Skip to content

20/06/15

’بوليمر‘ قليل التكلفة يمكنه وقف زحف كثبان الرمل

sand 3
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Ahmed Ismail

نقاط للقراءة السريعة

  • مصري يطور مستحلبًا من مشتقات بوليمرية يعمل على تثبيت كثبان الرمل بسمك يصل إلى 10 سنتيمترات
  • المنتج آمن بيئيًّا، فهو مركب عضوي غير سام، وغير قابل للتآكل أو الاشتعال، ولا يلوث المياه الجوفية
  • يمتاز عن آخر أمريكي برخص التكلفة، وعن منتج سعودي بعدم الحاجة إلى الدك

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 
]القاهرة[ طور باحث مصري مادة صديقة للبيئة تساعد في وقف زحف الكثبان الرملية بتثبيتها، ومقاومة ظاهرة التصحر في المنطقة.

”المنتج لا يعد الأول من نوعه، إذ سبقه منتج أمريكي مطروح في الأسواق، إلا أنه لا يناسب الأجواء الحارة التي تتميز بها المنطقة العربية“، كما يوضح لشبكة SciDev.Net أحمد إسماعيل، الأستاذ بقسم البوليمرات والمخصبات في المركز القومي للبحوث بمصر.

يؤكد إسماعيل أنه طور منتجه ليناسب أجواء المنطقة، وسيُطرح في الأسواق المصرية قريبًا من خلال شركة متخصصة في إنتاج الدهانات، ورفض الإدلاء بأية تفاصيل عن المنتج.

لكن إسماعيل يكتفي بشرح ماهيته قائلاً: المنتج عبارة عن مستحلب مصنع من مشتقات بوليمرية، يخفف بالماء، ثم يرش على الرمال عن طريق رشاشات كالتي تستخدم في الزراعة أو الإطفاء؛ فيؤدي إلى تماسك حبيباتها، حيث تخترق السلاسل الطويلة لجزيئات البوليمر سطح الكثيب، مشكِّلةً سطحًا قويًّا متماسكًا وثابتًا.

ويضيف إسماعيل: ”يمكن التحكم في سُمك الطبقة المثبتة من الكثيب بالزيادة أو النقص في تركيز تلك المادة“، مشيرًا إلى أنها تعمل على تثبيت الكثبان الرملية حتى سُمك عشرة سنتيمترات.

وتمت تجربة المنتج الجديد عمليًّا في محافظة الوادي الجديد بمصر (جنوب غرب)، في أثناء مرحلة التطبيق البحثي قبل الإنتاج التجاري.

يعدد الباحث مزايا المنتج، وأنها تجلت في كونه آمنًا بيئيًّا، فهو مركب عضوي غير سام، وغير قابل للتآكل أو الاشتعال، ولا يلوث المياه الجوفية، ويخلق سطحًا مستقرًّا يقاوم تنقُّل الأحمال فوقه، ويمنع تسرب المياه، ويُظهر استجابة مثالية مع الهواء والمياه الجوفية ومياه الأمطار.

ويضيف إسماعيل إلى جملة تلك المزايا أنه ”ملائم لكل الأجواء، كما لا يترك أي تغيير في لون التربة وشكلها عندما يجف فيترك مظهرًا جماليًّا“، بما يجعله ملائمًا للأغراض العسكرية، والقرى السياحية.

ويشير إسماعيل إلى أن المنتج الجديد مصنع من مواد رخيصة الثمن، فهو أرخص بنسبة 50% من المنتج الأمريكي المستورد، واقتصادي مقارنة بالطرق الشائعة لتثبيت الكثبان الرملية، مثل زراعة النخيل، أو الرصف باستخدام الأسمنت، وجميعها غير مشجع من الناحية الاقتصادية والبيئة.

من جهته يبدي وديد العريان -كبير مستشاري الحد من مخاطر الكوارث والتغير المناخي في جامعة الدول العربية- ترحيبه بأي فكرة جديدة تقضي على مشكلة التصحر، مشيرًا إلى أنه خلال الاثني عشر عامًا الماضية، خسر العالم العربي 27 مليون هكتار من الأراضي القابلة للزراعة بسببه.

ويلفت العريان الانتباه إلى العلاقة بين هذه المشكلة ومشكلة البطالة، قائلاً لشبكة SciDev.Net: ”بسبب خروج هذه الأراضي من الخدمة، هاجرت العمالة الموسمية التي كانت تعمل فيها إلى المدن، ويقدر عددها خلال هذه الفترة بنحو 22 مليونًا، شكلوا ضغطًا على سوق العمل في العالم العربي“.

وكانت ”دراسة حول مؤشرات رصد التصحر في الوطن العربي“ أصدرتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية عام 2003، قالت: ”التهم مساحة تقارب 68% من المساحة الكلية“. وأضافت: ”20% أخرى من هذه المساحة مهددة بالتصحر“.

ولخطورة المشكلة عربيا، سبق إسماعيل محاولة سعودية خرجت من قسم هندسة التعدين بجامعة الملك عبد العزيز، حيث حصل فريق بحثي من القسم في عام 2011 على براءة اختراع عن ”ابتكار طريقة تثبيت الكثبان الرملية باستخدام مواد خام طبيعية“.

وكما نقلت الصحف السعودية حينها عن الفريق البحثي أنه عالج الكثبان الرملية باستخدام مسحوق خام مادة ’البنتونايت‘، وهي عبارة عن طين غير نقي يوجد بمنطقة خليص في المملكة، وأثبتت النتائج زيادة في ثبات الكثبان المعالجة بتلك المادة ضد الرياح؛ إذ لم تعد تتحرك مع سرعة هواء تصل إلى أكثر من 100 كم/ساعة.

وعن الاختلاف بين المادة المستخدمة في المنتج المصري والبنتونايت، يقول إسماعيل: ”مادة البنتونايت المستخدمة تحتاج عند استخدامها إلى دك التربة، وهذا يمثل تكلفة ومجهودًا، بالإضافة إلى أنه منتج غير عضوي قد يضر التربة“.

من جانبه، يوضح مصطفى طنطاوي، أستاذ هندسة التعدين بجامعة أسيوط في مصر، أنه لا فرق بين المنتج السعودي والمصري من الناحية الوظيفية.

وأضاف طنطاوي لشبكة SciDev.Net: ”أساس المقارنة بين المنتجين ستكون من الناحية الاقتصادية، التي تقاس بمدى توفر المادة الخام المصنع منها المستحلب في البيئة المحلية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لشبكة  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.