Skip to content

19/04/16

الابتكار سبيل لمواجهة تحديات الأمن الغذائي

crops
حقوق الصورة:Flickr/ Felix63

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يشكل الأمن الغذائي تحديًا كبيرًا للبشرية منذ قديم الأزل، وذلك بسبب زيادة عدد السكان المطردة عالميًّا، والتي وصلت مؤخرًا إلى 7.4 مليارات نسمة، تاركةً 1 مليار نسمة يتضورون جوعًا. ومن المتوقع أن يصل تعداد سكان العالم إلى 11.2 مليار نسمة بحلول 2100، مما يضعنا أمام سؤال صعب وهو ليس فقط كيف سننتج غذاءً أكثر ليكفي جميع البشر، ولكن كيف سنفعل ذلك بمساحة أرض زراعية أقل، وموارد مائية أقل، وموارد طاقة أقل، واستخدام أقل للمواد الكيميائية كالمبيدات والأسمدة؟

كل ذلك إلى جانب التأثير المروع للتغيُّرات المناخية على إنتاج الغذاء، من خلال الزيادة المستمرة في درجات الحرارة، وارتفاع مستوى البحر، وندرة المياه. بالإضافة إلى فقدان الأرض الخصبة بسبب التصحر، والتحضر، والتملح.

وخلال جهود العلماء لتحقيق الأمن الغذائي، كان في الأذهان أن الحل لا يكمن فى زيادة إنتاجية الغذاء فقط، لكن في تحسين خطوات الإنتاج ومراحله، وتسهيل الوصول إلى الغذاء، وإرساء خطط وسياسات محددة قوية لضبط عملية الإنتاج كذلك.

أجمع العلماء خلال مناقشتهم على أن الحل لتحدي الأمن الغذائي يكمن في الابتكار، وكان ذلك ضمن فعاليات مؤتمر بيوفجن الإسكندرية 2016 الذي أقيم في مكتبة الإسكندرية في المدة ما بين 12إلى 14 أبريل 2016. وكان السؤال الذي طرحه الجميع للمناقشة هذا العام هو: كيف يمكننا إطعام المليارات من البشر دون تلويث البيئة المحيطة بنا؟

نصح إدوارد كوكينج -الأستاذ بجامعة نوتينجهام غير المتفرغ في المملكة المتحدة- ببدائل بيولوجية للأسمدة النيتروجينية التي تلوث الأرض والمياه والهواء، فباستخدام أنواع من البكتيريا التي تستطيع تثبيت النيتروجين الموجود بالتربة في جذور وأوراق النبات، يمكن تحسين كفاءة امتصاص النبات للضوء، وبالتالي تحسين عملية التمثيل الضوئي. ويمكن إحلال البكتيريا محل 50 بالمئة من الأسمدة النيتروجينية الصناعية عند زراعة القمح.

كما أشارت جودبجورج إنجا أرادوتير -الباحثة بقسم الكيمياء الحيوية لحماية النباتات بمركز روثاميستد للأبحاث في المملكة المتحدة- إلى أن حماية النباتات جزء مهم من الحفاظ على الإنتاج الغذائي، ويمكن دعم ذلك عبر إنتاج المحاصيل المحسنة وراثيًّا، والتي قد تفرز مواد سامة لطرد الآفات التي تلاحقها، أو بتغيير شكلها أو لونها أو رائحتها، كلها حلول مبتكرة لمقاومة الآفات دون استخدام المبيدات التي أصبح العديد من الآفات والحشرات مقاومًا لها.

وأشار العلماء خلال المؤتمر إلى أن المحاصيل واللحوم المحسنة جينيًّا من الإجابات الجلية والواضحة لإطعام المليارات من البشر، ولكن عدم ثقة الناس فيها وتشكيكهم في تأثيراتها على الصحة العامة عادةً يتسبب في رفض تلك المنتجات.

ويؤكد عدد من الحضور أن أبحاثًا عدة أثبتت جودة تلك المنتجات وعدم وجود أضرار سلبية لها، فيقول إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية: ”لم تعد لدينا الرفاهية لنتحدث عما إذا كنا سنتبنى استخدام تلك التقنيات الحديثة أم لا“، نظرًا لازدياد أعداد الجَوعى في عالمنا، موضحًا: ”لا بد أن نكون حذرين ونمد عموم الجمهور بتحليل نقدي يقارن بين الفوائد والمضار من استخدام تلك التقنيات“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.