Skip to content

24/01/14

القريدس قد يكافح القواقع الناقلة للبلهارسيا

Prawns swimming_Panos.jpg
حقوق الصورة:Mads Nissen / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • القريدس يغتذي على قواقع المياه العذبة الناقلة للمرض
  • عندما يتم نمو القريدس الصالح للأكل، يصاد ويباع
  • الاختبارات الميدانية تجرى لتقييم هذه الاستراتيجية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تقول دراسة أمريكية إن إعادة القريدس إلى البحيرات والأنهار التي خلت منه، قد تكون إحدى أكثر الوسائل الآمنة نجاعة في القضاء على داء البلهارسيات الطفيلي.

فقد وجد باحثون أنواعا من القريدس تفترس بشراسة قواقع المياه العذبة التي تنقل الطفيل المسبب للمرض. من ثم يمكن استخدام القريدس في مكافحة الطفيل بطريقة حيوية لا تسبب مشاكل بيئية، كما جاء بالدراسة المنشورة على موقع ’أكتا تروبيكا‘.

ويرى الباحثون أن استزراع هذا النوع من القريدس الصالح للأكل، يمكنه خفض أعداد المصابين بالمرض في البلدان النامية التي تعانيه، كما أنه يمثل مصدرا للدخل.

وجاء في الدراسة أيضا أن ”القريدس يقدم حلا بسيطا وميسورا للمجتمعات الريفية الفقيرة، التي تقل فيها البدائل المتاحة لمكافحة الطفيل المسبب للمرض، كما فشلت العقاقير في علاجه، ولم تحقق -على المدى الطويل- خفضا معتبرا في أعداد المصابين به“.

يذكر أن الإصابة بعدوى داء البلهارسيات تحدث عند نزول الإنسان إلى مياه تعيش فيها القواقع التي تمثل عائلا وسيطا للطفيل المسبب للمرض، حيث تنجذب إليه الديدان (السركاريا) عن طريق الحرارة المنبعثة من جسم الإنسان، ثم تخترق الجلد تاركة ذيلها خارج الجسم، ثم تنتقل مع تيار الدم حتى تصل إلى الأوردة الكبدية.

ولا يصاب المرء بالعدوى بشرب الماء الملوث بالسركاريا؛ إذ تقتلها عصارات المعدة الهاضمة، إلا إذا تمكنت السركاريا من اختراق الأغشية المبطنة للفم، ووصلت إلى تيار الدم.

ورغم إمكانية علاج المصابين بالمرض والشفاء منه، إلا أن تجدد الإصابة وارد، ويحدث كثيرا عندما يلامس المياه الحاملة للطفيل مرة أخرى، ما يقوض مساعي مكافحة المرض ويعوق القضاء عليه.

يمثل المرض مشكلة صحية لدول عربية، منها مصر والسودان واليمن والسعودية. ومن طرق مكافحته تربية البط وأنواع أخرى من الطيور المائية التي تتغذى على القواقع، ولا تضر البيئة هذه الطريقة، بل تخدمها بتحقيق نوع من التوازن الطبيعي. كذلك من طرق القضاء على القوقع الناقل للمرض رش المجاري المائية بمبيدات حشرية خاصة، إلا أن ذلك يلوث البيئة.

في تجارب المختبر، وجد الباحثون الأمريكان أن صغار القريدس، واليافعة التي لا تزال بطور النمو أكثر كفاءة في مكافحة القواقع غير المصابة بالطفيل عن الكبير منه. كما أفادت الدراسة أن كبار القريدس تغتذي على أعداد أكبر من القواقع، لكن كفاءة يافعات القريدس كانت أعلى؛ لأنها تقتات أيضا على بيض القوقع وفقسه، إضافة إلى أن نهمتها أشد.

وحيث تكون صغار القريدس غير صالحة للبيع لصغر حجمها، تعمل ”بكفاءة عالية في قتل القواقع“، كما بينت سوزان سوكولو، الباحثة بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وتضيف: ”وعندما تكبر وتنحدر كفاءتها في قتل القواقع يمكن جمعها وبيعها“.

وقالت الباحثة الرئيسة بالدراسة لشبكة SicDev.Net: ”قد يكون هذا حلا مربحا ومفيدا لكل الأطراف. يمكن لبرنامج تربية أحياء مائية دعم الجهود الصحية الرامية إلى اجتثاث القواقع باستزراع القريدس، وهذا يدعم من جهة أخرى الاقتصادات المحلية؛ لأن القريدس أعلى قيمة من الأسماك“.

وقد اختبرت سوزان وزملاؤها في الدراسة نوعين من القريدس، أحدهما من الكاميرون والآخر من ماليزيا، يغتذيان على نوعين من القواقع الناقلة لداء البلهارسيات في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ميدانيا اختبر الباحثون مدى نجاعة الفكرة بتطبيقها في قرى بغرب أفريقيا، تعاونها فرق من ’20|20‘، وهي جمعية غير حكومية تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها. في قرية لامبسار التي انتشر فيها المرض قدر الباحثون أن تشييد سد على نهر السنغال قلل من أعداد القريدس وزاد من أعداد القواقع.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، أدخل الباحثون أعدادا من القريدس إلى حظائر شبكية بطول شاطئ النهر قبالة القرية، مع تكثيف حملات علاج القرويين، وهم في انتظار نتائج المشروع المسمى ’كريفيت‘، المنتظر توسعه ليشمل قريتين أخريين في وقت لاحق من عامنا هذا.

الخطوة التالية هي حساب الباحثين لاستهلاك القريدس من القواقع المصابة بالطفيل إلى غير المصابة به.

بيد أن آلان فينويك -مدير ’مبادرة مكافحة البلهارسيات‘ في كلية لندن الملكية- حذر من أن ”علاقة المفترس والفريسة لا تعمل في الطبيعة على نحو بارع“.

يقول فينويك: ”يموت القريدس بعدما يأكل كل القواقع، وتعود الأخيرة مرة أخرى“.

وترد سوكولو بأن إضافة القريدس إلى البحيرات والأنهار على نحو متقطع ومتكرر، يمكنه إعادة الاتزان لأي تغير في الأعداد، وهذا الذي يجري في الطبيعة.

رابط لخلاصة الدراسة في دورية Acta Tropica

الخبر منشور بالنسخة الدولية ويمكن مطالعته عبر العنوان التالي:

Prawns show promise in parasite control