Skip to content

20/09/13

نهج رائد لفهم الالتهاب الكبدي ‘ج’ العصي على العلاج

c
حقوق الصورة:@ تريسا سان لويس الصور ة للباحثين محمد يوسف وإدوارد عقاد

نقاط للقراءة السريعة

  • بنى فريق الباحثين نموذجًا ثلاثي الأبعاد لسلالة مصرية من الفيروس عصية على العلاج
  • الحاسب يمكن الفريق من تحريك كل ذرة بالنموذج، ومن ثَمَّ التنبؤ بسلوك الفيروس
  • رغم تطور السلالة للأضعف، فهي تقاوم الدواء، وفهم آلية هذا، يقود لأدوية أكثر فاعلية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] في تطور ملحوظ لفهم أسباب عدم الاستجابة للعلاج من قِبَل مصابين بالالتهاب الكبدي (ج) في مصر، استحدث باحثون طريقة جديدة للتنبؤ بسلوك الفيروس المسبب له.
 
استند فريق الباحثين في هذا إلى بناء نموذج ثلاثي الأبعاد لسلالة مصرية من الفيروس، يُمَكِّنهم من دراسته؛ على أمل معرفة نقاط ضعفه، وبالتالي تصنيع الدواء الناجع الذي يقضي عليه.

دراسة السلالة وتحليلها أسفرت عن نتائج اعتبرها محمد صبري يوسف -أستاذ الفيزياء الحيوية بجامعتي القاهرة وجنوب إلينوي، وعضو الفريق البحثي- "علامة فارقة، قابلة للتطبيق عالميًّا في تحليل سلوك سلالات الفيروس".

وبدأ علماء من مختلف دول العالم، في التواصل والفريق المصري لاستخدام نفس الأسلوب؛ بغية الوصول إلى علاج للالتهاب الكبدي (ج) الذي تسببه سلالات بلدانهم.

يقول الدكتور يوسف لموقعSciDev.Net : "جارٍ بالفعل إعداد بحثين مشتركين مع فريق من باكستان؛ لدراسة سلالات الفيروس المنتشرة هناك".

تقدر نسبة الإصابة بالمرض في مصر بنحو 22%، بينما تصل في باكستان إلى 4.8%، ما يجعل انتشاره فيهما الأعلى بين بلدان العالم.  

وبعد شهرين من نشر ورقة بحثية بمجلة البنية والحركية 'الجزيئية الحيوية' تتناول الطريقة الجديدة، صار الفريق يتبادل الآن "مراسلات لبدء مشروع بحثي دولي، يضم كلا من مصر وباكستان وأمريكا والاتحاد الأوروبي حول نفس الموضوع"، كما يقول يوسف.

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة زهاء 170 مليون شخص بعدوى مزمنة من فيروس الالتهاب الكبدي (ج)، ويموت سنويا أكثر من 350 ألفًا؛ من جراء الإصابة بأمراض الكبد ذات العلاقة.

وتنتقل عدوى المرض عن طريق الدم الملوث بالفيروس، الذي يصيب الكبد، وليس له أعراض في المراحل الأولى من الإصابة، وتتطور حالة 75% من المصابين بعدواه إلى داء كبدي مزمن.

كما تتطور حالة 5% إلى 20% من المصابين إلى تليّف الكبد، بل وتستأثر عدواه بإصابة 25% من المرضى بسرطان الكبد.

لدراسة هذا المرض الفتاك، تعاون الدكتور يوسف مع كل من الدكتورة سلوى فاروق ثابت، من قسم علم الحيوان بجامعة القاهرة، والدكتور إدوارد عقاد، أستاذ الفيزياء بجامعة جنوب إلينوي الأمريكية.

ومن خلال التركيب الوراثي المتاح لسلالة أمريكية من الفيروس، واعتمادًا على تركيبها البلوري، بنى الفريق المصري نموذجه البنيوي لسلالة الفيروس المصرية على الحاسوب.

الهدف من هذا هو نمذجة السلالة المصرية؛ إذ "إن هناك حاجة لدراسة البروتينات التي تعد أساسية لدورة حياة الفيروس، ولكن هذه البروتينات صغيرة جدًّا، ولا يمكن ملاحظتها بالمجاهر التقليدية"، كما يقول الدكتور يوسف.

ويضيف شارحًا: "ولبنات بناء البروتينات، هي الأحماض الأمينية، ولنا أن نتخيلها عِقدا من الخرز، يمكن طيه على هيئة ثلاثية الأبعاد، ثم ربطه بالنسخة الأمريكية، وبعد هذا تستخدم برامج الكمبيوتر لتحليل نسخة مترابطة من السلالة المصرية".

تمكِّن برامج الكمبيوتر الباحثين بهذا الأسلوب من تحريك كل ذرة من البروتين وفقا لروابطها والبيئة المحيطة بها، وهي تقنية تعرف باسم ׳محاكاة الحركيات الجزيئية׳.

يكمل الدكتور إدوارد عقاد الشرح لموقعSciDev.Net  قائلا: "هناك روابط هيدروجينية بين ثلاثة أحماض أمينية مهمة في كل من السلالتين الأمريكية والمصرية، وهذه الأحماض الأمينية الثلاثة هي الجزء النشط من البروتين الذي يقوم بالعمل".

وأضاف إدوارد (ذو الأصول المصرية): "ومع ذلك، نجد الروابط أكثر مرونة في السلالة المصرية، ما يعني أنها أضعف بكثير"، وهذا يكشف جانبا في كيفية عمل السلالة المصرية، يمكن أن يكون أساسًا لمقاومتها للأدوية.

بعد الإفادة بأن الدكتورة سلوى هي التي قامت بتحليل تسلسل الأحماض الأمينية للفيروس، يلتقط الخيطَ مرةً أخرى الدكتور يوسف، وللتقريب يشبه الدواء بالرصاص، ويقول: "سلالة الفيروس المصرية قد تطورت للأضعف إلى حد ما، ولكن، في الوقت نفسه صارت 'محصنة ضد الرصاص'، وتفلت من نظم الأدوية المعروفة. ومن خلال فهم آلية 'مقاومة الرصاص' هذه، فإنه يمكننا تصميم 'رصاص' أكثر فعالية".

ويستهدف الفريق البحثي في المرحلة المقبلة، دراسة كيفية تفاعل التراكيب الوراثية مع الأدوية. فعلى سبيل المثال، سيحاولون تحديد كيف يُترجم الاختلاف في حركية الروابط داخل الفيروس لمقاومة الأدوية.
 

طالع نص الدراسة

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط