Skip to content

28/06/16

الحصاد يعز على مزارعي سوريا

wheat Syria
حقوق الصورة:Flickr/ AgriLife Today

نقاط للقراءة السريعة

  • لا بذار أو لا تسميد أو لا ري أو لا وصول للحقول الزراعية
  • المتحاربون حوَّلوا الأراضي الزراعية مسارح لعملياتهم العسكرية
  • الأراضي التي غلَّت كان مصير محاصيلها إما الحرق بالقذائف، أو الدهس بالآليات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يواجه موسم حصاد القمح في سوريا، صعوبات تزيد من مشكلاته الممتدة منذ بداية الأزمة السورية قبل خمس سنوات، ما بين ضعف الإنتاج، ومعوِّقات جني المحصول، وصعوبة التسويق.

كانت سوريا تنتج من القمح في المتوسط خمسة ملايين طن سنويًّا، يذهب اثنان منها للاستهلاك المحلي، بينما كان يتم تصدير جانب كبير من الكمية المتبقية، ويبقى جزء مخزونًا استراتيجيًّا، يكفي استهلاك الدولة خمسَ سنوات، وفق مأمون قبلان، الباحث في الهيئة العامة للبحوث الزراعية بسوريا.

يؤكد قبلان: ”نعيش الآن على هذا المخزون، إضافة إلى ما يتم استيراده“، وأشار إلى تقرير نشرته وكالة ’رويترز‘ في أبريل الماضي، يوضح أن المزارعين باعوا العام الماضي قرابة 450 ألف طن من القمح، وهو ما لا يمثل سوى قدر ضئيل من احتياجات البلاد لتوفير ما يكفي من الخبز للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، والتي تصل إلى مليون طن.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية رفع سعر شراء القمح من المزارعين المحليين، في إطار سعيها لشراء أكبر كميات ممكنة من الموسم الذي بدأ يونيه الجاري، يرى قبلان أن هذا الإجراء لن يؤتي ثماره.

قبلان، الذي يمتلك –أيضًا– مزرعة كبيرة في الغوطة بريف دمشق، يوضح أن أزمة القمح، هي أزمة كل المحاصيل الاستراتيجية في سوريا؛ ”فالنظام السوري يحاول الإيحاء بأنه مسيطر على الأوضاع، لكن هذا ليس صحيحًا“.

ويستطرد قبلان لشبكة SciDev.Net: ”أغلب المناطق التي تشتهر بزراعة المحاصيل الاستراتيجية لا تخضع لسيطرة النظام السوري، أضف إلى هذا ما تعرضت له البنى التحتية الزراعية من تدمير، ما أدى إلى ضعف الإنتاج، وصعوبه تسويقه، إذا تمكن المزارع في الأساس من الحصاد“.

وأشار قبلان إلى أهم المحاصيل الاستراتيجية، وهي القمح والشعير والقطن وبنجر السكر والزيتون والبطاطا.

ثمة دراسة ميدانية بعنوان ’انعكاسات الأزمة في سورية على المحاصيل الزراعية‘، للمنتدى الاقتصادي السوري، تؤكد سوء الأوضاع. تناولت الدراسة أربعة محاصيل، هي القمح والشعير والعدس والحمص في محافظتي إدلب وحلب، بهدف قياس مدى انعكاس الأزمة على وضع هذه المحاصيل.

ومن خلال عينة من 160 مزارعًا، توصلت لهم الدراسة بصعوبة بسبب سوء الأحوال الأمنية، تم رصد تراجع متوسط إنتاج الدونم المزروع بالمحاصيل الأربعة على مستوى المحافظتين، قياسًا بالفترة قبل الأزمة، بنسب 53% للقمح، و70 % للشعير، و73% للعدس، و30% لمحصول الحمص.

وعزا المزارعون هذا التراجع إلى عدة أسباب، أعربت عنها شكواهم من ارتفاع تكاليف المحروقات، وندرة السماد، فضلًا عن عدم توافر أدوات الحرث والحصاد ووسائل نقل المحصول.

كما أجملتها الدراسة في أن المزارعين لم يتمكنوا من تقديم خدماتهم لمحاصيلهم وقت البذار والتسميد والحصاد، بل ومُنعوا من ريها، وأحيانًا يُمنعون الوصولَ إلى الحقول.

كذلك استولت الفصائل العسكرية والميليشيات على الكثير من الأراضي، فإما اتخذتها مقرات لها، أو حولتها لساحات معارك.

أما الأراضي التي آتت أكلها، فبعضها تعرضت محاصيلها للحرق العمد من قبل قذائف وصواريخ النظام السوري في وقت الحصاد، والبعض دهسته الآليات العسكرية.

عرض قبلان أيضًا بعض الأمثلة على سوء الأوضاع، على سبيل المثال، محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، والتي كانت تُسهم وحدها بنحو نصف إنتاج البلاد من القمح، شهدت طيلة الشهور الماضية قتالًا عنيفًا بين وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، ما أثر سلبًا على إنتاجها من القمح.

كما شهدت محافظة حماة وسط سوريا، ضربات جوية وجهها النظام لمعارضيه، الأمر الذي أثر على إنتاجها من محصول البطاطا الذي تشتهر به. يقول قبلان: ”أعرف مزارعين كثر من تلك المحافظة تركوا أراضيهم حفاظًا على حياتهم، وتُركت الأرض تبحث عمَّن يزرعها“.

وبالإضافة لهذه التأثيرات السلبية على مستوى الإنتاج، فإن قطاع الزراعة يعاني أزمة أخرى تتعلق بالمستقبل، يشير إليها علاء الدين حموية، الباحث السوري في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘.

يقول حموية لشبكة SciDev.Net: ”كان المركز في حلب يعمل على تطوير كافة أصناف النباتات، وخصوصًا القمح، وتطوير أدوية لمكافحة أمراض النبات، والحصول على أصناف جديدة مقاوِمة للأمراض، ومع بداية الأزمة حاول المركز الحفاظ على هذا النشاط البحثي لفترة، إلى أن توقف تمامًا“.

ورغم قتامة المشهد، تأمل الحكومة السورية خفض فاتورة واردات القمح هذا العام بسبب زيادة الكمية المتوقعة من الإنتاج، لكن الحرب المستمرة ستحول دون تحقيق هذا الأمل، وفق قبلان.

يقول قبلان: ”الأزمة التي أجبرتنا على استيراد القمح عام 2012، بعد أن كنا مصدِّرين له، ستتفاقم هذا الموسم مع القمح، كما تفاقمت قبل أشهر مع البطاطا“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا