Skip to content

12/10/15

دعوة لبناء نماذج عربية لرصد التغيرات المناخية

Gaza floods after thunderstorm Alexa for climate change blog
حقوق الصورة:Flicker/ Oxfam International

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 ”نحن من يُحدد كيف سيبدو المناخ في الأعوام الخمسين أو المائة المقبلة“، هذه طموحات علماء الفيزياء للحد من ظاهرة التلوث والإفراط في استهلاك الطاقة، وكل ما يزيد من انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي ورفع درجات حرارة الأرض في مناطق معينة، وارتفاع نسبة الرطوبة أو الجفاف في مناطق أخرى.

تكمن أهمية رصد التغيرات المناخية بشكل دقيق في المنطقة العربية في إمكانية تطوير قدرات التكيف معها ومواجهة مختلف التهديدات المتوقعة، لذا طور العلماء نماذج عديدة ومؤشرات للتنبؤ بمسار التغيرات المناخية في مختلف مناطق العالم بناء على معطيات فيزيائية مناخية، وتم عرضها في جلسة خاصة بقمة مدن البيئة العالمية 2015 في أبو ظبي، الإمارات في المدة من 11- 13 أكتوبر الجاري.

ولكن يشكك رشيد زعبول -خبير النمذجة المناخية في المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)- في قدرة مثل هذه النماذج على رصد كل التغيرات المناخية في المنطقة العربية على الأقل؛ ”لأنه تم تطويرها بمحددات ومعطيات لا تتلاءم مع المنطقة العربية“.

يرى زعبول أن أغلب التقارير المتعلقة بالتغيرات المناخية الخاصة بالمنطقة يتم استنتاجها في إطار معطيات القارة الآسيوية أو القارة الأفريقية، وتستند أغلبها على سيناريوهات غير دقيقة تتوقع حركة المناخ.
لذا فإن المنطقة العربية في الوقت الراهن لا تمتلك مؤشرات ومحددات دقيقة للتغيرات المناخية التي ستحدث في المستقبل القريب والمتوسط وحتى البعيد، ”وهو ما يجعلها عرضة للعوامل المناخية المفاجئة مثل الفيضانات والجفاف دون سابق إنذار لها، ما يؤثر على سلة الغذاء ومخزون المياه العذبة“.

ويشير زعبول إلى ضعف النماذج العددية التي تم تطويرها في فرنسا وألمانيا واليابان، وقلة مصداقيتها في كثير من المناطق العربية فيما يتعلق بكمية تساقط الأمطار في هذه المناطق، فالنماذج لا تعطي مستوى دقيقًا لحجم الأمطار المتساقطة والتغيرات التي تحدث في المستقبل، وفي أحيان كثيرة تكون مناقضة للواقع.

ويعطي زعبول نموذجًا لتوقعات أوروبية بتزايد حجم تساقط الأمطار في تونس إلى 2000 ملليمتر سنويا، إلا أن الواقع يشير إلى تراجع كمية التساقط إلى 1000 ملليمتر سنويا في الشمال، وبنسبة أقل بكثير في الجنوب.

ولما كانت هذه النماذج غير قادرة على رصد التغيرات المناحية في المنطقة المترامية الأطراف، يسعى باحثون إلى تطوير نماذج خاصة بالمنطقة، تأخذ بعين الاعتبار البيانات المناخية والطبيعة الجغرافية، وفي ذلك يقول زعبول: ”لدينا الكثير من الخبراء في مجال المناخ وتوقعاته على المدى القريب أو البعيد، وبإمكانهم وضع المعايير النموذجية الرقمية لرصد حركة المناخ، وانعكاسات التلوث عليه“.

وأشار زعبول إلى أن هناك مسعى من أجل ذلك بين عدد من الباحثين في المنظمات البيئية في المنطقة؛ ”لأن معرفة حالة المناخ والتغيرات الحاصلة بحاجة لقياسات دقيقة على مدى فترة طويلة“.

وأكد زعبول أن تطوير البرامج القادرة على المساهمة في التحكم بتغيرات المناخ على المستوى العالمي، لن يكون إلا برصد دقيق لحالة المناخ وتحليلها، وإنشاء شبكات تواصل بين مختلف مراكز الرصد لبناء بيانات دقيقة تمكن صانعي القرار من اتخاذ القرار المناسب للحد من الأخطار المدمرة لتقلبات المناخ، ”ولا يزال اليوم الوقت أمامنا لنحدد طبيعة المناخ في الغد إذا تضافرت الجهود وصُححت المعطيات والمعايير وأخلصنا في الهدف“.
 
 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا