Skip to content

08/02/17

نموذج مصري لزراعة خضراوات بالمياه الرمادية المعالَجة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

نجح مركز أهلي لتطوير الأبحاث وتحويلها إلى مشروعات في تنفيذ نموذج متكامل؛ للاستفادة من المياه الرمادية في زراعة الخضراوات والفواكه، عبر أنظمة الزراعة بدون تربة؛ لتحويلها من مصدر مهمَل إلى أحد المصادر التي يمكن أن تضيف إلى إمكانيات مصر المائية.

ونفذ مركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية نموذجًا أوليًّا بالتعاون مع أحمد توفيق، الباحث بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي، في إحدى المدارس الفنية الزراعية بمحافظة المنوفية، جنوبي دلتا النيل، ليكون قابلًا للتكرار على نطاق أوسع يصل إلى مستوى أحياء بأكملها.

يقول وائل عبد المعز -رئيس المركز، والأستاذ بقسم الهندسة الكيميائية في كلية الهندسة بجامعة المنيا-: إن الفكرة جاءت تطويرًا لنشاط يمارسه المركز منذ سنوات في مجال معالجة المياه الرمادية، بهدف تعظيم الاستفادة منها، وتشجيع متخذي القرار لتعميم الفكرة، وهو ما بدأوا يلمسونه مؤخرًا، إذ جرى الاتفاق مع وزارة الإسكان على تنفيذها في أحد أحياء العاصمة.

’المياه الرمادية‘ هي المياه التي تخرج من أحواض المطابخ وأحواض الاستحمام وغسالات الملابس والصحون، ويصل حجمها في مصر إلى 10 مليارات متر مكعب، لا يتم استغلالها، لعدم وجود صرف مستقل خاص بها، فتختلط مع مياه الصرف الصحي أو ما يسمى ’المياه السوداء‘، وهي المياه الخارجة من المراحيض.

وتقوم فكرة النموذج -الذي يُفتتح منتصف شهر فبراير الجاري، بحضور شركاء المشروع من وزارة الإسكان وأكاديمية البحث العلمي ومؤسسة مصر الخير- على عدة خطوات، يشرحها عبد المعز لشبكة SciDev.Net فيقول: ”تنتقل المياه بداية من دورات المياه في المدرسة عبر مواسير صرف مستقلة إلى خزان أرضي لتجميعها، سعته ما بين 1 إلى 2 متر مكعب، ثم تُسحَب هذه المياه إلى وحدة معالجة المياه الرمادية، حيث تتم معالجة المياه داخل الوحدة وتخرج صالحة للاستعمال في الزراعة“.

يجري بعد ذلك توجيه المياه عبر مواسير أخرى إلى أبراج الزراعة الرأسية بدون تربة، وهي عبارة عن مواسير تأخذ الشكل العمودي، مفرغة بشكل يسمح باستيعاب أكبر عدد من النباتات، ويسمح في الوقت ذاته للنبات باستفادة أكبر من ضوء الشمس، فينعكس ذلك على نموه بشكل أفضل.

تم تنفيذ النموذج على مساحة 50 مترًا مربعًا، بتكلفة وصلت ما يقرب من 14 ألف دولار أمريكي، واستغرق تنفيذه حوالي شهر ونصف تقريبًا، جرى خلالها تأسيس صرف خاص بالمياه الرمادية في المدرسة، وكان من الممكن ألا يستغرق تأسيس النموذج أكثر من أسبوع، إذا كان هناك صرف خاص بالمياه الرمادية عند تأسيس المدرسة.

ويوجه وائل نداء للمسؤولين قائلًا: ”نسعى من خلال تأسيس هذا النموذج إلى توجيه نظر صانعي القرار إلى ضرورة فصل الصرف الخاص بالمياه الرمادية عن الصرف الصحي في كود البناء المصري؛ حتى يمكن الاستفادة منها كمصدر مائي يصلح لري بعض المزروعات، التي بدورها تدر دخلًا على زارعيها“.

وكان المركز قد أعد دراسة جدوى شهرية حول بيع الخضراوات الناتجة عن النموذج، خلصت إلى أن المشروع سيتمكن من استرداد تكلفته خلال سنتين؛ إذ إن إجمالي تكاليف الشتلات حوالي 7 دولارات أمريكية، ونفس المبلغ تقريبًا هو تكلفة المحاليل المغذية للنبات خلال فترة الزراعة، وبالتالي يكون إجمالي التكاليف 14 دولارًا، في حين يُباع المحصول الناتج بمبلغ 70 دولارًا.

ومن المتوقع أن تتعاظم الفائدة بعد إدخال خطوة خامسة إلى النموذج وهي الاستزراع السمكي، لتكون الخطوة التي تسبق انتقال المياه إلى أبراج الزراعة الرأسية، بحيث تذهب المياه المعالَجة إلى أحواض تربية السمك، ثم تخرج من أحواض السمك محملة بفضلاته، وتتجه إلى أبراج الزراعة الرأسية.

ويعمل هذا النموذج بشكل أوتوماتيكي، ولا يحتاج إلى صيانة إلا كل ثلاثة أشهر، كما أنه لا يحتاج إلى أي كيماويات في معالجة المياه، وجميع مكوناته متوفره بالسوق المحلية، فضلًا عن كل ذلك فإن المياه المعالَجة من خلاله تحمل شهادة من مركز بحوث الصحراء تؤكد أنها من الفئة ’أ‘ وفق الكود المصري لمياه الري، وهي المياه التي تصلح لري كل المحاصيل.


هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.