Skip to content

01/08/13

فاشية ‘ميرس’ قد لا تصل إلى جائحة

Corona virus/ wikimedia
حقوق الصورة:Wikimedia Commons

نقاط للقراءة السريعة

  • منذ اكتشافه أواخر العام الماضي، تسبب الفيروس في 46 حالة وفاة
  • منظمة الصحة العالمية لا ترى الآن داعيا إلى إعلان حالة صحية طارئة تثير قلقا
  • رغم ما اتخذته المملكة السعودية من تدابير وإجراءات استثنائية يُنصح كبار السن بإرجاء الحج هذا العام

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] قال باحثون إن الفيروس التاجي الجديد المسبب لمرض 'متلازمة الشرق الأوسط التنفسية' ليس لديه –حتى الآن- إمكانية التحول إلى جائحة. ورغم هذا حثت السعودية الحجيج والمعتمرين على ارتداء الأقنعة الواقية لمنع انتشاره.

فمنذ ظهوره العام الماضي، أودى الفيروس بحياة نحو 46 شخصا من 91 حالة إصابة مؤكدة مختبريا، أغلبهم من المملكة.

تشمل أعراض العدوى بالفيروس: فشلا كلويا، والتهابا رئويا حادا. وعانى أول مريض به من حمى وسعال صحبه بلغم، وضيق في التنفس دام 7 أيام. وتمتد فترة حضانة الفيروس 12 يومًا.

وقد درس باحثون بمعهد باستور الفرنسي معدلات انتشار الفيروس 'ميرس' (MERS-CoV)، ووجدوا احتمالا ضعيفا أن يصل إلى جائحة مثلما فعل الفيروس 'سارس' (SARS-CoV)، الذي تفشى عام 2002.

يُشار إلى أن فيروسا 'ميرس' و 'سارس' ينتميان إلى نفس العائلة التاجية من الفيروسات؛ إذ يأخذان شكل التاج 'كورونا' تحت المجهر الإلكتروني. توفي نحو 10% ممن أصيبوا بعدوى 'سارس'، وعددهم يناهز ثمانية آلاف شخص.

الدراسة المنشورة بدورية لانست الطبية مطلع يوليو، قارنت نتائجها حول 'ميرس' بأخرى مماثلة لمتلازمة الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد 'سارس' في مرحلة ما قبل الجائحة، ووجدت أوجهًا -إكلينيكية ووبائية وفيروسية- للتشابه بين الفيروسين.

لكن قائد الدراسة إرنو فونتانيه يستدرك قائلا: "لم ينتشر 'ميرس' بسرعة، وعلى نطاق واسع مثل 'سارس'".

واستند فريق الباحثين في دراسته إلى بيانات 55 حالة من أصل 64 إصابة مؤكدة مختبريًّا، وموثقة لدى منظمة الصحة العالمية حتى 21 يونيه 2013. وأجرى تحليلا إحصائيا عليها يدعى 'تحليل بيزي'، لتحديد معدل التكاثر الأساسي للفيروس.

بحسب نتائج التحليل رسم الباحثون سيناريوهين. في السيناريو الأكثر تفاؤلا يكون معدل التكاثر الأساسي للفيروس 'ميرس' 0.6%، مقابل 0.8% بمرحلة ما قبل الجائحة لفيروس 'سارس'.
أما السيناريو الأكثر تشاؤما فقدروا فيه معدل تكاثر 'ميرس' الأساسي بنحو 0.69%.

ولا يحتمل أن تصل الفاشية إلى جائحة إلا عندما يكون معدل التكاثر الأساسي أعلى من 1%. كان ذلك المعدل يتراوح بين 2.2% إلى 3.7% بالنسبة إلى 'سارس' عندما تحول إلى جائحة.

وإذ اقتصرت الدراسة على سِراية الفيروس وانتقاله بين البشر، أوصى الباحثون بإجراء عمليات بحث قوية عن عوائل الفيروس من الحيوانات، ومسارات انتقاله منها إلى للإنسان.

في الاتجاه نفسه، وفي أثناء مؤتمر صحفي للجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في 17 يوليو، انعقد عبر الأقمار الاصطناعية حول 'ميرس'، وافقت الدكتورة مارجريت تشان -مدير عام المنظمة- على تقرير أعدته اللجنة يؤكد خطورة وضع الفيروس، لكنه لا يتطلب في المرحلة الحالية إعلان حالة طارئة تثير قلقًا دوليًّا.

بيد أن تفاؤل دراسة باستور، وتطمين المنظمة الحذر، لم يمنعا بول كيلام -كبير باحثي معهد ويلكم ترست سانجر- من الدعوة إلى إجراء دراسات وبائية كبيرة، بحسبانها الخطوة المنطقية التالية.

ويؤمن عالم الفيروسات كيلام بأن المملكة العربية السعودية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لاحتواء المرض، وقال لموقع  SciDev.Net: "إن التدابير المتخذة من أجل مكافحة العدوى كافية لإنهاء انتشار الفيروس بالمستشفيات".

كان كيلام -المتخصص في علم جينوم الفيروسات- عضوًا بفريق بحثي ضم علماء من وزارة الصحة السعودية والمعهد، قد أجرى دراسة عن تفشي الفيروس في مدينة الأحساء شرق المملكة؛ لفهم ديناميات انتشاره، وخصائصه الجينية والسريرية.

من جهته، يختلف د.عبد الهادي مصباح -استشاري المناعة والتحاليل الطبية- مع ما خلصت إليه الدراسة، ويصفها بأنها "متفائلة بشكل زائد"، ولم تضع في الاعتبار أمورا مهمة، منها العدوى الموسمية، خاصة في موسم الحج.

يقول مصباح لموقع SciDev.Net: "هذه دراسة افتراضية، لكن ما يحدث على أرض الواقع قد يكون مختلفا تمامًا، واحتمال تحول المرض إلى جائحة قائم، ففي الموسم مثلا، حيث يوجد 3 ملايين نسمة بمكان واحد، ترتفع احتمالات حدوث تحور للفيروس يزيد شراسته".

ويوضح مصباح أن الباحثين يلزمهم وقت لمعرفة تفاصيل أكثر عن الفيروس، منها: وسائل انتقاله، ودور العامل الوسيط فيها؛ إذ "يشير بحث نُشر نهاية يوليو إلى أن نوعًا من الخفافيش هو العائل الرئيس للفيروس"، كما أن السؤال الأهم الذي يظل قائما هو: "كيف انتقل الفيروس منه إلى الإنسان؟".

وإذ يؤدي مناسكَ الحج الملايين من المسلمين من أنحاء العالم كافة في أكتوبر القادم، اتخذ مسؤولو الصحة بالمملكة العربية السعودية إجراءات استثنائية خلال موسم هذا العام؛ للمساعدة في وقف انتشار الفيروس.

ويرى مصباح أن أهم ما يجب على المملكة القيام به الآن هو "الإفصاح عن الحالات الجديدة بشفافية؛ حتى يتمكن العلماء من تتبعها ودراستها".

كذلك ينصح محمد عوض تاج الدين -أستاذ الأمراض الصدرية، ووزير الصحة المصري الأسبق- كبار السن فوق 50 عاما أو الذين يعانون أمراضا مزمنة، بإرجاء الحج هذا العام، ويوضح لموقعSciDev.Net  أن "معدل الوفيات يكون أعلى بكثير في هذه الفئة".

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط