Skip to content

05/07/16

مخاوف من تفشي الأمراض بين أهالي الفلوجة ونازحيها

Iraq displaced people
حقوق الصورة:Flickr/ International Organization for Migration/Taryn Fivek

نقاط للقراءة السريعة

  • الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق
  • غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين أضعف مناعة الأطفال
  • زيادة وتيرة الأزمات بالمنطقة، أرهق كاهل المانحين، فأفضى إلى قصور شديد في التمويل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء أوضاع سكان مدينة الفلوجة العراقية؛ إذ تهدد الأخطار عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين داخلها.

وفي بيانات متتابعة، حذر مسؤولو المنظمة من شر مستطير، يتمثل في اندلاع فاشيات الأمراض الوبائية بينهم، وإمكانية وصولها إلى دول الجوار عبر نازحي المدينة، التي تبعد عن العاصمة بغداد نحو 60 كيلومترًا.

 فمنذ 6 مايو الماضي، إذ بدأت المواجهات العسكرية وقوات تنظيم ’داعش‘ بالفلوجة الواقعة في محافظة الأنبار غربي العراق، يواجه أكثر من 42000 عراقي مخاطر جسيمة على الصحة، بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية.

”الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق“، وفق ما أكد علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.

وقال المدير الإقليمي: ”يشغلنا ضعف مناعة الأطفال من جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين؛ لقد ازدادت مخاطر تفشي الأمراض نتيجة لضعف مستوى المناعة، يرافقها تردي مستوى النظافة. بالإضافة لذلك، يقدر أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفلوجة، وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية“.

وصرح العلوان: ”نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات العاجلة في العراق مخيب للأمل“، مشيرًا إلى أن كافة المنظمات الدولية تعاني نقصًا كبيرًا في التمويل.

كذلك فإن رنا صيداني -المتحدث باسم مكتب الشرق الأوسط للمنظمة- أدلت لشبكة SciDev.Net بقولها: ”تقدر المنظمة الدعم اللازم للاستجابة لحاجات النازحين واللاجئين في العراق حتى نهاية عام 2016، بنحو 28 مليون دولار أمريكي، لم تتلق منه المنظمة سوى الربع“.

وتستطرد رنا: ”زيادة وتيرة الأزمات بالمنطقة، أرهق كاهل المانحين، ما أفضى إلى قصور شديد في التمويل“، مشيرة إلى أن الأزمات تزداد في العدد والحدة.

وأضافت: ”ثمة 40 مليون نازح ولاجئ حول العالم، نصفهم في المنطقة“.

من جانبه يرى محمد جبر -معاون مدير عام دائرة الصحة العامة بوزارة الصحة العراقية- أن الوضع في العراق خطير، والمنظمات الدولية يقع عليها جزء من المسؤولية وفقًا للاتفاق على تحقيق الأمن الصحي الوطني والإقليمي والعالمي، وأكد: ”نقص التمويل أحد المشكلات الرئيسية التي تواجهها البلاد، خاصة في مجال تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للنازحين داخليًّا“.

واستطرد جبر لشبكة SciDev.Net: ”غير أن المنظمات الدولية مطالبة بتوفير الدعم المناسب، على الأقل لوجستيًّا مثل سيارات الإسعاف واللقاحات، خصوصًا ونحن مقبلون على تحرير مناطق جديدة مثل الموصل وسهل نينوى ومناطق أخرى في الأنبار“، مشيرًا إلى أن الوزارة لديها خطط تتعلق بهذا الشأن، ولكن زيادة مستوى الدعم من المنظمات يسهل المهمة ويدعمها، ويحمي البلاد من خطر حدوث فاشيات.

تعقب رنا: ”صحيح أننا لم نرصد حتى الآن أية فاشيات، من خلال 13 موقعًا للإنذار المبكر بالأمراض في محافظة الأنبار، لكن الخطر عالٍ جدًّا، خصوصًا على النازحين في المناطق المقطوعة عن الخدمات الطبية“.

ولا تشك رنا في أن ”المعارك المقبلة المتوقعة ستؤدي لموجات نزوح أكبر، وستتزايد معها الاحتياجات بشكل كبير“.

وتستطرد: ”وليس أمامنا سوى دعوة المانحين للاستجابة لنداءاتنا المتكررة“، مضطرين إلى الاختيار ما بين الأولويات لتوجيه الدعم المتاح لها، وأهم أولوية حاليًّا هي منع حدوث فاشيات بين النازحين، وفق رنا، التي تقول: ”لذا بدأنا التحضير لحملات تطعيم، خصوصًا للأطفال ما بين عمر يوم واحد و١٥ عامًا ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرها“، لافتة إلى أن التقييم المشترك للمنظمة ووزارة الصحة العراقية هو الذي يحدد الأولويات. 

تشير رنا إلى أن المنظمة وفرقها العاملة في المنطقة لم تستطع دخول الفلوجة والمناطق المحاصرة في العراق منذ أكثر من عام، ما يعني افتقار الأطفال للتطعيمات الأساسية، وهو ما نحاول احتواءه الآن، واختتمت حديثها محذرةً: ”الأمراض والفيروسات لا تعرف الحدود الجغرافية أو السياسية.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.