Skip to content

26/07/17

مزارع دودة الأرض.. لنبات آمن وربح وفير

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قبل نحو خمسة أشهر، لم يكن محمد عبد العزيز -أحد كبار مربي دودة الأرض في مصر- يعرف شيئًا عن هذا المجال، ولكن صدفةً وضعته على هذا الطريق الذي وجد فيه فوائد جمة له ولمجتمعه، فقرر نشر الفكرة عبر صفحة خاصة على موقع "فيسبوك".

عبد العزيز، الحاصل على بكالوريوس التجارة، تمكن خلال تلك الفترة الوجيزة من تأسيس أكثر من مزرعة لهذه الدودة التي تُستخدم في إنتاج سماد الديدان العضوي.

يكفي أن تسأل هذا الشاب الذي يقترب عمره من الأربعين عن أسباب اختياره هذا المجال، رغم أنه لا يقع في نطاق تخصصه، ليأخذك في رحلة طويلة مع هذه الدودة وفوائدها البيئية والاقتصادية والصحية.
 
1
 
يقول عبد العزيز: ”نشاهد يوميًّا مَن ينبش في القمامة لجمع ما يصلح منها في عمليات إعادة التدوير، كالمخلفات البلاستيكية والمعادن والزجاج، تاركين الفضلات العضوية تبعث الروائح الكريهة وتتربى عليها كائنات دقيقة وحشرات ناقلة للأمراض“.

تلك المخلفات استخدمها عبد العزيز في مشروع يُدِرُّ دخلًا وينتج غذاءً آمنًا، بالاعتماد على دودة الأرض الحمراءred wiggler ، إذ يمكنها -بفضل ما تفرزه من إنزيمات- تحويل المخلفات العضوية إلى سمادٍ خالٍ من الكيماويات يُعرَف باسم "فيرمي كومبوست".
 
يقول عبد العزيز: ”هذا السماد له سوق كبيرة في الخارج والداخل، ويخلصنا من استخدام الأسمدة الكيميائية وأضرارها على البشر، التي تصل إلى حد الإصابة بالسرطان“.
 
2
 
وسواء كانت تربية الدود بغرض الاستخدام الشخصي أو التجاري، فإن طريقة التربية لا تختلف من حيث الكيفية، لكنها تختلف من حيث الحجم. يؤكد عبد العزيز أن الأمر بسيط جدًّا ولا يتطلب إمكانيات كبيرة، "فيمكنك تربية ديدان تتغذى على فضلات منزلك، لإنتاج كميات بسيطة من السماد تستخدمها في بعض الزراعات المنزلية".

يوضح عبد العزيز -بينما كان يشرع في تجهيز بيئة لتربية الدودة على نطاق صغير-: ”الديدان تعيش في بيئة رطبة غنية بالكربون، بالإضافة إلى نسبة بسيطة من النيتروجين، ودرجة حرارة تتراوح من 15 إلى 25 درجة مئوية“.

ولتحقيق هذه المواصفات يُثقب صندوق بلاستيكي، ثم يُفرَش بقطع صغيرة من الكرتون (مصدر الكربون)، ويُرَش بالماء، ثم توضع أوراق شجر أو روث حيوانات أو المخلفات المنزلية العضوية من بقايا الخضار والفاكهة أو ثفل الشاي والقهوة (مصدر النيتروجين)، بالإضافة إلى قشر البيض المطحون (مصدر للكالسيوم)، ثم تُخلط هذه المكونات مع الديدان، ويتم رشها بالمياه مجددًا لتنتج السماد.

وتُحظر بعض المخلفات العضوية المنزلية من الإضافة، مثل مشتقات الحليب، واللحوم، والعظام، ومشتقات الزيوت والدهون، كما أن الطعام المطبوخ مثل الأرز والمعكرونة وغيرها لا يحبّذ إضافته.
 
3
 
وتجب مراقبة مستوى الرطوبة كل فترة بتحسُّس وجود مياه من عدمه، وكذلك كمية المخلَّفات التي تتغذى عليها الديدان، إذ إنها تأكل نصف وزنها فضلات عضوية، وفق عبد العزيز.

أما في الاستخدام التجاري فيكون حجم العبوات أكبر وعددها أكثر، وتُستخدم أجهزة لقياس مستوى الرطوبة، كما تُستخدم ماكينة لفصل الديدان عن السماد، وإعادة استخدامها في إنتاج سماد آخر.
 
”في حالة الاستخدام الشخصي يكفيك أن تبدأ بمئة دودة، سعر الواحدة جنيه مصري، وخلال سنة واحدة تستطيع مضاعفة عدد الديدان ليصل إلى 10 آلاف“، وفق عبد العزيز.

ومع تضاعُف العدد، تتضاعف كمية السماد، إذ تنتج المئة دودة البالغ وزنها 50 جرامًا ما قيمته 25 جرامًا من السماد شهريًّا.
 
4
 
”ويختلف الحال عند الرغبة في تأسيس مشروع تجاري، إذ يُفضَّل البدء بعشرة آلاف دودة، لإنتاج كمية أكبر من السماد، ليكون تسويقها مضمونًا“، كما يقول عبد العزيز.

ولدى عبد العزيز -حديث العهد بهذا المجال- عشرات الطلبات من مزارعين محليين ومستوردين لشراء سماد الديدان العضوي ’فيرمي كومبوست‘، وهو ما عزاه إلى الفوائد الجمة لهذا السماد.
 
5
 
يقول عبد العزيز: ”بينما تبلغ تكلفة تسميد الفدان بالسماد الكيميائي، حوالي 13 ألف جنيه مصري، فإنه في المقابل لا تتعدى تكلفة التسميد بالسماد العضوي 10 آلاف جنيه“.
 
وإضافة لهذه الميزه الاقتصادية، الميزة الأهم وهي تحسين خواص التربة بنسبة 60% مع أول تسميد به، وتزيد النسبة مع موسم الزراعة الثاني إلى 90%، ثم تصل في الموسم الثالث إلى 100%؛ إذ تتحسن خواص التربة تمامًا وتعود لها الأحياء الدقيقة، ولا يحتاج المزارع في المواسم التالية إلى استخدام أي سماد.
 
6 
ويتعجب عبد العزيز من الاستمرار في استخدام الأسمدة الكيميائية رغم كل هذه الفوائد، ويضيف: ”العجيب أنه بينما يغنيك استخدام السماد العضوي عن استخدام أي سماد في الموسم الرابع، فإنك تحتاج في المقابل إلى زيادة استخدام الأسمدة الكيميائية كل عام بعد الآخر؛ لأنه يزيد من شراهة الأرض للماء“.

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.