Skip to content

26/11/15

اتهام الإبل مجددًا أنها مصدر الفيروس ’ميرس‘

camel Mobility MERS
حقوق الصورة:BBC

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة تعزز الاتهامات الموجهة إلى الإبل وحيدة السنام؛ كونها مصدرًا للفيروس
  • الدراسة أُجريت في المملكة العربية السعودية وحدها، والتي شهدت معظم الإصابات والوفيات
  • مآخذ على الدراسة يعترف بها الباحثون الذين أجروها، ومطالب بالتوسع الجغرافي والعددي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] قالت دراسة حديثة إن الأشخاص الذين خالطوا الإبل على نحو مباشر أو غير مباشر كانوا أكثر عرضة لالتقاط عدوى الفيروس المسبب لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الذين لم يخالطوها.

أجرى الدراسة باحثون من المملكة العربية السعودية، يعاونهم علماء من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية بأمريكا، وتُنشر نتائجها كاملة في عدد يناير المقبل من مجلتها ’الأمراض المعدية الناشئة‘.

”ركزت الدراسة على مرضى المملكة فقط“، كما يقول طارق مدني، أحد الباحثين المشاركين بالدراسة.

طرف من الدراسة، نُشر مطلع نوفمبر الجاري بموقعها على الإنترنت، كاشفًا عن ارتباط بين حلب الإبل وحيدة السنام والمرض.

كي يتيقن الباحثون من مصدر العدوى، عمدوا إلى الحالات التي تأكدت معمليًّا إصابتها بالفيروس في المملكة فيما بين 16 مارس و13 نوفمبر عام 2014، وكان عددها 535 حالة، واستبعدوا من بينها حالات معينة.

استُبعدت ”أي حالة خالط صاحبها حالة أخرى مصابة بالمرض قبل أسبوعين من ظهور أعراضها عليه، وأي حالة أصيبت بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي، وأي حالة تعمل بمنشأة صحية أو تتردد عليها“، كما يوضح لشبكة SciDev.Net مدني، الذي يرأس المجلس الطبي الاستشاري بوزارة الصحة السعودية، ورئيس وحدة مكافحة العدوى والصحة البيئية بمستشفي جامعة الملك عبد العزيز.

يعني هذا أن المصاب لم يلتقط العدوى من مصدر بشري، والحالات غير المستبعدة بلغت 30 حالة، مقيدة لدى وزارة الصحة السعودية، ويمثل مجموعهم 8 مناطق من 13 منطقة بالمملكة.

بذلك شملت الدراسة مَن كانت له مخالطة مباشرة قبل إعيائه بأسبوعين مع الإبل أو منتجاتها من ذبائح وألبان وإفرازات وبول وبراز ولحوم نيئة، سواء كان هذا في مزرعة أم سوق للماشية أم مجزر أم حلبة سباق أم إسطبل، وأيًّا كانت طريق مخالطة الحيوان الحي، من تغذية وتنظيف حظائر وذبح وتوليد وحلب وتقبيل ومعانقة وأي شيء آخر.

وبذلك أيضًا خضع للدراسة مَن كان له مخالطة غير مباشرة قبل 14 يومًا من الإعياء، تمت بزيارة مكان يؤوي إبلًا حية، أو يقوم هو على خدمتها دون مباشرة، أو خالط مَن كان له مخالطة مباشرة للإبل.

في المدة ما بين يونيو ونوفمبر من العام نفسه، عُقدت لقاءات مع 13 حالة، أما الباقون فهم الذين اشتدت عليهم وطأة المرض، أو الذين رحلوا عن دنيانا، لذا كانت اللقاءات تُعقَد مع ذويهم.

خلال اللقاءات دارت أسئلة حول السفر والانتقال، وعن الطعام والشراب، وعن الفاكهة والخضراوات، وعن استخدام السواك، وعن تعاطي ألبان الإبل غير المبسترة وأبوالها، وقورنت إجمالًا مع 4 عينات ضابطة لكل حالة، اختيرت عشوائيًّا من الجيران ومن نفس النوع والفئة العمرية.

كشف هذا كله، أن المصابين خلال الأشهر الستة المشار إليها، خالطوا الإبل وحيدة السنام بطريق مباشرة أو غير مباشرة.

من جهته، رحب بالدراسة بيتر إمبارك، رئيس ’فرقة عمل ميرس‘ في منظمة الصحة العالمية، وقال لشبكة SciDev.Net: ”دعت المنظمة منذ وقت طويل إلى إجراء مثل هذه الدراسات؛ لما تضيفه للمعرفة العالمية بالمرض“، لكنه أشار إلى بعض سلبيات الدراسة.

يقر الباحثون بما يؤخذ على الدراسة، مثل طول الفترة بين المرض واللقاء، ما قد يؤثر على استرجاع المعلومات، ومقابلة ذوي بعض المرضى لا المرضى أنفسهم، ما قد يؤثر على دقة المعلومات، بالإضافة إلى قلة عدد المرضى في العينة.

يعلق إمبارك: ”دائمًا ننصح بأن تتخذ هذه الدراسات نهجًا متعدد الجنسيات، وأن تجمع بين تحليل النتائج من حالات في مختلف الدول؛ لأن أغلب الدول التي رصدت المرض لديها عينات قليلة لا تكفي لعمل دراسات قياسية معبرة، ولكن بجمعها معًا يمكن بلوغ ذلك“.

من جانبه يرى عالم الفيروسات إسلام حسين أننا بحاجة للمزيد من هذا النوع من الدراسات، التي تحدد عوامل الخطر بشكل أكثر دقة، مشيرًا إلى أن ”عوامل الخطر غالبًا ستكون واحدة في مختلف الدول، خاصة في جزيرة العرب، والتي يُعتبر فيها الاتصال بالإبل أمرًا معتادًا“، كما يقول الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أمريكا.

”ورغم ما أثبتته الدراسة من أن التعرُّض للإبل هو عامل خطر أساسي، لا يزال من الصعب تطوير إجراءات وقائية فعالة ضد الإصابة؛ لأن الدراسة لم تحدد تفاصيل تخص طرق الاتصال المسببة للعدوى“، وفق إمبارك.

أما مدني فيرى أن الدراسة ستساعد في بلورة إجراءات وقائية محددة، مثل تجنُّب بعض المرضى المصابين بأمراض مزمنة بعينها الاتصال بالإبل، وكذلك فحص الإبل وعزل المريض عنها، بالإضافة إلى تحفيز إجراء دراسات لاكتشاف طرق انتقال المرض من الإبل، مؤكدًا ”أهمية التعاون مع دول أخرى في الدراسات المستقبلية لتعميم النتائج“.

طالع الدراسة

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا