Skip to content

28/11/12

إطلاع صناّع القرار على قيمة العلم

Journalist-Kenya
ذكر المشاركون فى استطلاع أُجري في قطاع الإعلام تعرّضَهم لصعوبات في الحصول على المعلومات من العلماء والحكومات. حقوق الصورة:Flickr/bbcworldservice

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

يكشف استطلاع لموقع;عن التحديات التي تعترض سبيل تطبيق النظرات البحثية على السياسات والممارسات، ويشدد على أن الدليل (العلمي) غير كاف قبل أسبوعين، في لندن، كنت أتحدث إلى ممول من مؤسسة خيرية كبرى خلال مؤتمر "افتح!" حول التنمية الدولية. سلّمْنا بأنه ينبغي على فاعلي الخير الاستعداد لتحمّل المزيد من المخاطر، مثل تمويل المشروعات الإبداعية التي يمكنها إحراز نتائج تنموية بطرق غير متوقعة، لأنهم -خلافا لوكالات المعونة الحكومية- ليسوا مسؤولين أمام أمة من دافعي الضرائب.

لكن هذا الزميل قال: إن ما يريده المموّل الخاص حقًّا، هو محفظة استثمارية متوازنة، قد يكون بعض -لا كل- المشروعات محفوفا بالمخاطر شيئا ما. وأضاف أنه حتى المشروعات غير التقليدية تحتاج إلى تقديم أدلة مُقنعة حول قيمتها المحتملة.

ببساطة برهنت المناقشة على قيمة إجراء البحوث قبل اتخاذ الخيارات الاستراتيجية؛ فذلك يساعد على إدارة المخاطر. لكن دراسة جديدة لموقع SciDev.Net تبيّن أن الخطوات من البحث إلى اتخاذ القرار بعيدة كل البعد عن أن تكون مستقيمة مباشرة؛ فقد تكون محفوفة بسوء الفهم حول ما يجعل البحث ذا صلة بنتائج السياسات والتنمية.
 
الفجوة بين العلم والسياسات

أيضا أفادت الدراسة تنقيح استراتيجيتنا للعمل في SciDev.Net، خلال السنوات الخمس المقبلة، والقرارات المتعلقة بكيفية استثمار مواردنا القيّمة. لقد تحدثنا إلى أكثر من 3,500 من العلماء وممولي العلوم ومستخدميها، والإعلاميين العلميين من جميع أنحاء العالم، لاستجلاء تحديات تطبيق البحث العلمي على السياسات والممارسات؛ للحد من الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة العادلة.

أن تكون كفؤا فهذا ينطوي على إدراك كيفية عمل الأشياء بصورة أفضل؛ أما أن تكون فعالا فذاك يستلزم معرفة الصواب الذي ستعمله في المقام الأول. تنصب البحوث التي تدعم استراتيجيتنا على تلك الأخيرة؛ أي أنْ نَعِيَ العلاقة بين العلم والتنمية الدولية، بدلا من صقل ما نعمله على المستوى الداخلي.

والعديد ضمن العبر المستخلصة من النتائج -التي نُشرت اليوم- يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للمنظمات -مثلSciDev.Net – المعنية بما للعلم من قدرة على إحداث فارق في حياة الفقراء.

ومنها أن العلم له آثار على السياسات العامة عبر مجموعة من القضايا، ومن غير المرجح، في أية سنة، ألا يستفيد أحد الأهداف الإنمائية للألفية من بعض الابتكار التكنولوجي أو البصيرة العلمية.

مما يدعو للاهتمام، إذن، أن نجد أكثر من 70 % من وكالات التنمية التي تحدثنا إليها نادرا ما قرأت عن التقدم في العلم أو التكنولوجيا. أيرجع هذا إلى أنهم يفكرون في العلم بوصفه شيئا يقرأه العلماء، الذين يمثلون فئة مهنية يتسم أفرادها بانعزالهم بأنفسهم، حتى عن أقرانهم؟

تندرج العلوم والتكنولوجيا، عموما، تحت الاختصاص نفسه من وزارة التعليم العالي في العديد من الحكومات على مستوى العالم. وهذا أمر منطقي في سياق التخطيط لقدرة علمية أفضل، لكنه قد يفسر أيضا هذا الانعزال المهني.
 
تواصل متعطل

في الواقع، وفي أكبر المؤتمرات المعنية بالتنمية الدولية، لغة المنهج العلمي حاضرة في كل مكان؛ إذ يتحدث الناس عن الأدلة، والبحوث التجريبية، والنتائج. لكن يصعب أن تجد العلماء أنفسهم يتحدثون في هذه التجمعات عن البحث أو الابتكار التكنولوجي.

تشير نتائج دراستنا إلى أسباب (لِمَ قد يكون هذا جوهر القضية؟).

يشكو كثير من قرائنا في أنحاء العالم انعدامَ مصادر المعلومات والمناقشة. كذلك تمثل المقاومة والرقابة فيما بين المجتمع العلمي قضايا عالمية كبرى: حيث يشعر نحو 60 % من أفراد العينة بأن المجتمع البحثي "كاره لتبادل المعلومات التفصيلية، أو تقديم الاستنتاجات والتوصيات المبنية على نتائج البحوث".

وبصفة خاصة، فإن نحو نصف من شملهم الاستطلاع في قطاع الإعلام لا يكنون شعورًا إيجابيًّا فيما يتعلق بالوصول إلى العلماء أو الأكاديميين بوصفهم مصادر للمعلومات، أو بالحصول على المعلومات من الوكالات الحكومية بشأن القضايا ذات الصلة بالعلوم.

وحيثما أمكن للمعلومات العلمية أن تجد سبيلا إلى وسائل الإعلام، فإن الصحفيين وجمهورهم ليسوا دائما على ثقة إزاء الطريقة التي تُعالَج بها المعلومات. ورغم ما تتطلبه الصحافة الجيدة من مجموعة مهارات خاصة، كان الطلب مرتفعا على التدريب بين المستجيبين لاستطلاعنا من العاملين في وسائل الإعلام ببعض المناطق، حتى وصل إلى 70 %.

الأمر الذي يثير قدرًا أقل من الاستغراب هو أن أكثر من نصف المستجيبين لاستطلاعنا من العاملين في وسائل الإعلام، يشكون من صعوبة العثور على العلماء والمتحمسين للتكنولوجيا، الذين يمكنهم التحدث بطريقة مفهومة للجمهور العادي.
 
لغة التنمية

إن تحدي الاتصال ليس بالبساطة التي يبدو عليها لأول وهلة. نحن نفترض أن فهم الآخرين لنا لا يتعلق إلا باستخدام قدر أقل من الرطانة، لكن لب المسألة هو معرفة أي لغة تُستخدم.

لكي نكون فعّالين، نحتاج إلى التيقن من أن الأخبار عن العلوم والتكنولوجيا تردد بوضوح صدى اهتمامات ولغة أولئك الذين سيطبقونها في عملهم. ولا يقتصر هذا على تفهم الشغل الشاغل الذي يحدد المهن الواقعة "باتجاه تيار" العلم، بل الرضا أيضا بالقيم التي تشكل العلاقات الرئيسية في أي مجال للسياسات.

تشير أبحاثنا إلى أن أكبر تحد يواجه تطبيق النظرات البحثية على السياسات والممارسات هو غياب التحليل والتفسير الاجتماعي- الاقتصادي لآثارها. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المستجيبون بأن المصالح المالية تنزع إلى الهيمنة على معظم عمليات صنع السياسات العامة، وهو الأمر الذي لا ينعكس عادة في تبليغ الأدلة العلمية.

في الواقع، غالبية من شملهم الاستطلاع يقرّون بأن صنع السياسات يمثل عملية غير رسمية، تحركها الطموحات ونظم الاعتقاد، والتي كثيرا ما يكون فيها البحث عن الأدلة بعد اتخاذ القرارات بالفعل. لا بد من الاعتراف بهذا إذا أردنا تحسين جودة صنع القرار.

من شأن هذا أن يوضّح دور موقع SciDev.Net ؛ فسوف نكرّس أنفسنا مجددا لإظهار قيمة العلم لصنّاع السياسات- ليس فقط من خلال التركيز على المعرفة التي يوفرها موقعنا، ولكن أيضا بالنظر في الأسئلة التنموية المتعلقة بها. وبالإضافة إلى ذلك، سنستمع لهذه الأسئلة بالطريقة التي يستمع بها أفضل العلماء: بإبداع، وفضول، والتزام لتحقيق عالم أفضل.