Skip to content

23/10/13

الإيكولوجيا الزراعية ينبوع معرفة للمزارع

Shovel_Opinion_Funes-Monzote
حقوق الصورة:ILRI/Susan MacMillan

نقاط للقراءة السريعة

  • • يسهم علم البيئة الزراعية في تطوير المعرفة المحلية للمزارعين، ويمكنه تلبية احتياجاتهم
  • • وبحسب مُقرِّر الحق في الغذاء بالأمم المتحدة يمكنه مضاعفة الإنتاجية في عشر سنوات
  • • لكنه بحاجة إلى المزيد من الدعم ليترك بصمته على النُّظم الزراعية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تسهم الإيكولوجيا الزراعية في تطوير معارف الزراعة الأسرية، ويرى فرناندو مونزوتي أنها ينبغي أن تمثل الاتجاه السائد
 

على مدى العقود الأخيرة، حل الإرشاد الزراعي الذي تضطلع به الحكومات الكثير من المشكلات المستجدة في الزراعة، وأيضا أفضت البحوث التي ترعاها هذه الحكومات والشركات الكبرى إلى حلول مبتكرة في الشأن ذاته.
 

لكنهم بصفة عامة، خذلوا صغار المزارعين. فلا يكاد يمر يوم دون أن يواجه هؤلاء تحديات تشمل إطعام أُسَرِهم، ودفع أجور العمالة، ومكافحة الآفات، وإدارة الموارد الطبيعية، والتأقلم مع متطلبات السوق، والتكيف مع تغير المناخ وارتفاع تكلفة

الطاقة، بالإضافة إلى التعامل مع الصراعات السياسية والنزاعات العسكرية.
 
فوق ذلك كله، أنهم ينتجون 50-75% من الإمدادات الغذائية المحلية من زراعات متنوعة، رغم أن جُل ما يمتلكه صغار المزارعين من مجمل الأراضي في معظم البلدان النامية يقل عن 25%.
 
ولكي يصبح الإنتاج الغذائي المستدام حقيقة واقعة، لا بد من الوفاء باحتياجات أصحاب المزارع الأسرية، ويمكن القول إن علم البيئة الزراعية أو الإيكولوجيا الزراعية هي الطريق الأكثر واقعية نحو تحقيق ذلك.
 
عِلم مستدام
 
على نطاق واسع، من حيث يُعد علم الزراعة المستدامة هو علم البيئة الزراعية، فإن الأخير يتعهد المعارف الجمعية للمزارعين، وينشرها في بيئات محددة، وهي معارف تتطور بتطور أساس علمي قوي، وقاعدة اجتماعية منظّمة، من أجل تصميم وإدارة نُظم زراعية أكثر كفاءة، وإنتاجية، وسلامة بيئية.
 
على سبيل المثال، يتكيّف المزارعون مع تغيّر المناخ من خلال اتّخاذ قرارات وفقًا لأنماط الطقس على المدى القصير، وفي مواقع محددة، وعدد من المناهج الأخرى.
 
وقد أظهرت البحوث أن علم البيئة الزراعية مفعم بالحيوية، ولديه ما يكفي من المرونة كي يجري تكييفه مع مختلف الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وليوائم شتى الظروف البيئية؛ ما يعني أنه يسير المنال على الناس، ويمكنهم حيازته بسرعة، وتبنيه بفعالية.
 
وينص تقرير لأوليفييه دي شوتر، مُقرِّر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، على أنه: "يمكن لعلم البيئة الزراعية، إذا كان مدعوما كما ينبغي، مضاعفة الإنتاج الغذائي في مناطق بأكملها في غضون عشر سنوات، ويحد من آثار تغيُّر المناخ، ويخفف من وطأة الفقر في المناطق الريفية".[1]
 
ومع ذلك، لا تزال معظم الحكومات والمؤسسات تولي علم البيئة الزراعية القليل من الاهتمام (أو الدعم المالي)، بحسبانه بديلاً، لا خيارا أوَّليًّا للزراعة في المستقبل.
 
من العلم للتطبيق
 
ثمة مشروعات، وحركات اجتماعية، وبرامج أكاديمية ناجحة مخصَّصة لتدريس علم البيئة الزراعية وبحوثه في كولومبيا، وكوستاريكا، وكوبا، والمكسيك.
 
على سبيل المثال، حركة 'من فلاح لفلاح'، التي تتبع 'الرابطة الوطنية لصغار المزارعين في أمريكا الوسطى وكوبا'، تبث التقنية وتروج للتمكين الاجتماعي الاقتصادي؛ من خلال مساعدة المزارعين على تبادل الخبرات وحشدها.
 
أيضا يعمل مشروع 'شبكة إيكوفيدا للإيكولوجيا الزراعية' في البرازيل على تعزيز قدرة صغار المزارعين على التأقلم مع طلبات المستهلكين، والإقبال على تقديم السلع بشكل تجاري. كما أن القوانين الوطنية للإيكولوجيا الزراعية في بوليفيا، والبرازيل، والإكوادور، ونيكاراجوا تنم عن تزايد الوعي السياسي.
 
وتُعَدّ كوبا –حيث أعيش– نموذجًا يُحتذى في تطبيق علم البيئة الزراعية. ورغم هذا، هناك نهضة في الإنتاج الزراعي الصناعي، ولا يزال البلد يستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية.[2]
 
إن للابتكار في تطبيق مبادئ علم البيئة الزراعية وممارسة مفاهيمه، جنبًا إلى جنب مع التوعية الاجتماعية، القدرة على مجابهة هذا التحدي؛ من خلال تبنّي أنشطة من قبيل تبادل الخبرات التي تم تكييفها محليًّا عند إدارة النُّظم الزراعية.
 
معضلات الإيكولوجيا الزراعية   
 
بَيدَ أنّ تلك النشاطات تأثيرها لا يُذكر –إلى الآن– عند الحديث بشكل أوسع عن الزراعة المستدامة.
 
يرجع ذلك إلى أن ممارسة علم البيئة الزراعية غالبًا ما تكون شديدة الحيوية والتعقيد على إدخالها في النظم الزراعية التي تعتمد المعايير الصناعية. هناك حاجة لإعادة تصميم البنى التحتية –لتحويل المحاصيل، وتوزيعها، وتخزينها– من أجل تلبية متطلبات زراعة لا مركزية، وعلى نطاق أصغر.
 
إن التحديات هائلة. إحدى القضايا الشائكة في هذا الصدد أن تطبيق علم البيئة الزراعية لا يلتزم بمعايير أو مبادئ توجيهية، كما هو حال الزراعة العضوية. وتجري الأمور حسبما يراها صاحب الشأن. كما أن هناك تنويعات عديدة في الإيكولوجيا الزراعية، وهو أمر مشكل.
 
والآن، طرأ تحد مستجد. إن الإيكولوجيا الزراعية يجري استقطابها من قِبَل أناس ومنظمات تدعم قدرتها على التعايش والتقنيات الحيوية، لكنّ هذا التوجّه لا يرتكز على أي دليل للنجاح.
 
أضف إلى ذلك، أن أي نظام يُشجع نمط الزراعة الأحادية، ويحمل أصحاب المزارع الأسرية على مغادرة أراضيهم، لا يشارك علم البيئة الزراعية توجُّهها. على سبيل المثال، يَعُد البعض الزراعة المُحافِظة على الموارد نظام زراعة سليمًا بيئيًّا، رغم أنها قد تنطوي على استخدام كميات كبيرة من مبيدات الأعشاب، والمحاصيل المعدَّلة وراثيًّا.
 
من ناحية أخرى، ما تم توثيقه جيدًا هو أن جَعْل المزارعين يعتمدون على تكنولوجيا صناعية، مثل التحوير الجيني، يُقوِّض استقلالهم؛ أي قدرتهم على أن يقرروا بأنفسهم كيفية تصميم التقنية وتطبيقها.
 
مدّ الجسور
 
لتغيير الوضع الراهن للأعمال التجارية الزراعية، إلى نظام زراعي تهيمن عليه الزراعة الأسرية والإيكولوجيا الزراعية، نحن بحاجة لرفع شعار "لا بديل عن الزراعة للبقاء"؛ وهو نهج يعكس رؤية مشتركة للمستقبل.[3]
 

الخطوة الأصعب –لكنها الطريق الأمثل– نحو بناء جسور بين الحديث النظري والتحديات الزراعية البيئية من واقع الحياة، هي مشاركة العلماء مباشرة في الزراعة، والتعليم، والتسويق، ووضع السياسات. 

فرناندو مونزوتي

هذا الطرح يتجاوز التقنية أو الابتكار التقني؛ فهو بصدد تعلُّم كيفية العيش في الريف، وفهم الديناميات المحلية، وتبادل المعلومات المعنية بتكييف الخبرات والتقنيات؛ لتطوير الحياة الريفية بأسلوب عصري.
 
ربما كان حفْر بئر في الصخر بمزرعتي بحثًا عن المياه في موسم الجفاف، هو أحد أصعب الأعمال التي قمت بها. كنت كلما حفرت أكثر، ظهر الماء أغزر. وبالمثل، كلما نظر المرء إلى الأمور بمنظور الإيكولوجيا الزراعية وعمل بمقتضاها، جني المزيد من فوائد الزراعة المستدامة.

 

فرناندو ر. فونيس مونزوتي متخصص في الإيكولوجيا الزراعية، وباحث، وخبير استشاري دولي، ومُزارِع يقيم في كوبا. نائب رئيس الرابطة العلمية بأمريكا اللاتينية للإيكولوجيا الزراعية (SOCLA)، ويمكن التواصل معه على [email protected].

المقال منشور بالنسخة الدولية ويمكن مطالعته عبر العنوان التالي:
agroecology taps awellspring of farming nowledge

 

المقال جزء من ملف بعنوان: نحو استدامة إنتاج الغذاء

References

[1] Schutter, O. D. Agroecology and the Right to Food (Report presented at the 16th Session of the UN Human Rights Council, 2011)
[2] Altieri, M.A. and Funes-Monzote, F.R. The Paradox of Cuban Agriculture. (Monthly Review, 2012)  
[3] Funes-Monzote, F.R.  Farming like we're here to stay: the mixed farming alternative for Cuba. (Wageningen University & Research Centre, 2008)