Skip to content

23/01/15

إضرابات بجامعات جزائرية تخوفًا على فرص العمل

Students in Algeria
حقوق الصورة:Flicker/ Magharebia

نقاط للقراءة السريعة

  • غياب أطر قانونية ضامنة للتوظيف بشهادات (ليسانس ماستر دكتوراه LMD) أهم أسباب الاحتجاج
  • طالب الطلبة بتوفيق شهاداتهم مع متطلبات التوظيف في الوظائف العامة والخاصة
  • الحكومة ترى النظام جزءًا من تطوير منظومة التعليم العالي، وتسعى لتوفيقه تدريجيًّا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]الجزائر[ تشهد الجامعات الجزائرية موجة إضرابات منذ بداية السنة الدراسية في سبتمبر الماضي، عرقلت سير الدروس والمحاضرات بشكل يتخوف معه أساتذة بعض الكليات -مع انتصاف العام الدراسي- من ’سنة جامعية بيضاء‘ تُلغى معها الدراسة، والحكومة تبحث أسباب الاحتجاجات وتسعى لحلول.
 
يتصدر أسباب احتجاجات الطلبة غياب الأطر القانونية الضامنة لحقوقهم في فرص توظيف، سواء بالمؤسسات العامة للدولة أو ببعض شركات القطاع الخاص مع نظام الشهادات الجديد (ليسانس ماستر دكتوراه LMD) والذي عُمِّم تطبيقه ابتداء من السنة الجامعية 2009/ 2010 بالتوازي مع النظام القديم بجميع المؤسسات الجامعية في الجزائر باستثناء العلوم الطبية، حيث يواجه بعض التحفظ وعدم الترحيب بالحاصلين على الشهادات عبره في سوق التوظيف الجزائري.
 
ويوضح مصطفى نواسة -الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر- لشبكة SciDev.Net أن معظم الاحتجاجات سببها عدم توافق التشريع القانوني لمتطلبات بعض الوظائف مع التغييرات التي أدخلتها الجامعة على الشهادات التي تمنحها، ومع خروج أولى دفعات الماستر بالنظام الجديد لسوق العمل في 2014، بدأت تظهر تلك المشاكل جلية، لذا ”على الحكومة تدارك الخلل الموجود بإنشاء لجان مشتركة بين جميع الوزارات لتحديد خارطة الشهادات التي تمنحها المؤسسات الجامعية العديدة بالجزائر، وتكييف متطلبات التوظيف وفقها“.
 
يعلق وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي لوكالة الأنباء الجزائرية على الانتقادات الموجهة للنظام الجديد؛ بأن تبني هذا النظام هو جزء من تطوير منظومة التعليم العالي بالبلاد وإصلاحها، مؤكدًا أن النظام محل تقييم دوري من فرق مختصة، غير أنه أردف ”أنّ الوقت لم يحن بعد لإجراء تقييم موضوعي (للنظام)، لا سيما أنّ القطاع ما زال يسير بنظامين: نظام LMD والنظام الكلاسيكي الآيل إلى الزوال تدريجيا (خلال عامين أو ثلاثة)… لذا ينبغي ترك الوقت للمختصين لأداء عملهم“، سواء في تطوير النظام، أو في تهيئة القوانين والتشريعات لتوائم النظام الجديد.

”نحن نثمن وعود الوزارة، لكننا مستمرون في حركتنا حتى رؤية الوعود تتحقق في الواقع“

                 أحد المشاركين بالإضراب

 

يتم استخدام نظام LMD الآن في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول العربية، وهو نظام صُمم ليسمح للطلاب بالتنقل بين الجامعات أو بين الدول، حيث يضمن معادلة الشهادات بسلاسة ويسر، غير أنه أقل عددًا في سنوات الدراسة من النظام القديم بالجزائر.
 
وفي محاولة لاحتواء مطالبات الطلبة أكد مصطفى حوشين -مدير عام التكوين العالي، بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي- لشبكة SciDev.Net أن ”الوزارة تعمل بالفعل على تسوية جميع الملفات العالقة والخاصة بتوفيق الشهادات وتوظيف الطلبة المتخرجين بمختلف التخصصات مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين“.
 
غير أن حوشين لم يحدد جدولاً زمنيًّا لتلك التسويات، الأمر الذي علق عليه عادل بو خالفة -طالب الماجستير بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وأحد المشاركين بالإضراب- قائلاً: ”نحن نثمن وعود الوزارة، لكننا مستمرون في حركتنا حتى رؤية الوعود تتحقق في الواقع“.
 
وإلى جانب توفيق شهادات النظام الجديد مع متطلبات التوظيف، خرجت بعض الاحتجاجات مطالبة بزيادة أعداد المقبولين لمتابعة الدراسات العليا بعد التخرج؛ فمع تفضيل سوق التوظيف لشهادات النظام القديم، زاد إقبال الخريجين على الدراسات العليا لتحسين فرصهم في التوظيف، غير أن هذا الإقبال يواجَه بتحديد من قبل الدولة لعدد الأماكن المتاحة للالتحاق بتلك الدراسات، والتي لا تتجاوز عشرات الأماكن سنويًّا في مقابل آلاف الخريجين.
 
وقد شرع طلبة كليات الهندسة والعلوم في أغلب الجامعات في إضرابات مفتوحة بسبب العدد المحدود لمقاعد درجتي الماستر والدكتوراه مقارنة بعدد الطلبة الذين تتوافر فيهم الشروط والراغبين في إكمال مسارهم الدراسي.
 
وهو ما اعتبرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مطلبًا مشروعًا، ووعدت بأنها ستعمل على الاستجابة وتوفير عدد أكبر من الأماكن للدراسات العليا، وفق ما ذكره حوشين.
 
ولا تزال بعض الاحتجاجات والإضرابات متواصلة منذ نوفمبر الماضي في عدة جامعات؛ كجامعة الجزائر، وجامعة وهران، وجامعة بومرداس، وجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، وجامعة زيان عاشور بالجلفة، وكذلك في بعض المدارس العليا في العاصمة وفي ولاية تيبازة، بانتظار تحركات حكومية فاعلة لتحقيق مطالب الطلبة.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.