Skip to content

08/03/17

بالطين والبوص والرمال.. مصر تواجه التغيرات المناخية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في مواجهة التغيرات المناخية، التي تُعَد مصر واحدة من أكثر دول المنطقة تأثرًا بها، لا يملك المسؤولون المصريون رفاهية انتظار حدوث الأزمة ثم البحث عن حلول لها، فعدم التعامل الجدي مع غمر مياه البحر لمساحات من ساحل مصر الشمالي يؤثر على خطط التنمية، ويحرم مصر من مساحات يمكن أن تُستغَل في مشروعات زراعية وصناعية.

وفي مبادرة لإيجاد سبل لحماية الساحل الشمالي من ارتفاع منسوب سطح البحر والذي يلتهم مساحات من الأراضي الشاطئية، تم تدشين مشروع تكيُّف السواحل الشمالية مع التغيُّرات المناخية والممول من مرفق البيئة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ لتنفيذ ثلاثة نماذج تجريبية، كلٌّ منها يمثل طريقة مختلفة لعمل سواتر ترابية ذات تكلفة منخفضة مقارنة باستخدام الكتل الخرسانية لحماية الشواطئ.

تقود تنفيذ المشروع التجريبي وزارة الموارد المائية المصرية، ممثلةً في الهيئة العامة لحماية الشواطئ في المنطقة الساحلية بمحافظة كفر الشيخ، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين ميناء البرلس وشرق مصب فرع رشيد (الفرع الغربي للنيل)، لكونها أراضيَ منخفضة عن متوسط منسوب سطح البحر، مما يؤدي إلى تعرُّضها للغمر بمياه البحر في أثناء نوَّات الشتاء، لتصل المياه في بعض الأحيان إلى الطريق الدولي الساحلي.

ومن المتوقع أن تؤدي التغيُّرات المناخية إلى غمر المنطقة بالمياه المالحة، نظرًا لانخفاضها، فتتأثر الأراضي الزراعية وتزيد ملوحة المياه الجوفية.

climate change Egypt 1

ويقول أحمد فتحي -رئيس هيئة حماية الشواطئ بالوزارة-: ”دشنَّا المشروع التجريبي لحماية تلك المنطقة في أبريل من العام الماضي، بتطبيق ثلاثة نماذج يمكن استخدامها لمواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر، وذلك لاختيار أنجحها خلال عملية التقييم التي ستكون في شهر أبريل من العام الجاري“.

ويوضح فتحي أن النماذج الثلاثة التي جرى اختيار تطبيقها تتميز بكونها عملية في سرعة التنفيذ، وصديقة للبيئة، ومنخفضة التكاليف، إلى جانب كون مواد إنشائها الأساسية من البيئة المحيطة، إذ تعتمد بشكل أساسي على الطين والبوص والرمال.

climate change Egypt 2

ويسمى النموذج الأول باسم ’جسر الجيوتيوب‘، وهو -كما يشرحه فتحي- عبارة عن وحدات على شكل أنبوب ضخم من مادة مقاوِمة للعوامل الجوية بعرض 4 أمتار وطول يتراوح بين 15 إلى 30 مترًا، ويتم ملؤها بالرمال، وتتم تغطية تلك الوحدات بطبقة طينية من ناتج تكريك بوغاز بحيرة البرلس لضمان ثبات أكبر للأنبوب، ثم تغطى بطبقة من صخور الدولوميت، بحيث يكون الارتفاع النهائى للجسر 3 أمتار من متوسط منسوب سطح البحر.

climate change Egypt 3

أما النموذج الثاني، فيسمى ’مصائد الرمال‘، وتقوم فكرته على إقامة مصدات للرمال من مادة متوفرة بالمنطقة وهي نبات البوص. ويقول فتحي: ”بفعل انتقال الرسوبيات بالرياح، وقيام البوص بحجزها تكون الطبيعة جسرًا رمليًّا، يساعد في مواجهة التغيُّرات المناخية“.

climate change Egypt 4

ويسمى النموذج الثالث ’جسر الاستزراع‘، ويعتمد على تكوين جسم ترابي واستزراع نباتات صحراوية عليه لتثبيت المنطقة الشاطئية.

ويستخدم هذا النموذج الطين الناتج عن تكريك بوغاز بحيرة البرلس كقلب للجسر، ويغطى بطبقة من الرمال حتى ارتفاع 3 أمتار من نفس المنطقة، ويتم تثبيت الطبقة السطحية للجسر باستخدام زراعة نباتات صحراوية من نفس النوع الموجود بالمنطقة، بحيث تعمل جذورها على تثبيت التربة، وتمت الزراعة واختيار النباتات تحت إشراف معهد بحوث الصحراء.

climate change Egypt 5

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.