروعات البحثية بمجال الطاقات المتجددة في مثلث حلايب، على الحدود المصرية السودانية، مستفيدين من طبيعة المنطقة الصحراوية التي تتميز بسطوع الشمس فترات طويلة.
 
بدأ تنفيذ المشروعات منذ عام، تحديدًا في بلدة شلاتين، وفق توجه يعتمد على إدخال تعديلات على التكنولوجيا المستوردة من الخارج، لتلائم البيئة المحلية، وفق وائل عبد المعز، المدير التنفيذي لمركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية، والذي شارك مركزه في التنفيذ.
 
أثمر البرنامج وحدة لإعذاب مياه الآبار بالطاقة الشمسية في وادي حوضين بشلاتين، تعمل دون بطاريات، ويعظم فيها استخدام المنتج المحلي، وثلاجة لإنتاج ألواح ثلج من مياه البحر لتُستخدَم على مراكب الصيد الصغيرة، تعمل أيضًا بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى نواة لمشروعات استزراع سمكي وزراعات ملحية؛ لكون مياه المنطقة شديدة الملوحة.
 
يوضح عمرو فاروق -مساعد رئيس الأكاديمية- أن ”توطين البدو وحل مشكلاتهم، المتمثلة في توفير ماء صالح للشرب وغذاء، أحد أهم أهداف البرنامج، من خلال تطبيقات البحث العلمي“.
 
تكنولوجيا إعذاب مياه الآبار بالطاقة الشمسية، ليست بالجديدة، ولكن عبد المعز استفاد من سطوع  الشمس فترات طويلة في المنطقة، وتخلى عن البطاريات التي تُستخدم لتخزين الطاقة في الوحدات المعتادة.
 
يوضح عبد المعز -أستاذ البيئة والطاقة بكلية الهندسة في جامعة المنيا- ”أن تخزين الطاقة يمكننا من تشغيل الوحدة ليلًا ونهارًا، لكن في الوحدة المعدلة تنتقل الطاقة من الألواح الشمسية إلى وحدة الإعذاب مباشرة“، وذلك بعد تصميم نظام برمجيات يجعلها تعمل فقط عندما تصل كمية الطاقة الواصلة إليها من الألواح إلى المستوى المطلوب لتشغيل طلمبات الضغط العالي. 
 
الميزة التي يراها عبد المعز عوضًا عن التشغيل ليلاً هي تنفيذ وحدة بمعدل إنتاج عالٍ من المياه العذبة في الساعة طوال فترات سطوح الشمس الطويلة نسبيًّا، في مقابل تكلفة إنشاء وتشغيل أقل بالاستغناء عن البطاريات عالية التكلفة، والتي لا يزيد عمرها الافتراضي على عامين في الأنظمة المعتادة.
 
يقول عبد المعز لشبكة SciDev.Net: ”الوحدة مكونة من ألواح فوتوفولتية بقدرة تصل إلى 8 كيلو وات ساعة، وطاقتها الإنتاجية 4 آلاف لتر من المياه العذبة، تنتج في فترة سطوع الشمس، بمتوسط 6 ساعات في اليوم“.
 
أما تكلفة التشغيل فلا تزيد عن حوالي مئتي دولار أمريكي في الشهر. 
 
شهدت الوحدة تعظيمًا لاستخدام المكون المحلي في تصنيعها بنسبة وصلت لحوالي50% من المكونات، يوضح عبد المعز: ”استبدلنا بالفلاتر الأمريكية المستخدمة في الوحدات المعتادة، والمصنعة من الألياف الصناعية، فلاتر محلية من الحديد المقاوم للصدأ، لتكون ملائمة للبيئة المحلية القاسية“.
 
ودخل المكون المحلي –أيضًا- في تصنيع لوحة التحكم الخاصة بالوحدة، والتي يعادل سعر المستوردة منها ألف دولار أمريكي، بينما لا تتعدى قيمة المصنعة محليًّا مئتي دولار تقريبًا، وفق عبد المعز.
 
وحدة التحلية هي الأساس الذي يعتمد عليه مشروعان آخران، هما الاستزراع السمكي وزراعة الخضراوات والفواكه، إضافة إلى الزراعات الملحية.
 
فجر عبد الجواد -الباحثة في قسم تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث بمصر، والمشاركة في المشروع- تقول: ”مع كل ثلاثة لترات مياه من الآبار يتم إعذابها، نحصل على لتر مياه واحد صالح للشرب، والبقية يتم توجيهها للاستزراع السمكي والزراعات المختلفة، سواء الخضراوات والفواكه أو الزراعات الملحية، التي يكون ناتجها محاصيل رعوية تصلح لتغذية الماشية“.
 
نجح المشروع في علاج واحدة من أكبر المشكلات التي يعاني منها الصيادون في منطقة شلاتين، هي نفاد الثلج اللازم لتخزين الأسماك خلال رحلات الصيد الطويلة في مياه البحر الأحمر.
 
نجوى خطاب -الباحثة في قسم الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث، والمسؤولة عن هذا المشروع- تقول: ”نجحنا في إنتاج ثلاجات تعمل بوحدات شمسية صغيرة، تشغل مساحة 10 أمتار مربعة، وتُمكن الصيادين من صناعة الثلج من ماء البحر باستخدام وحدات تبريد تم تصميمها خصيصًا لتبدأ في التبريد عند درجة حرارة -18“، وهي الدرجة المطلوبة لتبريد المياه المالحة.
 
ولأن مشكلة المشروعات في مصر تكمن في استدامتها، ”فستعتمد أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا خطة تبدأ الشهر المقبل لتدريب المجتمع المحلي على إدارة تلك المشروعات التطبيقية، وذلك تحت إشراف مجلس مدينة شلاتين“، وفق محمود صقر، رئيس الأكاديمية.
 
ويستطرد صقر: ”يشرف على التشغيل والصيانة محطة بحوث حلايب وشلاتين، التابعة لمركز بحوث الصحراء،  لتنتقل المشروعات وإدارتها إلى المحليات“، وذلك بعد ضمان تمكن المجتمع المحلي من الإدارة والتشغيل بعد فترة التدريب ومدتها شهر، مشيرًا إلى أن التدريب والصيانة جزء من موازنة المشروع البالغة حوالي مليون دولار أمريكي.
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.