Skip to content

27/01/14

تقنيات حيوية رخيصة وفعالة لمعالجة المياه

PURIFY water
حقوق الصورة:Flickr/ USACE Afghanistan Engineer District-South

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع دولي يُعنى باستخدام التقنيات الحيوية الرخيصة في معالجة المياه العادمة
  • يستفيد من المشروع الذي يغطي معظم المنطقة العربية الجهات الفاعلة ذات الصلة
  • ويراعي خصوصية كل دولة، ويهدف إلى التعريف بالتقنيات، ويعرضها في دليل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[مراكش] تتويجا لعمل دام عامين ونصف العام، تحت مظلة مبادرة ’ووتربيوتك‘ الأوروبية، اختتم مشروعها الذي يحمل اسمها أعماله، بعقد مؤتمره الدولي الثاني بمدينة مراكش المغربية في يناير الجاري.
 

خلال المؤتمر الذي استضافته جامعة القاضي عياض، عرض خبراء دوليون تقنيات حيوية فعالة ورخيصة لمعالجة موارد المياه الملوثة. تعتمد هذه التقنيات على وجود نباتات أو كائنات دقيقة، تقوم بإزالة سُمِّيَّة الملوِّثات الموجودة في المياه والتربة والرسوبيات والحمأة.

وكانت رؤية المشروع تنطلق من استخدام هذه التقنيات في بلدان يجري التعامل فيها مع مياه الصرف الصحي بشكل غير فعّال، وبالتالي لا تزال تحتوي على كائنات مسببة للأمراض، ومعادن ثقيلة، ومركبات كيميائية غير مرغوب بها، حتّى بعد المعالجة.

يغطي المشروع أجزاء واسعة من المنطقة، فالبلدان المعنية هي: الجزائر وتونس ومصر والمغرب، والمملكة العربية السعودية التي تشغل معظم شبه الجزيرة العربية، على أن تغطي البلدان الشريكة ليبيا وإثيوبيا. كما يغطي أيضا بوركينا فاسو والسنغال وجنوب أفريقيا وغانا.

تقول سناء عروس -مدير عام المشروع-: إن مبدأه الأساسي ”يهدف إلى تعويض ندرة المياه، والحد من الاستغلال المفرط لموارد المياه العذبة، وبالتالي ضمان إمدادات دائمة من المياه بالنسبة للبلدان النامية في أفريقيا“.

يجمع المشروع التقنيات التقليدية بأخرى أكثر حداثة، مثل غشاء المفاعل الحيوي، والتحلية الحيوية للمياه، وإزالة المعادن الثقيلة وتحييدها، وتقنيات الطبقة الرقيقة المغذِّية، والمُرَشِّح الرقيق.
تقول سناء: ”كل هذه التقنيات قابلة للتَّكيُّف بسهولة مع الظروف المحلية والموارد في البلدان النامية الأفريقية“.

والجهات الفاعلة ذات الصلة المستفيدة من هذا العمل هم المزارعون، ومزودو خدمات معالجة مياه الصرف الصحي، والسلطات وصانعو القرار، والأوساط العلمية المتخصِّصة، والمجتمعات المحلية، وعامة الناس الذين يعيشون في المناطق التي تعاني شُح المياه.

وفي دليل خاص وثق مشروع ’WATERBIOTECH‘ تقنياته، وعرضه على 200 شخص من نحو 20 دولة، هم حضور المؤتمر الذي انعقد في المدة 8-10 من الشهر.

عن الدليل يقول حسين عبد الشافي -أستاذ تكنولوجيا معالجة المياه والدراسات البيئية بالمركز القومي للبحوث في مصر- لشبكة  SciDev.Net: إنه ”يضم تقنيات قابلة للتطبيق في قارة أفريقيا، شارحًا التقنية ومتطلباتها الفنية بدقة، ومعضدًا ذلك برسوم بيانية وتوضيحية، إضافة لتكاليف تطبيقها وصيانتها“.

والدليل متاح بموقع المشروع على شبكة الإنترنت باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ”وجارٍ ترجمته إلى العربية“.

بساطة التقنيات الحيوية وتكلفتها المنخفضة تجعلها إحدى أفضل الحلول لمعالجة المياه في الدول الأفريقية

سامي سيادي -الخبير بمركز التكنولوجيا الحيوية في تونس

سامي سيادي -الخبير بمركز التكنولوجيا الحيوية في تونس- يؤكد أن ”بساطة التقنيات الحيوية وتكلفتها المنخفضة تجعلها إحدى أفضل الحلول لمعالجة المياه في الدول الأفريقية“، ويصفها بأنها ”تقنية خضراء قائمة على استخدام الجزيئات العضوية، دونما اعتماد على مواد كيميائية“.

ويزيدها وصفا عبد الشافي بأنها ”تستخدم أنظمة طبيعية لتنقية المياه بمساعدة تقنيات هندسية“.

يضرب عبد الشافي مثلا لبعض هذه التقنيات ”بتقنية الأراضي الرطبة المعتمدة على تنقية الماء باستخدام الرمل والزلط، ورغم بساطتها ورخصها، إلا أنها تحتاج إلى مساحات كبيرة“.

تقنية أخرى أكثر تطورًا وفعالية أشار لها عبد الشافي، وهي تقنية الأغشية المسامية، حيث تعطي نتائج عالية الجودة، ”إلا أن سعر الغشاء الذي يحتاج للتغيير باستمرار مكلف؛ رغم انخفاض تكلفته مع الوقت“، وفق توضيحه.

من ثم يشدد حلمي الزنفلي -أستاذ تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث في مصر- على ”ضرورة تطوير المتاح من تقنيات لمعالجة المياه، ودعمها بأبحاث علمية لخفض تكلفتها“. وقال أيضا لشبكة SciDev.Net: ”إن لمصر وتونس والمغرب تجارب وخبرات في هذا الشأن يمكن الاستفادة منها“.

هذا من جهة التكاليف، والتفاصيل الفنية، أما جوزيان نيكيما -الباحثة بالمعهد الدولي لإدارة المياه في غانا- فتقول لشبكة SciDev.Net: ”الوصول لتلك التقنيات هو الأهم بالنسبة لأفريقيا، وهذا ما يحاول المشروع عمله من خلال التعريف بها“.

كذلك تؤكد ليلى ماندي -رئيس المؤتمر الثاني، ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض- أن ”المشروع يراعي خصوصية كل دولة، وهدفه التوعية والتعريف بالتقنيات الحيوية، وعرضها بطريقة سهلة“.

يذكر أن مدة المشروع 30 شهرا، وكان اجتماع الانطلاق، الذي مثل مؤتمره الأول في تونس العاصمة في أول أغسطس عام 2011. المشروع البالغ تمويله 900 ألف يورو من الاتحاد الأوروبي، عبارة عن ائتلاف تجاري يضم 17 من الشركاء (8 من أوروبا، و7 من أفريقيا، وواحد من الشرق الأوسط، وآخر بصفته شريكا دوليا).

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط