Skip to content

08/09/16

دليل لإدارة احتياجات النازحين من الوقود

FAO guide for fuel
حقوق الصورة:Flickr/ Ministry of Foreign Affairs of the Republic of Poland/U. Świerczyńska

نقاط للقراءة السريعة

  • احتياج الأعداد المتزايدة من النازحين للأخشاب كوقود يهدد موارد الغابات، وينذر بصراعات محلية
  • هيئات أممية تصدر دليلًا للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين من الموقود بشكل منظم ومستدام
  • ’فاو‘ تعطي مناطق أولوية في تطبيق الدليل، إلا أن منهجيته يمكن تطبيقها في أي بيئة نزوح

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 
[القاهرة] أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ’فاو‘ والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دليلاً لمساعدة النازحين في تأمين احتياجاتهم من الوقود، بشكل يخفف من وطأة استغلالهم لموارد الغابات بشكل جائر.
 
فمع ارتفاع أعداد النازحين حول العالم لتصل بنهاية عام 2015 لأكثر من 65 مليون شخص وفقًا للمفوضية، تزايد الطلب على وقود الكتلة الحيوية كالخشب والفحم، وبدأ استنزاف تلك الموارد بشكل غير منظم ودون إدارة، ما يهدد بعدد من المخاطر أهمها: تدهور الغابات بسبب الاستغلال الجائر للموارد الحرجية، وزيادة خطر تصاعد الصراعات المحلية مع زيادة التنافس على الموارد الطبيعية المحدودة.
 
وفي إطار جهود التصدي لتلك المخاطر صدر الدليل العملي لآليات ’تقييم العرض والطلب على حطب الوقود في بيئات النزوح‘ في شهر يوليو المنصرم، كإحدى الأدوات المساعدة لإدارة احتياج ذي أولوية لدى النازحين.
 
يشير أرتورو جينفنوتي -أحد المشاركين في تأليف الدليل- إلى أنه يسعى لتقديم منهجية تساعد مديري المخيمات وغيرهم من العاملين بالجهات الفاعلة في الميدان على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تلبية احتياجات الطاقة للاجئين بشكل منظم ومستدام.
 
تعتمد المنهجية على خطوتين، كما يوضحها جينفنوتي، الأولى هي تقييم الطلب، وتتم عبر جمع البيانات عن مساحة محددة مستهدفة وتحليلها؛ وذلك من خلال تحديد عدد سكانها وخصائصهم، ثم رصد احتياجاتهم من الطاقة، وهو ما يعتمد على عدة عوامل، منها نوعية الأخشاب المتاحة وتوافرها، وظروف المناخ، ونوع الطعام المطهو وكميته، وتكنولوجيات الطبخ المستخدمة، وكفاءة الموقد، ومعرفة التحديات المرتبطة بكل هذه العوامل.
 
ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تقييم إمدادات حطب الوقود المتاح للمنطقة المستهدفة، استنادًا إلى مجموعة من القياسات الميدانية، وتحليل التغير الزمني للصور الصادرة من الأقمار الاصطناعية لمختلف فئات الغطاء النباتي الذي يوفر الكتلة الحيوية من الأخشاب.
 
وعن المعايير التي تتبناها منظمة ’فاو‘ في اختيار المناطق ذات الأولوية لتطبيق الدليل، يقول جينفنوتي لشبكة SciDev.Net: ”نركز على المناطق التي طال أمد البقاء فيها، وتمثل احتياجات اللاجئين فيها من الوقود أولوية قصوى“، بالإضافة إلى المناطق التي تخضع لقيود حكومية فيما يتعلق بمسألة جمع الحطب، وكذلك المناطق التي تحظى بفرص تمويل وتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتلبية الاحتياجات. 

غير أن المنهجية الواردة في الدليل قابلة للتطبيق في أي بيئة من بيئات النزوح على مستوى العالم، وفق جينفنوتي.
 
وقد بدأ اختبار الدليل ميدانيًّا في مخيم شيميلبا بمنطقة تيجراي شمال إثيوبيا، والذي أُنشئ في عام 2004 ويؤوي الآن ستة آلاف شخص لديهم قدرة محدودة جدًّا للوصول إلى الموارد الطبيعية المستخدمة كوقود.
 
خالد غانم أستاذ الزراعة العضوية بجامعة الأزهر في مصر يعتبر الدليل خطوة مهمة، تسهم في إعادة تأهيل المناطق الحرجية التي تشهد ضغوطًا من النازحين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي شهدت تزايدًا مطَّردًا لأعدادهم في السنوات الخمس الأخيرة.
 
ففي سوريا التي تقدر وزارة البيئة بها مساحة الغابات الطبيعية بحوالي 232.8 ألف هكتار، انحسر مستوى الأشجار إلى مستوى قياسي بسبب عودة مهنة التحطيب نتيجة شح الوقود الأحفوري وارتفاع سعره، حتى إن التحطيب العشوائي وصل إلى الحدائق العامة في المدن.
 
يوضح غانم أن للنازحين خيارين لتوفير الوقود، إما اتباع طرق عشوائية شديدة الخطورة على البيئة، مثل حرق النفايات البلاستيكية حتى تنصهر وإضافة مواد كيميائية عليها لإنتاج وقود يُستخدَم في إنارة المولدات في أثناء الليل، ”مثلما يحدث مع لاجئي مخيم اليرموك في سوريا“، أو اللجوء إلى الاحتطاب الجائر للحصول على خشب وإشعاله لأغراض الطبخ والتدفئة.
 
وهو ما ينتج عنه -وفق غانم- ”تدمير الغابات والزراعات الحرجية، وزيادة التنافس -بل والصراع- بين النازحين على الموارد المتاحة؛ والتي ستهددها عشوائية الاستهلاك“.

لذا فإن أهمية الدليل لا تقتصر على حماية موارد الغابات فقط، كما يوضح غانم، ”بل سيسهم أيضًا في استدامة توفر الوقود، وتدريب اللاجئين على تحسين كفاءة استخدامه في الأغراض المختلفة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا