Skip to content

15/05/16

رافضون لاستخدام الفحم بمصر يحتجون عبر فيلم وثائقي

Coal
حقوق الصورة:Scidev.Net/ Mohamed El-Sayed

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”ماتت أمي بسبب التحجر الرئوي، وأُصبت بنفس المرض، وحفيدي مصاب بالتوحد، كل هذا بسبب التلوث الناجم من الفحم“، شهادة حيّة وردت على لسان السيدة ’حياة مخلص‘، من سكان مدينة حلوان جنوبي العاصمة القاهرة، والتى ينتشر بها عدد من مصانع الإسمنت.

شهادة حياة جاءت ضمن عدد من الشهادات والصور التي رصدها فيلم ’الفحم… مصر: لوحة لم يرسمها فان جوخ‘، أبطاله أناس حقيقيون عاشوا بالقرب من مصانع الإسمنت التي تستخدم الفحم وقودًا لها، وعانوا ويلات التلوث، وتعالت صرخاتهم الاحتجاجية، التي رصدتها المخرجة المصرية شيرين طلعت في فيلم مدته لم تتجاوز ١٩ دقيقة.

الفيلم عُرض الخميس الماضي للمرة الثانية في أقل من أسبوع، وتحديدًا في جمعية ’عين البيئة التعاونية‘، الواقعة بالقرب من مصانع حلوان للإسمنت، ضمن فعاليات حملة ’مصريون ضد الفحم‘، وتزامنًا مع أسبوعي التحرك العالمي للتحرر من الوقود الأحفوري من ٥- ١٧ مايو، والذي تشارك فيه مجتمعات تواجه استخدام الفحم والغاز والبترول، في تحرك للإبقاء على الوقود الأحفوري في الأرض، ولتسريع التحول العادل إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% ومستقبل مستدام للجميع.

’حياة‘ لم تكتفِ بمشاركتها في الفيلم، بل حضرت العرض بصحبة حفيدها، كي توصل رسالتها إلى الجمهور الذي جاء متضامنًا معها، حكت حياة لشبكة SciDev.Net كيف حولت مصانع الإسمنت حياتهم إلى كابوس مزعج، وقالت: ”لفظت والدتي أنفاسها الأخيرة بسبب إصابتها بالتحجر الرئوي، نتيجة التلوث الصادر عن مصانع الإسمنت، وحفيدي ياسين، ذو الست سنوات، أصيب بالتوحد في سابقة هي الأولى بين أفراد العائلة، حيث رجح الأطباء إصابته نتيجة التلوث“.

شاهد لقطات من الفيلم

ليست معاناة سكان حلوان وحدهم هي التي شغلت مخرجة الفيلم، بل انتقل العمل إلى بقعة أخرى تضررت بشدة، وهي منطقة ’وادي القمر‘ غربي الإسكندرية، حيث وثّق العمل كيف تحولت منازلهم المبنية بالطوب الأحمر إلى اللون الإسمنتي بفعل الأتربة والغبار الناجم عن استخدام مصنع إسمنت تيتان الفحم وقودًا بديلًا للغاز.

”المباني تغير شكلها بسبب التلوث، فما بالك بالبشر؟“، هكذا عبر أحد شباب المنطقة عن معاناة الأهالي وهو يعرض للكاميرا تأثير التلوث على المباني المجاورة للمصنع، فيما دخلت سيدة عجوز في نوبة سُعال، قائلة: ”بنغسل هدومنا وننشرها نلاقيها كلها تراب“، في مشهد آخر للمعاناة.

وامتزجت شهادات المتضررين بآراء خبراء مصريين في مجالات البيئة والاقتصاد والصحة والطاقة، رافضين استخدام الفحم الحجري؛ لما له من مخاطر عدة، أهمها المخاطر الصحية، حيث يزيد من الإصابة بالسكتة الدماغية، والاختلال في وظائف القلب، وتصلب الشرايين، وضيق الأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

يرى الخبراء أن هذه الأضرار -إضافة إلى الضرر البيئي- ستكلف الدولة أكثر من ضِعف الفائدة الاقتصادية المرجوة من استعمال الفحم.

عروض متتالية للفيلم سيُعلَن عنها عبر صفحة ’مصريون ضد الفحم‘ على فيسبوك، لمن يرغب في مشاهدة هذا العمل الذي حمل اسم الفنان الهولندي فان جوخ، كونه أكثر مَن جسَّد معاناة عمال الفحم في لوحاته الفنية، وركز على منازلهم ووجوههم وملابسهم وطعامهم وأطفالهم ونسائهم، والبيئة الملوثة التى يعيشون فيها.
 
 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا