Skip to content

03/05/16

أسلحة تفريق الحشود إذ تقتل

police weapons of war.jpg
حقوق الصورة:Vincent Mundy / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • قد تؤدي أسلحة حفظ النظام إلى الوفاة أو إعاقة مستديمة
  • الأسواق العالمية مغرقة بها، واستخدامها يتصاعد
  • هناك حاجة إلى بحوث وضوابط أفضل لحماية المواطنين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

منذ خمس سنوات، انضم الناشط أندريس تاتاني (33 سنة) إلى آلاف آخرين في مظاهرة سلمية ضد سوء الخدمات العامة في فيكسبرج بجنوب أفريقيا. وبعد بضع ساعات أطاح به مدفع مياه الشرطة ففارق الحياة، بعد أن ضُرب بالهراوات، وأصيب بطلقات مطاطية. وعلى الرغم من شهادة الشهود ولقطة فيديو، تمت تبرئة سبعة من ضباط الشرطة من قتله.
 
كان تاتاني ضحية أسلحة حفظ النظام: الأسلحة ’غير القاتلة‘ أو ’الأقل فتكا‘ التي طُورت للجيش ولكنها تُستخدم من قبل الشرطة ضد المدنيين، سواء كانت رصاصًا مطاطيًّا في جنوب أفريقيا، أو غازًا مسيلًا للدموع في ميدان التحرير بمصر، أو رذاذ الظربان في غزة.
 
وفي شهر مارس الماضي، أصدرت المنظمة غير الحكومية ’أطباء من أجل حقوق الإنسانتقريرًا يوثق الاستخدام المتنامي لأسلحة حفظ النظام، والآثار الصحية المترتبة عليها.[1] وقد اتصلت بالمؤلفة المشاركة، روهيني هار، للحديث عما تشير إليه نتائج التقرير بشأن الإعاقة.
 
أخبرتني روهيني أن هناك أدلة على تسبب كل أسلحة حفظ النظام في أضرار دائمة، من مدفع الصوت الذي يسبب الصمم إلى خراطيم المياه التي تسبب العمى. ”جميعها ينطوي على إمكانية إحداث إعاقة مستديمة“.

 

بقائمة التقرير 2000 شخص تقريبًا أصيبوا بجروح، توفي منهم 53، ويعاني 294 من إعاقات.

يستند التقرير إلى تقارير طبية رسمية من السنين الخمس والعشرين الماضية في 12 دولة. توضح روهيني: ”لقد أردنا التأكد من أن كل حالة كتبنا عنها كانت حقيقية“، لكن ضريبة ذلك أننا ”نقلل بشكل صارخ من عدد الإصابات“.
 
وتضيف روهيني: ”كيفية استخدام [أسلحة حفظ النظام] لا يقل أهمية عما يُستخدم منها بالضبط“. على سبيل المثال، تهدف ’المقذوفات التصادمية الحركية‘، مثل الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، إلى تفريق الحشود، من خلال إيلام الناس وإضعافهم دون اختراق الجسد.

لكن الأعيرة قد تسبب ضررًا كبيرًا إذا ما استُخدمت بشكل غير صحيح -عندما تطلق من مسافة قريبة، على سبيل المثال- وذلك يعتمد على نوع المقذوف والقاذف المستخدم.
 
”إذا أصابت العينين، فمن شبه المؤكد أنك ستفقد عينيك. وعندما تضرب أي جزء من الوجه، فسوف تصاب على الأرجح بضرر ما؛ لأن عظام الوجه رقيقة جدا“، كما تقول روهيني.

  1. خطوات تنظيم أسلحة حفظ النظام

    –  يجب على الأمم المتحدة وضع تشريعات معنية بصناعة أسلحة حفظ النظام واستخدامها، مع إنفاذها.
    –  يجب على المصنّعين إجراء بحوث شديدة الدقة قبل تداول تلك الأسلحة في السوق، واختبار تأثيرها على الصحة.
    –  تحتاج الحكومات إلى اختبار الأسلحة بصورة مستقلة، وإلى قوات شرطة مدربة على استخدامها.
    –  الحد من استخدامها ومراقبتها على أقل تقدير.
    –  مزيد من البحوث على تأثيرها وأخلاقيات استخدامها.

 

وتوضح روهيني أن المهيجات الكيميائية تسبب أيضًا أضرارًا مادية، لا سيما إذا ما استُخدمت ”على نحو غير سليم“؛ أي بتركيز خطأ، أو في أماكن ضيقة، أو على الأطفال، أو في الأحياء السكنية نفسها يومًا بعد يوم.
 
كما أن استخدام أسلحة حفظ النظام يتصاعد، وفقًا لروهيني. فمنذ 30 سنة أو نحو ذلك، أنتج عدد قليل فقط من البلدان الغربية هذه الأسلحة واستخدمتها. الآن هي رخيصة وتنتشر في الأسواق العالمية. يكشف التقرير كذلك تزايد القيود الحكومية على الاحتجاجات وعسكرة الشرطة.
 
ما الذي يمكن عمله؟

تقول روهيني إنه يجب على الأمم المتحدة أولًا وضع التشريعات المعنية بصناعة أسلحة حفظ النظام واستخدامها، مع إنفاذها.

ثانيًا، يجب على المصنّعين إجراء بحوث شديدة الدقة قبل تداول تلك الأسلحة في السوق، واختبار تأثيرها على الصحة، ووضع بروتوكولات مناسبة لاستخدامها وتتبع مشتريها.

وتفسر روهيني ذلك قائلة: ”لقد حاولنا جاهدين حقا تقصي مَن يقوم بتصنيع ماذا، ومقدار [ما يصنّعونه]، ولمن يبيعونه، لكن هذه المعلومات ليست علنية، ومن الصعب حقا العثور عليها“.

ثالثًا، تحتاج الحكومات إلى اختبار الأسلحة بصورة مستقلة قبل شرائها، وقوات الشرطة بحاجة إلى تدريب لائق للإحاطة باستخدامها وبمعايير حقوق الإنسان على حد سواء.

رابعًا، تحتاج الدول إلى الحد من استخدام أسلحة حفظ النظام، وعلى أقل تقدير مراقبتها مثلما تراقب الأسلحة التقليدية: ”كم عدد الرصاصات المستخدمة، مَن الشخص الذي أطلق هذا السلاح، ما المسدس الذي أطلقت منه الطلقات- وهلم جرا“.

وأخيرًا، هناك حاجة إلى بحوث أكثر بكثير على تأثير الأسلحة على الصحة وأخلاقيات استخدامها.

روهيني هار تتحدث إلى إيموجين ماثرز حول الآثار الصحية الناجمة عن أسلحة حفظ النظام، والحاجة إلى المزيد من البحوث والرصد والرقابة على استخدام الأسلحة. اضغط هنا للتحميل.

 

إيموجين ماثيرز هي منتج ومحرر مساعد في شبكة SciDev.Net. يمكنك التواصل معها على @ImogenMathers
 
 المقال منشور بالنسخة الدولية ويمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
Get a grip on deadly crowd-control weapons
 

 

References

[1] Rohini Haar and Vincent Iacopino Lethal in disguise: the health consequences of crowd-control weapons (Physicians for Human Rights, March 2016)