Skip to content

29/06/14

باحثات بعالم الفيزياء في الأراضي الفلسطينية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في الأراضي الفلسطينية، عدد النساء اللائي يدرسن الفيزياء أكثر من الرجال، ومع ذلك تظل عضوات هيئة التدريس من النساء أقلية صغيرة جدًّا. وفي جامعة بيرزيت –على مشارف رام الله بالضفة الغربية– تمثل رئيسة قسم الفيزياء، وفاء خاطر، نموذجًا فريدًا للنجاح بالنسبة لطلاب الدراسات العليا.

لقد باتت مطالب الأعراف الاجتماعية، والتحيز الجنساني في المجتمع العلمي الدولي، بالإضافة إلى تحديات ممارسة البحث العلمي في العالم النامي، وتحت وطأة الاحتلال تُحِيل العمل بالفيزياء التزامًا صعبًا. وعلى الرغم من هذه العقبات، وفي مشهد متغير باستمرار، تختار النساء بشكل متزايد الاشتغال بالفيزياء.

ومن خلال استكشاف حياة بعض النساء في جامعة بيرزيت، تتجاوز هذه الدراسة الصور النمطية للمرأة الفلسطينية، وتسلط الضوء على بعض القضايا الملحّة في تجربتها.

هذه صور مشرفة من النساء. وتمثل الصور والاقتباسات المرفقة الواردة هنا محاولة لالتقاط شيء من هذا التميز بأسلوب متوازن وعادل قدر الإمكان.

ويود الكاتبان التقدم بخالص الشكر لوفاء، ودعاء، وسهاد، ووصال، ووعد، وتسنيم، وورود؛ لمشاركتهن المفعمة بالحماس في هذا العمل. الجهات الراعية هي المركز الدولي للفيزياء النظرية ICTP، ومؤسسة Elsevier، ومنظمة المرأة في مجال العلوم بالعالم النامي OWSD. قام بالتصوير جاك أوين.
 
 Women in Physics- intro

Women in Physics-2

وُلِدت الدكتورة وفاء خاطر في قرية عين سينيا في الضفة الغربية، وهي تاسعة إخوتها العشر.

”كان والدي مُزارعًا، وجميعنا عَمِل معه. أنا فتاة من الفلاحين ونشأت في مزرعة. وكلما أعربت عن رغبتي في تخصيص وقت للاستذكار من أجل امتحاناتي، وأردت أن أستأذن في الانصراف من العمل في المزرعة، قال والدي لي: إن الهواء النقي وخضراوات المزرعة الطازجة هي التي تجعلكِ متفوقة في المدرسة“.
 
 Women in Physics-3

بعد تخرجها من جامعة بيرزيت في عام 1993، حصلت الدكتورة وفاء على منحة دراسية لمواصلة دراستها بجامعة بيرجن في النرويج، ذلك قبل أن تعود إلى جامعة بيرزيت عضوةً بهيئة التدريس في عام 2004. ”كنت –ولا أزال– الأنثى الوحيدة بين أعضاء هيئة التدريس في قسم الفيزياء“.

ومنذ عام 2013، صارت الدكتورة وفاء رئيسة لقسم الفيزياء في جامعة بيرزيت.

إن قصة نجاحها تُعَدّ مصدر إلهام لشباب الفيزيائيين الطموحين في فلسطين.
 

Women in Physics-4

 
طالبات الماجستير الست بقسم الفيزياء في جامعة بيرزيت، وهن من اليسار إلى اليمين: وعد عوض، ودعاء حوامدة، وسهاد دراغمة، وورود شديد، وتسنيم سليم، ووصال حلايقة.
 

Women in Physics-5

تقول دعاء حوامدة: ”أعتقد أن الفيزياء هي أُم كل العلوم. إذا أمكنني تَعَلُّم الفيزياء، فسوف أتعلم الرياضيات، والكيمياء، وكل شيء متصل بها. علم الفيزياء هو علم الحياة. هذا هو شعوري تجاهه“.
 
 
Women in Physics-6

تكمل الدكتورة وفاء حديثها: ”في الوقت الحاضر، ومع وجود السلطة الفلسطينية ودولة فلسطين المقرر

إنشاؤها، هناك وزارة للتربية والتعليم العالي، توفر أنواعًا مختلفة من المنح والقروض؛ لمساعدة الطلاب على الحصول على تعليمهم، في ظل تزايد أعداد الشابّات الملتحقات بالجامعة لنيل درجة علمية؛ لأنهن لا يعتمدن كليًّا على والديهن لمساعدتهن ماليًّا“.
 
 Women in Physics-7

تقول سهاد دراغمة: ”أعتقد أن الأوساط الأكاديمية في فلسطين مؤهلة على أعلى مستوى. أرى هذا عندما أذهب إلى أوروبا. أعتقد أننا -الفلسطينيين- طلاب بارعون، ولدينا نظام تعليم جيد. ومع ذلك، تواجهنا العديد من الصعوبات في فلسطين، وليس بوسعنا تجاهلها. وهي ليست قاصرة على الاحتلال فحسب، لأن الحكومة تؤدي دورًا كذلك. إن لديها قائمة طويلة من الأولويات، والبحث العلمي هو آخرها“.
 
 Women in Physics-8

وتضيف الدكتورة وفاء قائلة: ”من الطبيعي أن تتغير المجتمعات بمرور الوقت، وهو ما يسري على النساء وأدوارهن المختلفة. المجتمع الفلسطيني مرَّ بتغييرات جذرية، وما زال يمر ببعضها؛ بسبب الوضع السياسي المتغير على الأرض. هذا ينعكس على دور المرأة في المجتمع“.
 

Women in Physics-9

تقول وعد عوض: ”قال لي أبي: ”ينبغي أن تدرسي الهندسة أو الطب“. لكني أخبرته بأنني أرغب في دراسة الفيزياء لأني أحبها، وسمح لي. وهذا هو أكثر شيء أحبه في والدي، فهو دائمًا ما يقول رأيه، لكنه لم يرغمني على فعل ما يعتقد“.

Women in Physics-10

 
وتتذكر تسنيم سليم: ”لقد وُلدت في القدس، ولديَّ أربع شقيقات وشقيقان. لديَّ أسرة جميلة تشجعني –بالطبع– على أداء عملي، وتساعدني على القيام بكل ما أحب. لديَّ ابنة وابن، وأنا شغوفة بهما. أنا أحب حياتي، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله. يجب أن أبذل قصارى جهدي في خلق التوازن بين عائلتي، وعملي، ودراستي. تنظيم الوقت هو المفتاح“.

Women in Physics-11

 
تقول ورود شديد: ”ليس لديَّ أسرة بعد، ولكن عند الزواج وإنجاب الأطفال، سيزداد الوضع صعوبة. أنا أدرك صعوبة الموقف، ولكن الصعاب يمكن تجاوزها. وصال وتسنيم خير شاهد على ذلك، لدى كلٍّ منهما أسرة، وكلتاهما ما زالت تدرس، فضلاً عن عمليهما. الحياة بالطبع أصعب، ولكنها ممكنة“.
 
 Women in Physics-12 
وتستطرد وعد بقولها: ”ربما كان الشيء الوحيد الذي يُقيِّد حلمنا بمواصلة الدراسة هو الناحية الاجتماعية: يجب أن يكون لديكِ أسرة، يجب أن تتزوجي –وهو ما أقبله– ولكن الأمر يرجع إليَّ وفقًا لعائلتي. إنهم لم يقيدوني بهذه الأفكار الاجتماعية“.
 
 Women in Physics-13

وتستكمل ورود قائلة: ”أنا أعيش هنا في قرية بيرزيت، وعائلتي في مدينة طولكرم. وفي بعض الأحيان، أمكث هنا لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. من مصلحتي العيش بمفردي، وأداء كل شيء بنفسي“.

Women in Physics-14

واختتمت ورود الحديث بقولها: ”لكن ربما كان السبب هو طول الطريق، فالسفر يستغرق وقتًا أكثر مما ينبغي للوصول إلى طولكرم؛ بسبب نقاط التفتيش وسوء حال الطرقات“.
 Women in Physics-15 
وتوافقها وعد عوض الرأي، قائلة: ”عندما نسافر نشعر أننا لسنا دولة، ولا حتى شبه دولة، إننا شعب يعيش رهن الاحتلال“.
 
 Women in Physics-16

وتقول تسنيم سليم: ”أنا أستطيع تحقيق التوازن بين أولادي ودراستي. كانت لديَّ المقدرة على الوصول إلى هذه المرحلة، وسوف أكون قادرة على الحفاظ على هذا التوازن في المستقبل، إن شاء الله“.
 
 Women in Physics-17

وتتابع تسنيم قائلة: ”أنت أدرى الناس بنفسك. إذا كان لديك هدف، وتريد الوصول إلى شيء ما، بمقدورك الوصول إليه“.
 

Women in Physics-18

وفي الختام، تقول الدكتورة وفاء خاطر: ”أنا متفائلة جدًا بأننا نرى وجوهًا نسائية بشكل متزايد بين أعضاء هيئة التدريس؛ نظرًا لنشأة جيل جديد من عالِمات الفيزياء الإناث. آمل أن تجد الطالبات المتفوقات في الفيزياء فرصًا لمواصلة الدراسة في مؤسسات مرموقة، وأن يقدرن على مواصلة حياتهن العملية في مجال الفيزياء والأبحاث“.
 
نُشِرَ المقال الأصلي بواسطة المركز الدولي للفيزياء النظريةICTP. .
 
المقال منشور أيضًا بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
Women in physics in the Palestinian territories