Skip to content

23/04/15

تسمم المياه بالفوسفات الغارق في نيل مصر مستبعد

NILE resize
حقوق الصورة:Flickr/ Coast Guard News

نقاط للقراءة السريعة

  • خام الفوسفات الحجري لا يذوب في الماء بسهولة، وجل الحمولة الغارقة لا يزال بالناقلة
  • ثمة خطر على المدى البعيد على التوازن الإيكولوجي في حالة ذوبان الفوسفات بالمياه
  • اليورانيوم بالخام ضئيل، لا يشكل خطرًا، والكادميوم يمكن التعامل معه بمحطات تنقية المياه

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 ]القاهرة[ اتفق خبراء على ضرورة التعامل بجدية مع حادثة غرق ناقلة نهرية محملة بالفوسفات الحجري في مياه النيل بصعيد مصر، منعًا لأية تأثيرات ضارة، محذرين من الوقوع في أي من فخي التهويل أو التهوين.

في الثلاثاء، أمس الأول، اصطدمت الناقلة التي كانت تحمل 510 أطنان، قادمة من السودان، بجسر دندرة في محافظة قنا (نحو 650 كيلومترا جنوب القاهرة)، الأمر الذي أدى إلى غرقها بحمولتها، وسرت مخاوف من تأثيرها على مياه نهر النيل، المصدر الأساسي للشرب في مصر.

لا يستبعد سميح عبد القادر -أستاذ المبيدات والسموم البيئية، بالمركز القومي للبحوث- تأثيرًا ضارًّا إذا تم التعامل مع الأمر باستهانة، مشيرًا إلى أن ”الفوسفات الحجري لا يذوب في الماء بسهولة، فذوبانه يحدث تدريجيًّا“، وهي خاصية تعطي الحكومة فرصة للسيطرة على الوضع.

وتعتمد سرعة ذوبان الفوسفات على عدة عوامل، أهمها المساحة التي تشغلها الناقلة المحملة بالفوسفات، وسرعة سريان المياه في المنطقة، وفق عبد القادر، الذي يرأس اللجنة الوطنية للمبيدات بأكاديمية البحث العلمي.

يقول عبد القادر لشبكة SciDev.Net: ”يؤثر الفوسفات –حال ذوبانه- على الأس الهيدروجيني للمياه، ويحوله من المتعادل إلى القلوي“، ما يضر الأسماك بلا شك، لأنه سيؤدي إلى خلل في دورة الحياة بالمياه.

وينفي عبد القادر خطر التلوث باليورانيوم الموجود في صخور الفوسفات، حيث يحتوي الطن الواحد من الخام على 200 جرام من العنصر المشع، ويجري استخراجه بطرق معملية طويلة ومعقدة، كناتج ثانوي في أثناء عملية تصنيع الأسمدة الفوسفاتية.

التأثير على نمو الطحالب، أثر ضار آخر يلفت الأنظار إليه محمد عبد الرازق عيسى، أستاذ الثروة السمكية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد.

يقول عيسى لشبكة SciDev.Net: ”ثمة طحالب ضارة وأخرى مفيدة، فإذا وجدت في المنطقة التي يذوب فيها الفوسفات طحالب ضارة، فهذا يسرع من نموها بكثافة، ويؤدي تناولها إلى تسمم الأسماك“.

من جانبها ترى وزارة الري والموارد المائية أنها تعاملت مع الوضع وفق المعايير الدولية لإدارة الأزمات.

يقول خالد وصيف -مستشار الوزارة الإعلامي- لشبكة SciDev.Net: ”تعاملنا مع مصدر الخطر الأهم، وهو كمية السولار الكبيرة في خزان الناقلة، وتم سحبها بالكامل باستخدام أدوات مخصصة لذلك؛ لأن هذه المادة أخطر من الفوسفات إذا تسربت إلى المياه“.

وعلى سبيل الاحتراز أُغلقت محطات المياه إلى حين التأكد من سلامة المياه.

ويضيف وصيف: ”وبعد هذين الإجرائين العاجلين، تعاملنا مع الفوسفات، حيث يجرى تحليل للمياه كل ساعتين للتأكد من عدم حدوث شيء غير طبيعي في المياه، وفي الوقت ذاته نتواصل مع القوات المسلحة لانتشال الناقلة“.

ويتوقع وصيف انتشالها اليوم الخميس، وهي لا تزال تحمل الكمية الكبرى من حمولة الفوسفات، أما الكمية التي تسربت منها إلى مياه النيل فالعمل جار لانتشالها من المكان.

ويدرك المتحدث باسم الوزارة خطورة الفوسفات حال ذوبانه على الثروة السمكية، مضيفًا: ”هو يذوب بصعوبة، فضلا عن أن المادة ثقيلة الوزن، فتهبط إلى القاع، وهذا يسهل من إمكانية السيطرة على الوضع“.

أما نادر نور الدين -أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة- فيرى أن المشكلة ليست في صخور الفوسفات، لكن في الشوائب العالقة بها.

يقول نور الدين لشبكة SciDev.Net: ”الحمولة كانت صخور فوسفات خام، لم تجر معالجتها، وهذه الصخور مشكلتها أن فيها شوائب، من بينها عنصر الكادميوم، وهو من العناصر الملوثة للمياه“.

ويستطرد نور الدين: ”هذا العنصر يجري عزله في مصانع الأسمدة من الصخور لاستخراج الفوسفات نقيا، باستخدام حمض الكبريتيك.. لكن إذا تسرب الكادميوم للمياه من الصخور الخام فيمكن معالجته بسهولة في محطات المياه، بالتقليل من الكلورين المستخدم في تطهير المياه؛ لأنه يزيد من ذوبان الكادميوم“، مضيفًا أن زيادة مدة بقاء المياه في أحواض الأكسدة، تؤدي إلى التخلص من هذا العنصر السام.

ويضيف: ”الناقلة غرقت بشكل أفقي، وهذا يسهل من إمكانية سحبها باستخدام أوناش خاصة، كالتي تستخدمها هيئة قناة السويس، عند تعثر أي ناقلة في المجرى الملاحي، وهو ما يجري الآن“.

ويرى الناشط البيئي محمد عبد العزيز الجندي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بالإسكندرية، أن أجهزة الدولة تعاملت مع الحادث بجدية، ولكن حتى هذه اللحظة لم تتحذ إجراءات لمنع تكراره.

ويتساءل الجندي: ”ماذا لو كانت الناقلة محملة بمواد لا يمكن السيطرة عليها؟“.

ويضيف الجندي: ”احتمالات تكرار الحادث لا تزال قائمة، وربما تكون الآثار البيئية أخطر إن كانت الناقلة محملة بمادة سريعة الذوبان في الماء“، وطالب بأن تكون هناك ضوابط للنقل النهري، بحيث لا يُسمح باستخدام ناقلات غير مؤهلة لهذه المهمة.

 

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا