Skip to content

23/08/13

استزراع الجاتروفا بالصحاري يختزن الكربون

afforestation
حقوق الصورة:Flicker/ lawren48

نقاط للقراءة السريعة

  • كل هكتار مزروع بها يمكن أن يمتص سنويا 25 طن ثاني أكسيد الكربون
  • تحتاج الجاتروفا لمياه قليلة.. ويمكن ريها عن طريق محطات تحلية مياه البحر
  • استزراعها أيضا يمكنه خفض درجة حرارة الصحاري، وزيادة هطول المطر

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قال باحثون إن تشجير الصحراوات الساحلية قد يحتجز ثاني أكسيد الكربون، ويخفض من درجات حرارتها الشديدة، ويزيد من معدل سقوط الأمطار، ويجدد التربة، فضلا عن إنتاج الوقود الحيوي الرخيص.

وفي بحث نُشر نهاية يوليو بدورية علمية تدعى Earth System Dynamics قالوا إن استزراع شجرة الجاتروفا على نطاق واسع، قد يساعد في تنحية غاز ثاني أكسيد الكربون وعزله.

وخص فريق الباحثين شجرة 'جاتروفا كوركاس'؛ لقدرتها العالية على احتمال ظروف الصحراء القاسية، قائلين إن كل هكتار (10000 متر مربع) مزروع بها، يمكنه امتصاص 17- 25 طن ثاني أكسيد الكربون سنويا.

يعني هذا –بحسب الدراسة- أن تكلفة احتجاز كل طن من ثاني أكسيد الكربون تتراوح بين 56 إلى 84 دولارا أمريكيا، ما يجعل احتجاز الغاز المسبب للاحترار العالمي وتخزينه بهذه الطريقة منافسا قويا لأية تقنية عالية أخرى.

لذا، فإن الباحث الرئيس بالدراسة، كلاوس بيكر، يقول: إن استزراع نحو 3% فقط من الصحراء العربية بأشجار الجاتروفا يمكنه امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه السيارات في ألمانيا خلال عشرين سنة.

أيضا، قال بيكر: "نماذجنا أظهرت أن الاستزراع تسبب في خفض متوسط درجة حرارة الصحراء بنحو 1.1 مئوية، وهذا شيء كثير"، مضيفا أن هذا الاستزراع سوف يحفز على زيادة تهطال المطر في المناطق الصحراوية.
بيكر الذي يدير شركة 'حماية الغلاف الجوي' المتخصصة في عملية تنحية الكربون، تطرق إلى أن الجاتروفا -وهي مصدر للوقود الحيوي- تحتاج القليل من المياه، وأنه يمكن ريّها عن طريق تحلية مياه البحر حال استزراعها بالسواحل.

كما يتصور بيكر للصرف الصحي دورًا في ريها أيضا؛ حيث إن "مليارات ومليارات اللترات من مياهه التي تُصرف في المحيط أسبوعيا، يمكن إرسالها إلى الصحراء لزراعة الأشجار.. وفي هذه الحالة لن تحتاج لأي مصدر للنيتروجين الصناعي الغالي الثمن".

وفي غابات أخرى استزرعها الفريق بجزيرة مدغشقر، لوحظ أن محتوى المادة العضوية لتربة متدهورة -غرسوا فيها الجاتروفا- قد ارتفع من 0.2% إلى ما بين 2.5% -3%.

حاصل هذا، أن الأهالي هناك يحصدون الآن محصول الفاصوليا التي زرعوها بين الأشجار، ما يزودهم بمصدر حيوي للبروتين، وأوجد نوعا من التكافل بين الأشجار والبقول.

يعلق بيكر على ذلك قائلا: "فيما سبق، لم تخطر ببال أحد زراعة هذه الأراضي بهذا النوع من الفاصوليا القرنية؛ لأنها لم تكن تنبت هناك، لكن بعد أربع أو خمس سنوات من تطبيق تقنيات استزراع الجاتروفا، زادت جودة التربة على نحو مثير".

هذا النوع من الزراعة "مقاربة رشيدة لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون"، كما يصفه ألكس ووكر، الباحث المساعد في بمركز سياسات البيئة التابع للكلية الملكية في لندن؛ لما له من "آثار إيجابية محتملة على التنوع الحيوي".

ويضيف ووكر معللا: "فهو ينمو على أراض غير صالحة للزراعة، من ثم فلا مجال لمنافسة المحاصيل المنتجة للغذاء".

أيضا مصر لها تجربة رائدة في استزراع الصحاري، باستخدام مياه الصرف المعالجة، بُغية الحصول على الأخشاب، وإنتاج الوقود الحيوي، فضلا عن الاستفادة بالكتلة الحيوية الخشبية؛ وهذا عن طريق زراعة أشجار الجازورينا، والماهوجني الأفريقي، والنيم، بالإضافة إلى أشجار الجاتروفا والجوجوبا.

عن هذه التجربة يقول الدكتور هاني الكاتب لموقع SciDev.Net : "ثمة 15 ألف هكتار مزروعة بأشجار الغابات، من نوعية جيدة، لكنها بلا قيمة اقتصادية حتى الآن".

ووفقا لما يقوله 'الكاتب' -الأستاذ بالجامعة التقنية في ميونخ- فإن مصر تنتج سنويا نحو 6.3 مليارات متر مكعب من مياه الصرف، تكفي 5.5 مليارات منها لتحريج نحو 650 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية، وتخزين ما يزيد عن 25 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا في الغابات المنزرعة الجديدة.

ويقارن الكاتب الحال في ألمانيا؛ البلد الأوروبي الرائد في التحريج وزراعة الغابات بمصر، مشيرا إلى أن "ما تحققت زراعته من كل أنواع الأشجار التي غرست في ألمانيا خلال ستين عاما بمعدل 350 مترا مكعبا لكل هكتار، يمكن إنجازه بمصر في أقل من 14 سنة".

لكن الخبير المصري مسعد قطب حسانين يستدرك عليه قائلا: "أحد أكبر التحديات في زراعة الغابات في المناطق الجافة هو غياب الدراية، والخبرة، والأفراد المدربين الذي يباشرون التحريج وزراعة الغابات وإدارتها".

ويضيف حسانين -الذي يشغل منصب مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي-: "إن المشروع في مصر كان محظوظا؛ إذ لقي عونا تقنيا، ودعما في الإدارة" من الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي.