Skip to content

26/10/15

عزوف الصناعة المصرية عن الابتكارات المحلية

local innovation
حقوق الصورة:SciDev.Net / Hazem Badr

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في الحديث عن الاقتصاد المنزلي، دائمًا ما يشير الخبراء إلى أن الاجتهاد في إعداد الطعام بالمنزل هو أوفر كثيرًا من الاعتماد على شراء طعام جاهز.

ربما يصلح هذا المثال للتطبيق على حال الشركات المصرية في علاقتها مع الاختراعات، وهو ما أظهرته نتائج المسح القومي للابتكار في المنشآت الاقتصادية 2015، والذي أعلنه مطلع الأسبوع الماضي، وزير البحث العلمي والتعليم العالي أشرف الشيحي، ومحمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، واللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

استهدف المسح 3 آلاف منشأة موزعة على 20 محافظة مصرية، في المدة بين 2012- 2014، وأشارت نتائجه إلى أن 76.9% من الشركات المبتكرة فضلت التعاون مع موردي الآلات والمعدات والبرمجيات لتنفيذ أنشطتها الابتكارية، حيث كان ذلك الطريق هو الأسهل -رغم تكلفته- من الطريق الآخر الذي يتطلب بعض الجهد، لكنه أكثر فائدة من الناحية الاقتصادية على المدى البعيد، والمتمثل في التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية، والذي جاءت نسبته في المسح 6.5%.

هذه الأرقام كانت مفسرة إلى حد كبير للإحصائية الصادمة، التي كشفت عن أن الشركات المصرية الحاصلة على براءات اختراع لحماية الملكية الفكرية هي 0.3%، أما الشركات الحاصلة على براءات اختراع من خارج مصر فهي 0.1%.

ورصد المسح الأسباب التي أدت إلى توقف عجلة الابتكار في الشركات، فكان السبب الرئيسي الذي رددته 54.5% من الشركات هو أن سياسة التنافس لا تدعم الابتكار، وجاء في المرتبة الثانية بنسبة 35.7% غياب معايير وتشريعات حكومية تشترط الابتكار، وقالت 19.8% من الشركات إن السبب يرجع إلى ضعف حقوق الملكية الفكرية، وتحدثت 22% من الشركات عن الافتقار للدعم الحكومي.

وفي تعليقهم على نتائج المسح، لم يستطع الشيحي إخفاء ضيقه من تلك النسبة الصادمة التي أظهرت افتقارًا في التعاون بين الشركات المصرية ومراكز الأبحاث، ولم يلم الشركات، بل وجه لومه إلى قطاع البحث العلمي.

وقال الشيحي: ”أبحاثنا تحولت إلى هدف في حد ذاتها من أجل الترقي والحصول على الدرجات العلمية، ولم تعد وسيلة لتحقيق الغاية الأهم وهي التأثير في المجتمع عن طريق تطوير منتج لحل مشكلة ما“.
وفي سبيلهم لحل هذه المشكلة، أعلن الشيحي عن مؤتمر كبير يتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة اليونسكو في ديسمبر المقبل، ويستعرض تجارب الدول التي نجحت في خلق علاقة مثالية بين البحث العلمي وقطاع الصناعة.

وأضاف الشيحي بحماسة بالغة وهو يتحدث عن هذا المؤتمر: ”تكلمنا كثيرًا عن هذه المشكلة، ولكن الآن سنحرص على الاستماع والاستفادة من التجارب الناجحة“.

وتحدث صقر عن جهود الأكاديمية في علاج المشكلة، وقال لشبكة SciDev.Net: ”أطلقنا برنامجًا يسمى (تحالفات المعرفة)، بهدف بناء تحالف من عشر مؤسسات في مجالات الإنتاج المختلفة، على أن تكون ثلاث مؤسسات منها صناعية، والسبع المتبقية مؤسسات بحثية وجامعية، وسيتم تمويل كل تحالف بمبلغ 10 ملايين جنيه مصري (1.25 مليون دولار أمريكي)“.
 
 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا