Skip to content

16/03/15

أخلاقيات الطب والبيولوجيا.. عدالة مفقودة

biology ethics
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Samir Mahmoud

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حينما شرع العالم في وضع الخريطة الجينية للجنس البشري، بدا العالم كله وكأنه على موعد مع مكتشفات طبية كبرى في مجالات الصحة العامة والطب التشخيصي والعلاج، وبدأ بعده عصر جديد من البحث في قضايا الجنس البشري وتحسينه، والعلاج الجيني، والاستنساخ الحيواني، واستنساخ الأعضاء البشرية.

تلك المجالات البحثية الجديدة جعلت قضايا عدة تتعلق بأخلاقيات الطب والبيولوجيا تقفز على الساحة الطبية العالمية خلال ربع القرن الأخير، بعضها يتعلق بممارسة مهنة الطب، وبعضها يخص المريض وحقوقه، وكثير منها مزيج بين الضوابط الطبية المهنية والمعايير الأخلاقية والقانونية.

وفي خضم النقاشات حول تلك القضايا، كانت فكرة العدالة المفقودة حاضرة بقوة في مناقشات علماء أخلاقيات البيولوجيا والطب، والأطباء المتخصصين في الرعاية الصحية والطب الحيوي، ورجال الدين، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول لأخلاقيات البيولوجيا، المنعقد بمسقط في سلطنة عمان لمدة ثلاثة أيام من 8 إلى 10 مارس الجاري.

يقول الدكتور محمد علي البار -مدير مركز أخلاقيات البيولوجيا الطبية بالمركز الطبي العالمي في المملكة العربية السعودية- لشبكة SciDev.Net: ”اهتمت كل الأمم والأديان بالأخلاق والعدالة في توفير الخدمة الطبية منذ فجر الحضارات، منذ حضارة اليونان التي أفرزت أبُقراط، صاحب القَسَم الطبي الشهير، وكذلك في الحضارة الإسلامية، التي عُنيت بالأخلاق ونظام الحسبة في الطب، وحرصت على حق المريض واستقلاليته في اتخاذ قراره“.

ووفق البار، حكمت هذه المبادئ الأخلاقية ممارسة الطب لعقود، إلا أن العدالة الطبية تراجعت في القرن العشرين، الذي شهد ميلاد الرأسمالية والعولمة المتوحشة، ”وفيها تحول المريض إلى العميل، وتحول الطبيب إلى مقدم الخدمة، وصار الطب ’بيزنس خاص‘ تغذيه شركات الأدوية متعددة الجنسيات، فتراجعت أخلاقيات الطب بشدة“.

ويضرب البار مثلاً صارخًا لانعدام العدالة الطبية دوليًّا بحالة أفريقيا، التي تفترسها أمراض نقص المناعة المكتسبة، والأوبئة كالإيبولا وغيرها، ولا تجد تضافرًا حقيقيًّا للجهود العالمية لإنقاذها إعمالاً للعدالة.

مناقشات المؤتمر ركزت على القضايا الطبية الخلافية وموقف الإسلام منها، فيما يستعد العالم لمؤتمر القمة العالمي العاشر للجان الأخلاقيات الوطنية وأخلاقيات البيولوجيا في برلين، بألمانيا عام 2016.

ستيفانو سيمبلسي -رئيس اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ’يونسكو‘- تحدث لشبكة SciDev.Net قائلاً: ”يونسكو في خط المواجهة الأول لتوفير تعليم طبي متقدم حول الأخلاقيات الحيوية، ولجنتنا الدولية المعنية بالموضوع تركز جديًّا على العدالة المطلوبة في القضايا ذات الصلة بعلوم الأحياء والطب والدواء والتقنيات الحيوية، وما تثيره من قضايا قانونية وأخلاقية“.

ولعلاج الفجوات القطرية في التعامل مع قضايا البيولوجيا، يؤكد سيمبلسي أن ’يونسكو‘ تركز على التشبيك بين الدول؛ لتبادل الأفكار والمعارف، والتعاون بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لضمان تعليم طبي بمعايير جودة عالمية، وحوار متعدد الثقافات والخلفيات الدينية.

الدكتور علي البيماني -رئيس جامعة السلطان قابوس، رئيس اللجنة الوطنية العمانية لأخلاقيات البيولوجيا- يقول: ”إن التقدم الذي يشهده العلم عامة والعلوم الطبية خاصة، يضعنا أمام تساؤلات عديدة حول العديد من الموضوعات البحثية: كالخلايا الجذعية، والهندسة الوراثية، وغيرها، وقد أعدت اللجنة الوطنية وثيقة عمانية لأخلاقيات الطب والحياة هدفها التعامل الحاسم مع هذه القضايا المهمة، وكذلك لا بد أن يكون في كل بلد“.
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا