Skip to content

11/10/15

مواجهة ختان الإناث قد تكون في المسار الخطأ

FGM women education.JPG
حقوق الصورة:Liba Taylor / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • وجهة النظر السائدة ترى أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والمعروف بالختان عرف اجتماعي
  • مشروعات مكافحة تلك الممارسة والقائمة على هذه الرؤية لا تدعمها أدلة منطقية
  • تشير نتائج الدراسة لتمايز طفيف في معدلات الختان بين المجتمعات التي تستحسنه والتي لا تفضله

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 [القاهرة] استنتجت دراسة أن العائلات تقرر ختان فتياتها بسبب توجهات خاصة تختلف من عائلة لأخرى، ولا يتعلق الأمر بالضرورة بعرف اجتماعي كما هو شائع، وترى أن البرامج المعنية بالقضاء على هذه الممارسة ربما تكون مضلَّلَة.

أجريت الدراسة، المنشورة في مجلة ’ساينس‘ يوم 25 سبتمبر الماضي، في 45 مدرسة بولاية الجزيرة جنوب شرق السودان، بواقع مدرسة في كل مجتمع تمت دراسته بالولاية، وأجراها مجموعة من علماء الاقتصاد بجامعة زيورخ في سويسرا بالتعاون مع زملاء سودانيين.

الفتيات في ولاية الجزيرة دائمًا ما يتم ختانهن خلال الصيف قبل دخول المدرسة، ويتم وضع الحناء على أقدام كل فتاة يتم ختانها. لذا قام فريق الباحثين بالتقاط صور لأقدام الفتيات في المدارس الابتدائية مع بداية العام الدراسي. كذلك سأل الأطباء الفتيات خلال الفحوصات الطبية الروتينية ما إذا كان قد تمت ’طهارتهن‘، وهي الكلمة المستخدمة محليًّا لوصف الختان.

يرى الباحثون أن هذه الطريقة موثوقة، ولا تعتمد على مقابلات مع أولياء الأمور الذين قد يجيبون على الأسئلة بطريقة ترضي المحاورين أو تبقيهم بعيدًا عن المشكلات.

وتفترض نظرية ’التوافق العام‘ على ختان الإناث حسبما تشرحها الدراسة، أن العائلات تقوم بهذه الممارسة كوسيلة لإعداد فتياتها للزواج وكسب قبول اجتماعي؛ لذلك فإن العاملين في مجال التنمية غالبًا ما يحاولون إقناع العائلات بالتوقف عنها وإعلان ذلك على الملأ، على أمل أن تنبذ العائلات الأخرى كذلك تلك الممارسة.

غير أن الدراسة تؤكد أن هذا النهج ليس مبنيًّا على أدلة منطقية، فلو كانت هذه النظرية صحيحة، لتراوحت معدلات الختان في المجتمعات محل الدراسة بين نسب لا تُذكر في مجتمعات لا تشجع هذه الممارسة، ومعدلات مقاربة لمعدلات الختان الدولية بمقابلها من المجتمعات التي تستحسنها، لكن البيانات التي جُمعت من ولاية الجزيرة لا تتوافق مع هذا النموذج.

فقد وجد الباحثون أن معدلات الختان لا تتباين بشكل كبير بين المجتمعات محل الدراسة، ”فبصرف النظر عن مجتمع واحد وصلت فيه معدلات الختان لنسبة 100%، فإن المعدلات في بقية مجتمعات الدراسة كانت متوسطة، لا هي مرتفعة جدًّا ولا متدنية جدًّا“، وفق الباحثين، وهو ما يهز نظرية ’التوافق العام‘.

وتؤيد إيمان صديق -عضو ائتلاف المنظمات غير الحكومية وتحالف المجتمع المدني في مصر- نتيجة البحث، مشيرة إلى اتفاقها مع خبرتها الميدانية، فتقول لشبكة SciDev.Net: ”يمكن بسهولة رصد تنوع في الإقبال على ممارسة الختان بين الجيران بنفس المجتمع“.

وترصد الورقة البحثية بعض التوجهات الخاصة للعائلات، فتقول إن بعضها يعتبر الختان فضيلة دينية، أو وسيلة لإعطاء إشارة للرجال المميزين ’في سوق الزواج‘ على العفة الجنسية للفتيات، أو قد لا يُقدِّر البعض المخاطر الصحية للختان.

إلا أن نتائج هذه الدراسة على عينة من المجتمع السوداني قد لا تنطبق على أماكن أخرى؛ ”بسبب المتغيرات المختلفة التي تحكم تلك الممارسة في المجتمعات والبلدان المختلفة“، حسبما تقول فيفيان فؤاد، منسق بناء القدرات والإعلام بالبرنامج القومي لتمكين الأسرة بالمجلس القومي للسكان في مصر، وهو الجهة الحكومية المسؤولة عن مكافحة الختان.

وتتفق الباحثة الرئيسية في الدراسة سونيا فوجت معها، قائلة: ”من المحتمل جدًّا أن تختلف نتائج هذه الدراسة في أماكن أخرى“. لكنها تضيف أن ورقة بحثية أخرى حديثة توصلت إلى تنوعات مماثلة في غرب أفريقيا.

وتدق الورقة البحثية جرس إنذار فتذكر أنه: ”من الغريب أن يوضع المزيد من التمويل على المحك في حين أن أحدًا لم يعطِ بيانات تُظهر بوضوح أن ختان الإناث عرف اجتماعي قائم على التوافق“.

وتقول فوجت إن البحوث التجريبية والتقييمات الصارمة تُعتبر مهمة قبل وضع برامج جديدة للقضاء على الختان.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة، ممن هم على قيد الحياة اليوم، أُجري لهن ختان، في 29 دولة بأفريقيا والشرق الأوسط حيث تتركز هذه الممارسة.

الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
 Fight against genital cutting on wrong track 

طالع النص الكامل للدراسة

 

References

Charles Efferson and others Female genital cutting is not a social coordination norm (Science, 25 September 2015)