Skip to content

19/05/15

’يوتيوب‘ مرجعًا لدراسة كهف بالسعودية

Cave Saudi
حقوق الصورة:youtube/Sony ME

نقاط للقراءة السريعة

  • زيادة غير متوقعة في منسوب المياه الجوفية بكهف قرب العاصمة الرياض تحير الباحثين
  • الباحثون يلجأون لمقاطع فيديو رفعها زوار الكهف لتتبع الزيادات من خلال نقوشهم على جدرانه
  • ثمة تجارب مماثلة لحلول إبداعية يستخدمها العلماء عند ندرة البيانات.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة[ استعان جيولوجيون بمقاطع فيديو على موقع ’يوتيوب‘؛ لقياس ارتفاع منسوب المياه الجوفية في أحد الكهوف بالسعودية.

الكهف يُطلق عليه اسم ’دحل هيت‘، ويقع على بعد حوالي 30 كم جنوب شرق العاصمة الرياض، وصار قبلة الأهالي للاستحمام في مياهه صيفًا في الإجازات الأسبوعية.

وأظهر منسوب المياه داخل الكهف ارتفاعًا سريعًا في السنوات القليلة الماضية، بعد تراجعه بسبب سحب مياهه على مدى عقود لاستخدامها في أغراض الري، وبالنظر إلى أن معظم المياه الجوفية في البلاد تشهد استنزافًا بشكل كبير، فكان هذا الارتفاع أمرًا غير عادي.

وعند البحث عن السبب لم يجد الفريق البحثي التابع لمعهد تطبيقات العلوم الجيولوجية في ألمانيا سبيلاً غير الاعتماد على نقوش زوار الكهف من الصبية التي حفروها على جدرانه، وتظهر في مقاطع الفيديو التي يرفعها المواطنون على موقع يوتيوب.

استخدم الباحثون ’رسوم الجرافيتي‘ هذه لقياس مناسيب الماء، خاصة أن بعض المقاطع والرسوم دونت تاريخ التصوير وتوقيته.

يقول نيلس ميشيلسن -أحد أعضاء الفريق البحثي- لشبكة SciDev.Net: ”إنها فكرة عفوية وتجربة بسيطة، لرؤية ما إذا كان بإمكان الطرق غير التقليدية تقديم بيانات مفيدة“، خاصة في غياب بيانات موثوقة عن تغيرات الماء الجوفي في هذه المنطقة.

تتبع الفريق البحثي أربعين مقطع فيديو، وحدد نقاطًا مرجعية في هذه المقاطع، مثل الرسوم على جدران الكهف، وتقدير موقع هذه النقاط بالنسبة لمستوى المياه، وخلصت التجربة إلى أن منسوبها زاد نحو 40 سنتيمترًا كل شهر خلال العامين الماضيين، وأن المنسوب يرتفع سريعًا، حتى إن بعض الرسوم التي اعتمد عليها الباحثون قد غرقت تمامًا.

وأشار ميشيلسن إلى أن هذا الارتفاع السريع قد يؤثر على صلابة الصخور، ما يؤدي في النهاية إلى تفتت أجزاء من الكهف.

ومن المرجح أن يكون ارتفاع منسوب الماء ناتجًا من تراكم مياه الصرف الصحي المعالجة على مسافة عشرة كيلومترات من الكهف، وهو ما تؤيده التحليلات الكيميائية.

ووفق ميشيلسن فقد عُرضت هذه التجربة أمام الاجتماع العام للاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية، في فيينا الشهر الماضي (12– 17 أبريل)، ضمن جلسة تهدف إلى إبراز مثل هذه الأساليب غير التقليدية بعنوان ’تقنيات مبتكرة واستخدامات غير مقصودة لأجهزة القياس‘، عُرضت من خلالها تجارب مشابهة.

وعُرض خلال الجلسة تجارب مثل: قياس معدل سقوط الأمطار باستخدام ألعاب الفيديو، وقراءة متغيرات جودة المياه باستخدام الهواتف الذكية، وقياس رطوبة التربة باستخدام قوة إشارات الواي فاي، وغيرها.

واعتبر المشاركون في الجلسة المدخل الجديد لهذه التجربة نابعًا من الاحتياج إلى حلول إبداعية عند ندرة البيانات.

”تحوي منصات التواصل الاجتماعي ثروة من المعلومات، وكغيرها من مصادر البيانات يجب التعامل معها بحرص للحصول على نتائج مفيدة، وفي هذه الحالة ستقدم فرصة كبيرة من خلال خبرات الناس“، على حد قول آندي ويكرت، الباحث بمعهد علوم الأرض والبيئة، التابع لجامعة بوتسدام في ألمانيا، والذي حضر الجلسة.

وتعليقًا على التجربة يقول جيورجي ستينتشيكوف -رئيس برنامج الهندسة وعلوم الأرض، شعبة العلوم الفيزيائية والهندسية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية- لشبكة SciDev.Net: ”أعتقد أن منصات التواصل الاجتماعي مصدر تكميلي مساعد ومثير للاهتمام للحصول على المعلومات، ولا يمكن تجاهله، ولكن القياسات الشاملة ضرورية في حال أردنا الوصول إلى استنتاجات كمية“.

ويشير خالد سليمان -أستاذ الجيوفيزياء المساعد بكلية العلوم، جامعة القاهرة في مصر- إلى أن هذا ليس نهجًا جديدًا ولا غريبًا؛ ”فهو نهج قريب جدًّا من متابعة التغيرات الطبيعية بالأقمار الاصطناعية، مثل تآكل الشواطئ واتجاه الرياح، وكذلك دراسة الكواكب، وغيرها“.

ويضيف سليمان لشبكة SciDev.Net: ”مقاطع اليوتيوب في هذه التجربة مناسبة لقياس مستوى الماء، لكنها مثلاً غير مناسبة لمعرفة أنواع الصخور الموجودة، فهذا سيتطلب تتبعًا حقليًّا“.

هذا وقد استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في حالات شهيرة، مثل تتبع تغريدات المواطنين في إندونيسيا لمتابعة آثار الفيضان.

 
 

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا