Skip to content

05/02/17

أفريقيا تفك شفرتها الوراثية

RPE cells
حقوق الصورة:Seamus Murphy / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • التنميط الجيني المتاح حاليًّا موضوع تبعًا للتجمعات السكانية في أوروبا وأمريكا الشمالية
  • يتاح هذا العام عدة بحثية جديدة تركز على الوراثيات الأفريقية ومدى ارتباطها بالأمراض
  • العائد من هذا الجهد سوف يعود بالنفع على كافة التجمعات السكانية في كل بقاع الأرض

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[نيروبي] تتواصل الجهود لتمكين الباحثين الأفارقة من دراسة ما يشيع في التجمعات السكانية الأفريقية من عوامل وراثية ترتبط بالأمراض والأوبئة، إذ تعكف شركة أمريكية متخصصة على إعداد العُدة البحثية اللازمة لإجراء أبحاث تختص بالمحتوى الوراثي والتنوُّع الجيني في أفريقيا، وتطوير أدوات ووسائل جديدة تبلغ هذه الغاية.

فثمة مبادرة من قِبَل (H3Africa) -وهو تجمع معني بالصحة والوراثة في أفريقيا، قوامه باحثو ’الرابطة الأفريقية للوراثيات الإنسانية‘، ويدعمه بالباحثين والأموال كل من المؤسسة الخيرية الإنجليزية المعروفة ’ويلكم ترست‘، و’معاهد الصحة الوطنية‘ في أمريكا، بالإضافة إلى العديد من الهيئات والجهات المتخصصة والمعنية- قد عهدت بالمهمة إلى مؤسسة إلومينا؛ كبرى الشركات المتخصصة في تطوير وتصنيع وتسويق الأنظمة المتكاملة لتحليل الاختلاف الوراثي.

في القارة السمراء أقدم المورِّثات الإنسانية؛ أي أنها مهد التطوُّر البشري، ولديها أكبر قدر من الاختلافات الجينية، بيد أن معظم أدوات ووسائل التنميط الجيني الموجودة وضعت أصلًا للتجمعات السكانية في أوروبا وأمريكا الشمالية، وفقًا لجولي كولينز، المسؤولة عن تنمية السوق في ’إلومينا‘.

وتمثيل أفريقيا في تطبيق الوراثيات أو علوم الجينوم -المختصة بدراسة المجموع الوراثي في الكائن الحي- كان تمثيلًا ناقصًا، أو سيئًا كما تقول كولينز. 

لذا تقول كولينز عن العُدة الجديدة: ”لن تكون حاسمة في فهم التنوُّع الجيني بأفريقيا فحسب، وكيف يرتبط بالمرض، بل من المحتمل أن تجعل فهمنا أفضل بالنسبة لهما في التجمعات السكانية الأخرى بشتى أنحاء العالم“، مشيرةً إلى أنه من المتوقَّع أن تكون المهمة قد أُنجزت في وقت لاحق من عام 2017.

وقد صرحت كولينز لشبكة SciDev.Net بأن أعضاء من (H3Africa)، انتقوا عينات مأخوذة من أفريقيا، ثم عملوا على تقييمها من خلال دراسات وراثية أكثر شمولًا.

الهدف -كما تشدد كولينز- ”كان لتوصيف وتمييز التنوع الجيني في تجمعات السكان الأفارقة، ومحاولة فهم كيفية ارتباط الوراثيات بالأمراض والاعتلالات التي تؤثر على هذه التجمعات“. 

فهم المرض والوراثيات في تجمعات سكانية معينة سوف يفسح المجال للباحثين بتطوير تدخلات علاجية وتدابير وقائية أكثر تحديدًا“، كما توضح كولينز. ”وهذا سيكون خطوة مهمة إلى الأمام في سد الفجوة الحالية في فهمنا للتنوُّع الجيني في أفريقيا وفي فهم العوامل الوراثية التي تسهم في المرض“.

أما ميشيل رامزي -وهي أستاذ بقسم الوراثة البشرية في جامعة ويتواترسراند بجنوب أفريقيا- فتقول إن ذلك سيكون مفيدًا جدًّا للباحثين في إجراء دراسات تجرى على كامل المجموع الوراثي من صبغيات (كروموسومات) ومورِّثات (جينات)؛ لبحث مدى ارتباطها بالكثير من الصفات والسمات المختلفة والأمراض في العديد من التجمُّعات السكانية.

تلك الدراسات تُكتب اختصارًا GWAS وهي من أقوى الطرق لدراسة المعمار الوراثي للمرض في البشر، وهي بذلك تُعَد وسيلة طبية حيوية يستخدمها العلماء أداة في ربط الوراثيات بالداء، وذلك من خلال التعرف على أجزاء دقيقة من الحمض النووي غالبًا ما تختلف بشدة بين البشر، ومن ثَم فإن شيوعها وتكرارها بين المصابين بمرض ما، يدل على ارتباطها وإسهامها في الإصابة به.

وتقول رامزي: ”سيكون ذلك أفضل ما تم إنجازه لهذا الغرض، وآمل أن تُستخدَم على نطاق واسع، لا من قِبَل باحثي H3Africa فقط، مضيفة: وسوف تستغرق نتائج البحوث والمعارف الجديدة بعض الوقت حتى يظهر أثرها على قطاع الرعاية الصحية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (الأنجلوفونية).