Skip to content

03/03/16

تعريب الطب الشرعي بالمغرب في خطوة تتبعها خطوات

Forensics specialists
حقوق الصورة:Flickr/ IAEA Imagebank

نقاط للقراءة السريعة

  • لأول مرة منذ عشرين عامًا، قبول ومناقشة ومنح درجة الدكتوراة في الطب باللغة العربية
  • الأطروحة نفسها أنجزت تعريب مقرر الطب الشرعي من الفرنسية إلى العربية
  • ثمة نية لتدريس ذلك المقرر بدءًا من العام الدراسي القادم، ومؤشرات لخطوات مماثلة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الدار البيضاء] يبدو أن مسألة تعريب علوم الطب قد عرفت طريقها نحو الإنجاز في المغرب؛ فبعد أكثر من 20 عامًا توقفت خلالها مناقشة أطروحات باللغة العربية، نوقشت مؤخرًا رسالة دكتوراة في مجال الطب الشرعي تتضمن تعريبًا لمقرراته كاملة، ليليها التحضير لترجمة مجموعة أخرى من المقررات في مجال الطب، من الفرنسية إلى العربية.

كان أنس لعياض -خريج كلية الطب والصيدلة بالرباط- قد ناقش أطروحته لنيل درجة الدكتوراة مطلع فبراير الماضي تحت عنوان: ’ترجمة مقرر الطب الشرعي من الفرنسية إلى العربية‘، وقال لعياض: ”الظروف مواتية لبدء تفعيل تعريب كل العلوم الطبية بالمغرب، فهناك عوامل كثيرة قد تساعد على إنجاح المشروع“.

واستطرد لعياض لشبكة SciDev.Net: ”الدستور المغربي الجديد ينص صراحة على كون اللغة العربية لغة رسمية للمملكة، وكذلك تعديل القانون المتعلق بالتعليم العالي ينص في مادته الأولى على ضرورة تفعيل تدريس التعليم العالي بالعربية في كافة جامعات البلاد“.

وأشار لعياض إلى ترحيب واضح بهذا التوجه في أوساط هيئة التدريس بكليات الطب في المغرب، مع وجود نية في بدء تدريس الطب الشرعي باللغة العربية، ابتداء من العام الدراسي المقبل 2016- 2017، ولما يتأكد بعد للشبكة مدى صحة هذا التوجه.

يرى جمال الدين البورقادي -المشرف على الأطروحة- أن ”هذا التوجه يأتي في إطار توصيات اجتماع وزارء الصحة العرب في تسعينيات القرن الماضي الداعية إلى تعريب مقررات الطب، والانطلاق في هذه العملية من خلال تعريب الطب الشرعي وطب المجتمع ثم باقي العلوم الطبية“، مشيرًا إلى أنه يشرف على أطروحتين مماثلتين لأطروحة الطالب أنس، إحداهما في طب المجتمع، والأخرى في التربية العلاجية.

يعتبر لعياض أن الطريقة المثلى لترجمة المقررات هي من خلال أطروحات الطلبة المقتنعين بفكرة التعريب، ويعتقد أن ”هذا التوجه يبقى الضمان الوحيد لترجمة جميع المقررات في مجال العلوم الطبية“.

لم يواجه لعياض عراقيل أو صعوبات في أثناء التحضير لأطروحته، واعتمد في الترجمة على المعجم الطبي الموحد، غير أن بعض الطلبة أبدوا استغرابهم من فكرة أطروحته بالعربية، لكن عميد الكلية لم يُبد أي اعتراض، ما سهل من مهمته.

وفي المقابل اعترف لعياض بالتحدي الكبير الذي واجهه، وهو إقناع معارضي الفكرة الذين حاولوا مرارًا ثنيه عن إنجاز مشروعه؛ لقناعتهم أن لا فائدة من التعريب.

سلوى الفقير -أخصائية السكري والغدد الصماء في المغرب- ترى أن ”للتدريس باللغة العريية ميزة وعيبًا، والأمر نفسه بالنسبة للتدريس باللغات الأجنبية.

 تقول سلوى -التي درست الطب باللغة الفرنسية-: ”الميزة أن التعلُّم بها يمكِّن الطبيب بسهولة من إكمال دراساته العليا في فرنسا، والعيب أنه يحرمه التواصل مع فئات المجتمع المختلفة بشكل جيد.

أما لعياض فيرى أن ”مواكبة التقدم لا تعني تدريس الطب بلغة أجنبية، سواء كانت فرنسية أو إنجليزية؛ فاللغة العربية لا تشكل عائقًا، بل العكس، قد تشكل حافزًا لطلبة الطب في الدول العربية؛ لكونهم سيتلقون تعليمهم باللغة الأم“.

وأشار لعياض إلى أن "عشرين دولة تتمتع بالتميز في الطب تدرس مقرراتها بلغتها الأم، ولم يشكل هذا عائقًا لأن تصبح من البلدان المتقدمة والرائدة في المجال".

من جانبه، يرى أحمد بوصفيحة -الأستاذ في كلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء- أن مشروع تعريب علوم الطب ذو أهمية كبرى، فأفضل طريق لجعل الطالب يكتسب مهارات علمية هي تلقيه العلوم باللغة الأم.

وأضاف بوصفيحة لشبكة SciDev.Net: ”تدريس الطب بالعربية لا يعوق مسيرة الأطباء والباحثين، خصوصًا أن المصطلحات لا تشكل سوى 5% من المقرر العلمي“.

في المقابل يعترف بوصفيحة ببعض التحديات التي قد يواجهها مشروع التعريب، من قبيل قلة المراجع العلمية، موضحًا في النهاية أن مواجهة هذا التحدي بسيطة.

 

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا