Skip to content

29/07/16

ويل للاجئة إذا أتاها آتي النساء

Refugees women Syria
حقوق الصورة:Flickr/ European Commission DG ECHO

نقاط للقراءة السريعة

  • رعاية الشأن الصحي المتعلق بالحيض لدى اللاجئات، خجولة ومتواضعة للغاية
  • إن توافرت الفوط، فهي غير مناسبة وغير كافية، وغير رخيصة، وربما غير صحية
  • الخوف يطارد اللاجئة؛ فهي على وجل دائم من ستر مهتوك، وفي انتظار صحة معتلة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[عمان] على كره يخرجن لشأنهن في أماكن مخصصة، قد تكون غير مأمونة.. على أسف يرجعن والواحدة منهن لا تكاد تصدق أن الستر لفها، وأنها نجت من عين مقتحمة أو عابرة. وعلى عجز يعالجن اعتلالاتهن بسبب سوء إدارة مدة الدورة الشهرية رغمًا عنهن.. وعلى خوف من متحرش إذا خرجن لما هنالك، أو حتى مغتصب (عدم الإنسانية)، ينتظرن الحيضة التالية. 

يحدث ذلك رغم كثرة وتعدد المنظمات الأممية العاملة في مجال إغاثة اللاجئين ورعايتهم، إلا أن إدارة العمل على رعاية الشأن الصحي المتعلق بالحيض لدى اللاجئات، تبدو خجولة ومتواضعة جدًّا.

فمنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ’يونيسف‘، تُعنيان برعاية الأم والطفل، دون تخصيص رعاية للشأن الصحي المتعلق بالدورة الشهرية بشكل منفرد؛ فالرعاية مرتبطة بحالة خاصة متعلقة بالحمل والولادة، وفق سمير بدران، مسؤول الإعلام والاتصال في مكتب منظمة يونيسف بالأردن.

المسألة يديرها صندوق الأمم المتحدة للسكان، ”ويقتصر على الاستجابة لحاجيات النساء في سن الإنجاب، في إطار الصحة الإنجابية والاستجابة للعنف المبني على النوع؛ وهما اثنان من بين أربعة أهداف تسعى المنظمة لتحقيقها حول العالم“، كما يقول لشبكة SciDev.Net منسق العمليات الإنسانية للصندوق في الأردن، شبل صهباني.

يوضح صهباني أن الصندوق يقدم حقيبة تدعى ’حقيبة الكرامة‘، تحوي مستلزمات النظافة الشخصية من الشامبو والصابون، إضافة للملابس الداخلية والفوط الصحية، ولباس ساتر ’عباءة‘، وكشاف متنقل يساعد النساء والفتيات في أثناء ترددهم على الحمام.

بشكل عام يصف صهباني الاستجابة لحاجات النساء المتعلقة بالدورة الشهرية في مناطق اللجوء بأنها ”متفاوتة ومتأخرة“. ويضيف: ”ضعف التمويل واستمرار وصول اللاجئين، لا يمكِّننا من الاستمرار في توزيع الخدمات الطبية لفترات طويلة، بل هي استجابة للحاجات الضرورية في أوقات الطوارئ“، مشيرًا إلى أن هذه الإمدادات يوفرها الصندوق لمدة شهرين أو ثلاثة فقط.

على استحياء تكلمت بعض اللاجئات السوريات بمخيم الزعتري في الأردن لشبكة SciDev.Net عن حيضاتهن، وكيف إذا أتى إحداهن زائرها الشهري، استقبلنه على مضض، وبرحت بهن عذاباتهن، حتى يزول عنهن ذاك العارض الثقيل.

إنهن يشتكين من انقطاع تسليم الفوط الصحية ورداءتها، حيث تسببت لهن في الحساسية الجلدية، مما يضطرهن لتأمين تلك الاحتياجات على حسابهن الشخصي.

عانت صبحة ’أم مروان‘ خلال السنوات الماضية في المخيم، قبل انقطاع الطمث عنها مؤخرًا؛ بسبب عدم كفاية الفوط الصحية المستلمة، وعدم انتظام إمداداتها وانقطاعها بعد ذلك.

وتوضح الثلاثينية أم زكريا أن شح المياه ونوعية الفوط الصحية تسببت لها في التهابات دعتها لمراجعة الطبيب، وعن حجم الفوط تقول: ”لا تناسب غزارة الحيض لدى بعض النساء“.

وعليه تُقدِم سيدات المخيم على شراء فوط خاصة، ثمن العبوة الواحدة التي تحوي من 8- 10 فوط، دينار ’بأكمله‘، وهو ما يفوق طاقتهن المادية.

فيما كانت قلة الحيلة تضطر إيمان -خمسة وثلاثين عامًا- إلى قص ملابس أطفالها وصنع فوط صحية لحيضتها؛ لعدم توافر المال اللازم لشراء فوط خاصة، تقول إيمان: ”تعمدت في أوقات كثير إطالة فترة استخدام الفوط المصنعة؛ لعدم توافر ملابس كافية لهذا الغرض“، الأمر الذي تسبب في إحداث التهابات لها.

وتروي العشرينية منى حدوث مشكلات أخرى بسبب انتظار الدور على الحمامات العامة، وهو الأمر الذي بدا أفضل بعد توافر الحمامات الخاصة بكل عائلة وخزان المياه، إلى جانب الكرفانات التي حلت مكان الخيم.

تشير هيام، ذات الأربعين، إلى أن الفترة السابقة على إنشاء الكرفانات كان الوضع صعبًا وسيئًا؛ بسبب بُعد الحمامات عن الخيم العامة، وصعوبة ذهاب النساء للحمامات ليلًا، أما الآن فالأمر أصبح أيسر.

يوضح صهباني أن كامل مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن تحولت مؤخرًا إلى كرفانات وانتهى عهد الخيم؛ ”فمخيم الزعتري ومخيم حدائق الملك عبد الله بدأ تدريجيًّا بإحلال كرفانات محل الخيم، حتى أصبحا
بالكامل كرفانات مع مطلع عام 2015، في حين أن مخيم الأزرق والمخيم الإماراتي مريجب الفهود أنشأ منذ البداية كرفانات“.

ويرى صهباني أن ”مسألة رعاية فترة الحيض للاجئات تواجه ضعفًا في التمويل لا الاهتمام“، وهو ما ينعكس على وضع أولويات للصندوق؛ فلا يمكننا تأمين احتياجات السيدات لخمس سنوات يزداد فيها تدفق اللاجئين، ”ويبقى الموضوع أولوية بالنسبة للمتدخلين وليس للجهات المانحة“.

جدير بالذكر أن لجنة الإنقاذ الدولية وجامعة كولومبيا في نيويورك بدأتا في عام 2015 برنامجًا بحثيًّا، بتمويل من شبكة البحوث الإنسانية Elrha؛ بغية تحليل احتياجات النسوة اللائي يحضن إبان حالات الطوارئ. ويُرجى من هذا البحث أن يصب في مقاربات مستلزمات جديدة، يمكن للمنظمات الإنسانية استخدامها؛ لتحسين دعم النساء والفتيات.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا