Skip to content

16/03/17

’مختبر على رقاقة‘

lab on a chip
حقوق الصورة:Zahra Koochak/Stanford School of Medicine

نقاط للقراءة السريعة

  • رقاقة حيوية متعددة الوظائف والاستخدامات، قد تُحدث ثورة في تشخيص الأمراض
  • تكلفة المئة منها دولار أمريكي واحد، ويمكن إنتاجها بسهولة شديدة
  • يُنتظر بعد توافرها على نحو تجاري إنقاذ ملايين الأرواح في الدول النامية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] طور باحثون رقاقات حيوية لأغراض البحث والتشخيص الطبي، لا تتجاوز تكلفة الواحدة منها سنتًا أمريكيًّا واحدًا! في حين يمكنها الكشف عن الكثير من الأمراض في أطوارها البكيرة.

الباحثون –وهم من جامعة ستانفورد الأمريكية- نشروا دراسة عن الرقاقة بدورية ’وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم‘ أول فبراير الماضي، بينت أن علم الموائع الدقيقة والإلكترونيات وتقنيات الطباعة النفاثة شكلت الأساس الذي طوروا عليه الرقاقة.

قاد فريق الباحثين الذي طور الرقاقة رحيم إسفاندياربور، وهو باحث بمركز الجينوم التابع للجامعة الأمريكية، وكلهم أمل –وفق تعبيره- ”في مساعدة الكثير بالدول النامية عن طريق تلك التقنية متعددة الوظائف“.

والحق أن حديث الفريق وقائده يحمل في ثناياه انتظار التثوير، ويَعِد به، لكن إسفاندياربور يتواضع إذ يقول لشبكة SciDev.Net: ”نحن نعتقد أن هذه التقنية ستُسهم في تطوير الرعاية الصحية“.

الرقاقة بها قسمان: أحدهما شريط شفيف من السليكون يمكن استخدامه عدة مرات؛ لتوضع عليه العينات أو الخلايا المراد فحصها، والثاني عبارة عن شريحة إلكترونية مطبوعة على رقاقة بلاستيكية مرنة هي التي تجري التحاليل.

وهي ”رقاقة إلكترونية متطورة تحوي مختبرات متناهية الصغر، يمكنها إجراء العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية أو استشعار التغيرات في خواص مختلِف الخلايا الحية“، كما يوضح يحيى إسماعيل؛ أستاذ هندسة الإلكترونيات وهندسة الاتصالات بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.

في ثلث ساعة فقط؛ يمكن لطابعة عادية -تنفث حبرًا موصلًا نانويًّا- طبع الرقاقة؛ دون الحاجة إلى ظروف تصنيع معقدة أو أفراد مدربين، ولا إلى أماكن فائقة التعقيم والنظافة، وهذه هي محددات أهداف تصميمها، وفق إسفاندياربور، الذي يشير إلى أن الحبر متوافر وسهل المنال.

ويمكن للرقاقة إجراء العديد من التحاليل المتنوعة على عينات صغيرة جدًّا، والتي يتطلب إنجازها عدة أجهزة.

وخلافًا للمتبع في أغلب المختبرات، لم يعد ثمة داعٍ لاستخدام ملصق مغناطيسي أو مشع؛ من أجل تمييز مختلف أنواع الخلايا، وتعقبها، بل عوضًا عن هذا تقوم الرقاقة بفصلها استنادًا إلى خواصها الكهربية.

يقول إسماعيل: ”إن توفيرها في كل مكان للتشخيص بسرعة وبتكلفة زهيدة سيغير من شكل قطاع الرعاية الصحية في الدول النامية، ويحسِّن سبل الوقاية والعلاج“.

ويتابع: من بين أهم التحديات التي تواجه سياسة استخدام عقار جديد لعلاج التهاب الكبد الفيروسي ’ج‘ في مصر –صاحبة أعلى معدلات إصابة به في العالم- وتوزيعه على مستحقيه، التشخيص الدقيق للمرض، مشيرًا إلى أن تكلفته تشكل معوقًا ضخمًا أمام المرضى والأجهزة المعنية بالدولة.

ثم يلفت الانتباه إلى أن الرقاقة تمثل ميزة لقاطني القرى والمناطق النائية أو اللاجئين.

وبسبب تدني القدرة في الوصول إلى تشخيص مبكر؛ فإن معدل نجاة النسوة المصابات بسرطان الثدي لا يزيد على 40% بالدول منخفضة الدخل، في حين يتضاعف بالدول الغنية. وبالمثل فإن الإصابة بالأمراض الفتاكة الأخرى، مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية عالٍ جدًّا فيها.

ولربما أعان التشخيص رخيص التكلفة في التصدي لتلك التحديات، خصوصًا أن معظم هذه المعدات والأجهزة المستخدمة في التشخيص المعتاد يكلف آلاف الدولارات.

عن التحديات التي تقف حائلًا أمام طرح تلك الرقاقات للاستخدام بشكل فعلي بالدول النامية يوضح إسفاندياربور: ”الدعم المادي والتمويل من مصادر مختلفة هو ما سيمكِّننا من طرح تلك التقنية للاستخدام، لكن لا يمكنني إعطاء موعد محدد لذلك“.

وأردف مستدركًا: ”لدينا نتائج بحثية واعدة للغاية، ونبذل قصارى جهدنا لتكون تلك الرقاقات جاهزة في أقرب وقت ممكن“.
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا