ثراء الخليج المفاجئ يستدعي علماء الاجتماع

"الثراء المفاجئ مشكلة؛ حيث يتبعه عدد من المشاكل السلوكية الصحية، مثل السمنة وأمراض السكري وغيرها، وهذا ما حدث في دول الخليج العربي، ويستحق البحث فيه من قبل المتخصصين في العلوم الإنسانية"، جاء ذلك على لسان وايت هيوم، المدير التنفيذي للتعليم والتدريب والتطوير بقطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر.

أشار عدد من خبراء علم الاجتماع، ضمن فعاليات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2013، الذي عقد بالدوحة في الفترة 24-25 نوفمبر 2013،إلى أهمية دمج علماء العلوم الاجتماعية في الأبحاث التي تجرى، وأن يعملوا جنبًا إلى جنب مع الباحثين في علوم مثل الطب وغيرها؛ لأن ذلك من شأنه ترقية البحث.

كما نوهوا إلى فداحة الأزمة السلوكية التي تعانيها دول الخليج، "نرى كيف أن قطر تمتلك واحدًا من أرقى النظم الصحية في العالم، ومع ذلك فإن مستوى صحة الفرد فيها متدن، والسبب غياب الأبحاث السلوكية والوعي السلوكي، مما يؤدي لانتشار أمراض مثل السمنة والسكري"،كما يقول دكتور هيوم.

ويرى هيوم أن للدين أثرا إيجابيا على المجتمع في المنطقة، طالما آمن الأفراد بأن "العلم هو هدية الله لنا"، وأن السؤال والتفكير هبة من الله، "فالمشكلة تبدأ عندما يعتقد المجتمع أن التفكير يشكل تهديدًا".

وفيما يتعلق بالمساوة بين الرجل والمرأة في دراسة العلوم، رأى هيوم أن هناك مشكلة في منطقة الخليج؛ حيث تقبل الفتيات على دارسة العلوم بشكل يفوق بكثير إقبال الفتيان، الذين يفضلون التخصصات التي تجلب الربح المادي السريع.

أما درويش العمادي -مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر- فيرى أن علينا الاستفادة من العلوم الغربية مع الحفاظ على هويتنا العربية، فهذا هو التحدي الأكبر في اللحظة الراهنة.

وركز درويش على أهمية وجود 3 مبادئ رئيسية لقيام نهضة إنسانية حقيقية:"تكافؤ الفرص، والمحاسبة، والشفافية".

وعن الشفافية طال النقاش بين الخبراء؛ حيث أكد إيفيريتدينيس-عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي- أن الشفافية واحترام الثقافة المحلية من الأمور المفقودة في المنطقة، والتي يجب التركيز عليها.

وقال: "لابد من السعي إلى أن يتحول المجتمع إلى مجتمع مبني على العلم، ولن يأتي ذلك إلا من خلال التعبير الحر عن الرأي".