Skip to content

26/02/17

ما تركه ’داعش‘ من جامعة الموصل أطلال

University of Mosul 2
حقوق الصورة:University of Mosul

نقاط للقراءة السريعة

  • استئناف الدراسة في جامعة الموصل قريبًا، أمل يبدو بعيدًا
  • مباني شقها الأيسر مهدَّمة، والقذائف ترجمها من الشق الأيمن
  • مَساعٍ واتفاقات لإعادة البناء بعد تأمين حرمها تمامًا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] رغم إجلاء مسلحي تنظيم ’داعش‘ عن بعض حرم جامعة الموصل، إلا أن استئناف الدراسة بها مستبعد؛ فالخراب الذي لحق بمبانيها ومنشآتها وصلت نسبته في بعض الكليات إلى 100%، ومنها ما دُك دَكَّا، ولا يزال الدخول إلى أكثرها محفوفًا بالخطر وممنوعًا؛ تحسُّبًا لوجود ألغام أو مواد متفجرة مبثوثة.
 
فقد شهد يناير المنصرم تحرير الجانب الأيسر من مدينة الموصل بالكامل، الذي يضم معظم كليات الجامعة، وانطلقت الأحد الماضي عمليات لفك قبضة التنظيم عن الجانب الأيمن الذي يحتضن كلية الطب أقدم الكليات التابعة للجامعة.
 
وذلك الجانب من مدينة الموصل -التي احتلها التنظيم لأكثر من عامين- يُعَد آخر معاقله في محافظة نينوى (شمالي العراق)، واتخذ من جامعتها مركزًا له نظرًا لارتفاع مبانيها.
 
يأسف رئيس الجامعة؛ أُبَي سعيد الديوه جي، على ما آلت إليه بعد أن كانت في وقت من الأوقات في مقدمة الجامعات العربية، ويصف ما عاينه بالكارثة الكبيرة.
 
الدمار الذي لحق بالجامعة، وفق الديوه جي، ناتج عن قصف جوي بالطائرات -لا يُعلم مصدره- من جهة، ومن أخرى بفعل العمليات العسكرية على الأرض في أثناء تحرير الجامعة.
 
يشير الديوه جي إلى أن الجامعة تضم 22 كلية وحوالي 90 مختبرًا، بالإضافة إلى مركز الجامعة، وعن حجم الدمار يقول لشبكة SciDev.Net: ”بلغت نسبته 100% في مبنى رئاسة الجامعة وكلية الطب البيطري والمكتبة المركزية، وكذلك قسمي الكهرباء والميكانيكا في كلية الهندسة، وفي كليتي طب الأسنان والصيدلة، فإن النسبة قاربت 80%“.
 
ويسترسل الديوه جي: ”وبنسبة 80% أيضًا، طال الدمار الشقق السكنية الخاصة بالأساتذة، وهي ألف شقة سكنية، وكذلك مطبعة الجامعة، وهناك بعض المباني تهدمت بنسبة 5 إلى 10%، بينما هُدم سياج الجامعة بالكامل“، مشيرًا إلى أن أولى الخطوات لإعادة ترميم الجامعة وتأهيلها للعمل من جديد هي بناء سياج جديد للحفاظ على ما تبقى من السرقات.
 
والأولويات تتمثل في إعادة بناء وترميم الكليات المدمَّرة والمكتبة المركزية والمختبرات، وتحدث الديوه جي عن تعاوُن من قِبَل بعض الجامعات والهيئات للمساعدة في ذلك، ويقول: ”وقعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعض الاتفاقيات مع ألمانيا لتقديم قروض إعانة للجامعة، وكذلك مع صندوق النقد الدولي“.
 
ويستطرد: ”فيما تعهدت جامعة بوسطن الأمريكية بدعم خاص لصيانة المكتبة المركزية وترميمها، فضلًا عن تعهُّد جامعة برايتون البريطانية، بأعمال التنظيف ورفع الأنقاض“.
 
يأتي ذلك في الوقت الذي نظمت فيه جامعات البصرة والكوفة والنجف حملات لدعم الجامعة بأجهزة ولوازم مختبرية، وأطروحات ورسائل جامعية ومجلات علمية.
 
أما مسار العملية التعليمية فيوضح الديوه جي أن الطلبة ما زالوا مستمرين في الدراسة بالمواقع البديلة، بمحافظتي كركوك ودهوك المحاذيتين للموصل، بالإضافة إلى بلدة ’برطلة‘، التي تبعد 15 كم عن مركز مدينة الموصل، واتخذتها رئاسة الجامعة موقعًا مؤقتًا لإدارة الجامعة، إذ تصعب مباشرة العمل في مركز الجامعة بسبب المعارك الدائرة في الجانب الأيمن، حيث يطلق التنظيم قذائف هاون باتجاه الجانب الأيسر، ما يعني أن ”بيئة الجامعة ما زالت غير آمنة“.
 
أما المشكلة الكبرى التي تواجه بعض الطلبة الذين اضطروا إلى الاستمرار في الدراسة خلال العامين الماضيين، فهي أن الجامعة لن تعترف بأية شهادة أو دبلومة في فترة سيطرة التنظيم عليها، وهو الأمر الذي لاقى جدلًا كبيرًا وامتعاضًا في صفوف الطلبة.
 
يعلل الديوه جي ذلك بسوء إدارة التنظيم للعملية التعليمية، ”إذ كان يحول الطلبة كيفما يشاء بين الكليات العلمية المختلفة“، مشيرًا إلى أن الجامعة أوقفت أعمالها التدريسية في نينوى بتاريخ 5/ 6/ 2014.
 
ويؤكد الديوه جي: ”نستخدم أعلى درجات المرونة حتى لا يضيع العام الجامعي الحالي على الطلبة“.
 
وتنتظر رئاسة الجامعة الضوء الأخضر من الوزارة للبدء تدريجيًّا في مباشرة الدراسة بالجامعة، ضمن الحدود الدنيا المتاحة، ويأمل أن يكون ذلك بالتزامن مع بدء العام الجامعي المقبل.
 
المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيدر العبودي، يؤكد أن ”العمل جارٍ حاليًّا على تحديد الاحتياجات الأساسية للجامعة“، مشيرًا إلى تضافُر الجهود بين مؤسسات الدولة المعنية بإعادة تأهيل الجامعة التي تُعَد من أهم المعالم الثقافية والعلمية في العراق.
 
جدير بالذكر أن جامعة الموصل هي واحدة من أكبر المراكز التعليمية والبحثية في الشرق الأوسط، وثانية كبرى جامعات العراق، بعد جامعة بغداد، ويعود وضع لبناتها الأولى إلى عام 1959، وهو العام الذي باشرت فيه كلية الطب عامها الجامعي الأول.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.