’إيكاردا‘ في ليبيا يكتفي بتدريب كوادر وطنية خارجها

 
]القاهرة[ اضطر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘ إلى وقف مشروعاته البحثية داخل ليبيا للمرة الثانية بعد الثورة، وقصر نشاطه على تدريب
الكوادر الليبية في الخارج.

يقول محمد الأزهري -المنسق التعاوني بين ’إيكاردا‘ والمركز الليبي للبحوث الزراعية- لشبكة SciDev.Net: ”لم يعد بالإمكان مع الصراع الدائر تنفيذ أنشطة بحثية، فمن ناحية دمرت المحطات البحثية، ويصعب تنقل خبراء ’إيكاردا‘ في أنحاء البلاد من ناحية أخرى، فكان البديل توجيه ما تبقى من تمويل في اتجاه التدريب“.

بدأت مشروعات النشاط البحثي المشترك بين الحكومة الليبية والمركز في عام 2008، وكانت مدتها خمس سنوات تنتهي في عام 2013، غير أن الثورة أوقفت تلك المشروعات، واستؤنفت الشراكة في عام 2012 باتفاقية جديدة مدتها أيضًا خمس سنوات تنتهي في عام 2017.

وخصصت الحكومة الليبية الجديدة تمويلاً للسنوات الخمس يبلغ 35 مليون دولار أمريكي، إلا أن النزاعات المسلحة حالت دون استكمال المشروعات البحثية.

مجالات التعاون كان تدور حول محاور ثلاثة، هي: حصاد المياه وإدارة الري، وخصص لهذا المجال 14 مليون دولار أمريكي، والمتبقي يوزع بين تحسين إنتاجية القمح والشعير، وتحسين إنتاجية المجترات الصغيرة، وفقًا للأزهري.

لكن خلال الشهر الحالي طلب ما يُطلق عليه ’حكومة برلمان طبرق‘ من المركز توجيه الأموال المخصصة إلى التدريب بزيادة عدد المستفيدين من برنامجه.

وأشار الأزهري إلى عدم تحقيق أية نتائج ملموسة في هذه المجالات، حيث تحتاج التجارب البحثية إلى عدة مواسم.

ويسوق الأزهري مثالاً بقوله: ”حققنا نتائج مبدئية في أبحاث خاصة بالري التكميلي، لكن لا يمكن اعتمادها إلا في حال ظهورها مع التطبيق في مواسم متتابعة“.

الاستثمار في التدريب خارج ليبيا كان هو الحل البديل، يقول الأزهري: ”لدينا 12 طالبًا يدرسون الماجستير في الزراعة في جامعات أردنية، وطالب يدرس الدكتوراه في كلية الطب البيطري بجامعة المنصورة في مصر“.

ويشير الأزهري إلى أن المبلغ المتبقي 10 ملايين ونصف مليون دولار أمريكي، وهو أقل من تلبية التطلعات بخصوص الأعداد المطلوب زيادتها من المتدربين، ”ولذلك طلبنا منهم منح المزيد من التمويل“.

محمد الشحومي الإدريسي -ممثل قبيلة أولاد الشيخ زليتن الليبية- يثمن النشاط التدريبي، لكنه في الوقت ذاته يخشى من الاستسلام لفكرة عدم صلاحية الأرض الليبية في الوقت الراهن لإجراء أبحاث.

يقول الإدريسي لشبكة SciDev.Net: ”المنطقة الشرقية في ليبيا آمنة إلى حد ما، ويمكن بالتنسيق مع ’الجيش الليبي‘ توفير الحماية لأي نشاط بحثي فيها“.

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا