Skip to content

16/06/14

أدوية الكبدي ’ج‘ الجديدة.. جدل السعر يسبق العلاج

Pills / Tablets
حقوق الصورة:Flickr/ hitthatswitch

نقاط للقراءة السريعة

  • ارتفاع أسعار العقارين المطروحين محبط لآمال المرضى الفقراء في التشافي بهما
  • بعد التفاوض وزارة الصحة المصرية تتيح العقار بحوالي 1% فقط من تكلفة العلاج الشهري
  • السعر المخفض لا يُرضي جمعيات حقوق المرضى.. ويطالبون بأدوية جنيسة زهيدة الثمن

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

هل يتمكن فقراء المرضى من الحصول عليها؟ وهل يمكن إنتاج أدوية جنيسة أرخص؟ حازم بدر يحاول الوصول لإجابات
 
قبل عامين بشر ’ماساو أوماتا‘ -أستاذ أمراض الكبد بجامعة طوكيو- خلال مؤتمر الرابطة الأمريكية لأمراض الكبد بإنتاج أدوية ناجعة بحلول عام 2015 تُنهي الصراع التاريخي الذي دام لأكثر من ثلاثين عامًا بين المرضى وفيروسات الكبد، لكن ما لم يتوقعه ’أوماتا‘ هو أن يحدث ما ذهب إليه قبل عامين من الموعد الذي حدده.
 
ففي ديسمبر 2013 حصل عقاران جديدان لعلاج فيروس الالتهاب الكبدي ’ج‘ على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، العقار الأول هو Sovaldi ومادته الفعالة Sofosbuvir، لشركة جلعاد العلمية، والثاني لشركة جونسون آند جونسون واسمه OLYSIO ومادته الفعالة Simeprevir.
 
كما يقدر عدد العلاجات الجديدة المرتقبة بسوق الدواء العالمي خلال عام 2015 بحوالي 7 أدوية، معظمها حاليًّا في المراحل النهائية من التجارب البحثية. 
 
ارتفاع أسعار العقارين المطروحين جاء محبطًا لآمال المرضى الضخمة في الاستشفاء بهذه الأدوية؛ فتكلفة دواء شركة جلعاد بلغت 90 ألف دولار أمريكي للعلاج الذي يستمر ثلاثة أشهر في صورة أقراص، وقد يحتاج بعض المرضى إلى مضاعفة فترة العلاج، أما دواء جونسون آند جونسون فتكلفته 66 ألف دولار وهو علاج بالحقن لمدة 6 أشهر.
 
أسعار صادمة للفقراء 
 
يأخذ الجدل حول العلاج بالعقاقير الجديدة منحى اقتصاديا غطى على الحديث عن القيمة العلاجية، فأسعار العقارين باهظة جدًّا، خاصة لـما يقرب من 180 مليون مريض بفيروس ’ج‘ يقطنون دولاً نامية.
 
تتصدر مصر وباكستان دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نسب الإصابة مقارنة بعدد السكان، فوفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية تبلغ نسبة الإصابة بالمرض في مصر نحو 22% من السكان، في حين تصل في باكستان إلى 4,8%، ما يجعلهما الأعلى بين بلدان العالم، ويضع مصر على قمة قائمة الدول التي تتفاوض مع الشركات المنتجة للأدوية الجديدة حول الأسعار.
 
استمر التفاوض الحثيث بين وزارة الصحة المصرية من خلال اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية مع الشركتين خلال الأشهر الماضية لتسجيل العقارين بأقل سعر. 
 
يقول د. جمال عصمت -عضو اللجنة- لشبكة SciDev.Net: ”نجحنا في الضغط على شركة جلعاد لتخفيض سعر الدواء إلى 2000 دولار تقريبا للعلبة الواحدة، ويحتاج المريض في العادة إلى ثلاث علب خلال مدة العلاج الذي يستمر ثلاثة أشهر“.
 
ويَعتبر جمال أن ما توصلوا إليه يعد إنجازًا كبيرًا، مضيفًا: ”هذا العلاج مطروح في السوق الأوروبي بسعر 30 ألف دولار تقريبًا للعلبة الواحدة“. 
 
وفي تصريحات خاصة لشبكة  SciDev.Net قالت د. منال حمدي السيد -المشرفة على البرنامج القومي لمكافحة الفيروسات الكبدية، التابع لوزارة الصحة المصرية-: ”دواء شركة جونسون آند جونسون قيد التسجيل، ويخوض –حاليا- مرحلة التجارب الإكلينيكية على المرضى، لكن لم تتضح نتائجه بعد، في حين انتهت تجارب دواء جلعاد بنسبة شفاء تعدت الـ90%“.
 
وأوضحت منال أن ”السعر الذي جرى التفاوض عليه خاص بسعر الدواء في الصيدليات“. مشيرة إلى أن تكلفة دواء جونسون آند جونسون بعد التفاوض مع الشركة ستقارب تكلفة دواء جلعاد، وفي حال ثبتت كفاءته، سيجري إدخاله إلى منظومة العلاج بمصر.
 
برتوكول علاجي مركب
 
ويستدعي البروتوكول العلاجي الذي يجري تجريبه لعلاج نوع فيروس ’ج‘ من النوع الرابع المنتشر بمصر، تناول دواء  Sovaldiالجديد إلى جانب دواءي ’إنترفيرون‘ و’ريبافيرين‘ –وهما الدواءان المتوفران بالسوق للعلاج قبل طرح العلاجات الجديدة- لمدة 3 أشهر.
 
ويستمر العلاج لمدة ستة أشهر في الحالات الممنوعة من تناول إنترفيرون، وهم الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا والذين يعانون السمنة المفرطة والأنيميا الحادة، ونقص الصفائح الدموية، ونقص خلايا الدم البيضاء، وأيضًا الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو العلاج بالكورتيزون، وفقًا لمنال.
 
وخلال الأسابيع الثمانية القادمة ستطرح شركة جلعاد دواءً آخر لن يحتاج المريض إلى أدوية أخرى بجانبه، وبالتالي يتم الاستغناء عن دوائي ’إنترفيرون‘ و’ريبافيرين‘ حيث آثارهما الجانبية سيئة.
 
كذلك أشار د.علاء إسماعيل -العميد السابق للمعهد القومي للكبد في مصر- لشبكة  SciDev.Net بأن: ”دواء Sovaldi بحسب التجارب التي أجريت عليه في المعهد نتائجه أفضل كثيرًا، وآثاره الجانبية لا تكاد تذكر مقارنة بعقاري إنترفيرون وريبافيرين“، مشيرًا إلى أن الأخيرين لا تتعدى نسبة الشفاء معهما وحدهما 50%.
 
وأكد علاء أنه: ”يجري حاليا تجريب العقار الجديد مع 200 مريض في إطار مراحل تسجيل الدواء“.
 
وحول قدرة المواطن البسيط على تحمل تكلفة هذه الأدوية، قالت منال: ”المواطن البسيط وموظفو الحكومة وموظفو القطاع الخاص المؤمَّن عليهم صحيًّا، سيبدأ قريبًا علاجهم من خلال البرنامج القومي لمكافحة فيروسات الكبد، نظير حوالي 315 دولارًا فقط للعلبة الواحدة“.
 
وتُطمئن منال المرضى بأن موازنة الوزارة المخصصة لعلاج فيروس ’ج‘ لن تتأثر بهذا البروتوكول العلاجي، مضيفة: ”الوزارة تنفق سنويا حوالي 70 مليون دولار على برنامج علاج فيروسات الكبد باستخدام دواء إنترفيرون، وهو برنامج يمتد لمدة عام“.
 
وتتوقع منال انخفاض الأسعار مستقبلاً مع طرح عدد أكبر من الأدوية.
 
الأدوية الجنيسة لخفض السعر
 
هذا السعر المنخفض لبيع الدواء من وجهة نظر اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، يواجه بتقارير تطرحها منظمات معنية بحقوق المرضى، ومنها ’المركز المصري للحق في الدواء‘، الذي اعتبر هذا السعر مرتفعًا، قياسًا بقدرات المواطن المصري.
 
وطالب المركز بـأن تحذو الحكومة المصرية حذو الهند التي رفضت منح دواء Sovaldi براءة اختراع على أرضها، بما يسمح لشركات محلية بإنتاج أدوية جنيسة للدواء وطرحها بسعر زهيد.
 
وردًّا على ما طرحه المركز، قال جمال: ”هناك خلط بين تسجيل الدواء ومنحه براءة اختراع؛ حيث تقوم وزارة الصحة بالتسجيل، ويستغرق التسجيل في الأحوال العادية عامين يتم في أثنائهما تجربة الدواء على المرضى، غير أن الوزارة منحت الشركة الأمريكية تسجيلاً سريعًا مدته 3 أشهر تنتهي في 15 يوليو القادم“؛ وذلك لأهمية الدواء.
 
”أما براءة الاختراع فتكون من مهام مكتب براءات الاختراع، وتلجأ الشركات لها لحماية منتجها من التقليد“، وهو ما لم تحصل عليه الشركة بمصر حتى الآن، كما أوضح جمال.
 
من جانبه، لم يعلق مكتب براءات الاختراع المصري على عدم الاقتداء بالهند، واكتفى محمود صقر -رئيس أكاديمية البحث العلمي المصرية، التابع لها المكتب- بتصريح مقتضب لشبكة SciDev.Net  حيث قال: ”لا يزال المكتب يفحص طلب براءة الاختراع الخاص بالشركة الأمريكية، ولم يتم البت فيه بعد“.
 
واستندت الهند في رفضها لمنح براءة الاختراع للعقار والمطالبة بإنتاج دواء جنيس إلى أن المركب الكيميائي الذي يدخل في تركيبه ليس جديدًا، فهو نفس المركب المسجل لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسب ’الإيدز‘، مع تعديلات بسيطة تسمح باستخدامه مع مرضى فيروس ’ج‘، وفق بيان لمنظمة ’أطباء بلا حدود‘ في نوفمبر 2013.
 
ويقدر الخبراء حجم الاستثمار في أدوية الالتهاب الكبدي الفيروسي ’ج‘ على مستوى العالم بحلول عام 2018، بأنه سيتراوح بين 14 و20 مليار دولار. 
 
 

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط