Skip to content

11/03/17

سهل البقاع يشهد تجارب ري ذكي

Foss4i
حقوق الصورة:Georges Abi Aad

نقاط للقراءة السريعة

  • تجارب على أول نظام استشعار بالألياف الضوئية لإدارة ري الحقول
  • يخفض استهلاك المياه وتكلفة الري، ويزيد مردود المحاصيل
  • ’المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات‘، و6 جهات دولية تتعاون ولبنان في تطويره

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بيروت] ينتقل قريبًا مشروع ’أنظمة الاستشعار بالألياف البصرية للري إلى مرحلة التجارب واسعة النطاق، حالما يتم الانتهاء من تحليل بيانات تجربته الحقلية المحدودة في لبنان.

والمشروع الذي يحمل اسم ’فوسفوري‘ على سبيل الاختصار، يتعاون فيه لبنان مع إيطاليا وسويسرا ممثلين في تسع جهات علمية دولية كبرى؛ من أجل إنتاج أول نظام ري ذكي، يستعين بحساسات تعتمد تقنية قوامها الألياف الضوئية.

”يجسّد المشروع مفهوم استثمار نواتج البحوث النظرية في معالجة المشكلات المجتمعية، ويعزز أطر التعاون بين جامعات الشرق والغرب، ونقل التقنية من المؤسسات البحثية إلى قطاع الصناعة“، على حد وصف هيثم زراقط؛ رئيس لجنة اتخاذ القرارات بالمشروع.

والحساسات مصممة لقياس متغيرات مثل درجة الحرارة والرطوبة، وتركيز الأسمدة والمبيدات الحشرية، وكذا الإنزيمات في التربة، مما يسمح بالري على أمثل وجه، وعلى النحو الذي يزيد غلة المحصول. ولا يوفر هذا في استهلاك المياه فحسب، بل يهبط بتكلفة ري الهكتار في السنة من 500 دولار أمريكي إلى 60 دولارًا فقط، وفق المنشور على موقع المشروع على شبكة الإنترنت.

كانت جامعة سانيو الإيطالية ’المشاركة في المشروع‘ قد أجرت اختبارات معملية على الحساسات للتحقُّق من فاعلية عملها في التربة اللبنانية التي تمتاز بمحتوى طيني عالٍ جدًّا يزيد على 55%.

وفي 5 يناير الماضي وقعت اتفاقية تعاون من قِبل كل الأطراف المشاركة، ومن أبرزها ’المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية‘ (سيرن)، و’المركز البريطاني للتبادل التكنولوجي‘.

لاحقًا أعلنت الحكومة البريطانية –وفق بيان أصدرته سفارتها ببيروت في فبراير- أنها رصدت مبلغ 2.5 مليون جنيه إسترليني لإنشاء مركز أبحاث دولي، يعمل مظلة للمشروع الذي ينفذ بمراحله الأربع على مدى 4 سنوات.

ثم في 24 من الشهر المنصرم، و”على مساحة هكتار، نُصب 80 حساسًا على أربع مجموعات، في حقل تجريبي بسهل البقاع، مزروع بالقمح، يتبع ’مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية بلبنان‘“، كما يوضح زراقط.

ويستطرد: كان ذلك لاختبار التقنية على نطاق محدود؛ ولتحديد أهداف البحث والتطوير على المدى البعيد.

بعد شهرين من ذلك التاريخ، سيجري تقييم التجربة المحدودة للاستيثاق من صلاحيتها، ويتقرر على ضوئه الاحتياجات التقنية الملائمة للتربة اللبنانية.

ثم في نهاية مارس الجاري وربما أول أبريل المقبل، فإن المرحلة التالية المنتظرة ”تستهدف التجريب على نطاق أوسع، بتركيب الحساسات على مساحات أكبر (3 حقول مساحة الواحد هكتار) من مزروعات مختلفة في سهل البقاع، لتحديد العلاقة بين الإنتاجية وتحسين الري“، وفق زراقط؛ الأستاذ بقسم الفيزياء والإلكترونيك في كلية العلوم بالجامعة اللبنانية، التي تشارك في المشروع.

أما المرحلة الثالثة فهي مخصصة لقياس مؤشرات كيميائية وحيوية حول المخصبات والمبيدات والبكتيريا في التربة. ثم المرحلة الأخيرة من المشروع ”وهدفها تطوير الحساسات؛ لجعلها ذات كلفة منخفضة، ما يعطي الشركات الناشئة فرصة لإنتاج تلك الأنظمة بأسعار معقولة وتسويقها بين المزارعين الذين يملكون أراضي متوسطة الحجم“.

يشير زراقط إلى أن التقنية لا تقتصر على لبنان؛ بل يمكن الاستفادة منها وتعديلها وفق خصائص بيئات مختلفة.

يشار إلى أن المعهد الإيطالي للفيزياء النووية يشارك المشروع، إلى جانب شركتي أوبتوسمارت، وناشيونال إنسترومنتس.

يؤكد أهمية المشروع طلال درويش، مدير الأبحاث السابق في المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، ويرى أنه سيساعد على ”رفع كفاءة استخدام المياه والحد من هدرها“.

ويستطرد درويش للشبكة: ”ومن جهة أخرى، تساعد التقنية -خلافًا لتقنيات تقليدية- على تعزيز الإنذار المبكر قبل أن تتأثر الزروع بعوامل العطش أو غيرها“.

كذلك يثني محمد النسر -أستاذ المياه وهندسة نظم الري المساعد في جامعة الملك سعود بالسعودية على المشروع، لكنه يرى أن ”نجاح التقنية مرتبط باستخدام نظم الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش وما شابههما من نظم تعتمد على التحكم الإلكتروني في المحابس“، أما الري التقليدي المعتمد على فتح وغلق المحابس يدويًّا فلن تقدم الحساسات أي فرق يذكر له.

وعلى هذا، يقول النسر: ”التقنية لا بد أن تُنفَّذ كمنظومة متكاملة مع أنظمة الري الحديثة“.

يلفت درويش إلى أن ”مثل تلك التقنيات تساعد على سد الفجوة الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي في العالم العربي، خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية من قمح وأرز“، مشيرًا إلى أن العالم العربي يستورد 90% من المواد الغذائية.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.