Skip to content

13/02/17

الآن يمكننا قتل الآفة الزراعية لا ناقلها

A farmersprays a pesticide on a field of growing leeks
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • تقنية تستخدم طينًا حيويًّا يحمل حمضًا نوويًّا، قد تحل محل المبيدات الكيماوية
  • تختص بفيروس بعينه، ولا تقتل سوى المُمْرِض المستهدف عندما ترش على النباتات
  • العديد من الشركات تعمل بالفعل على إنتاج كميات تجارية من الحمض

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[سيدني] وصل العلم إلى منعطف مهم في مكافحة الآفات الزراعية؛ إذ صار من الممكن الآن الحيلولة دون إصابة المزروعات والمحاصيل بالأمراض، عن طريق استهداف الفيروسات المُمْرِضة ذاتها، وقتلها أو إيقاف انتشارها، بدلًا من القضاء على نواقلها باستخدام المبيدات الكيماوية.

وقد يمثل هذا النوع من المكافحة بديلًا نظيفًا، أخضر، صديقًا للبيئة، فعالًا من حيث التكلفة؛ إذ يعتمد على استخدام حمض نووي ريبي مزدوج يهاجم الفيروس الذي يصيب النبات بالمرض، لا الحشرة التي تحمله.

لكن استخدام رذاذ الحمض النووي الريبي المزدوج وحده، ورشه مجردًا على النبات، يجعله عرضة لأن تذهب به مياه الري أو المطر جفاء، دون جدوى.

بيد أن باحثين أستراليين من جامعة كوينزلاند توصلوا إلى حل تلك المشكلة، وإطالة مدة بقاء الحمض النووي وتمديد ثباته على النبات، وتحققوا من وجوده بعد 30 يومًا من رشه؛ باستخدام ’طين حيوي‘ قابل للتحلل.

ووفق دراسة نشروها بدورية ’نيتشر بلانتس‘ يوم 9 يناير الماضي، نجح الباحثون في مزج الحمض النووي الريبي المهاجم لفيروس يصيب التبغ، بذلك الطين الحيوي، ورش رذاذ هذا المزيج، على هيئة أغشية بالغة الرقة، تقدر سماكتها بوحدات نانوية؛ فاستطاع وقاية النبات لمدة 20 يومًا بعد استخدامه مرة واحدة.  

عن تلك التقنية تقول نينا ميتر -الباحثة الرئيسة في الدراسة-: ”عندما يُرَش الطين الحيوي على النبات، يتحرر منه ببطء حمض نووي ريبي مزدوج، مختص بمهاجمة فيروس مُمْرِض بعينه، ثم يدخل إلى النبات؛ لينشِّط مسارًا فيه يمثل آلية دفاع طبيعية. تعمل إنزيمات هذا المسار على تقطيع الحمض النووي الريبي إلى أجزاء صغيرة، تهاجم بدورها الفيروس عندما يصيب النبات دون أدنى تغيير في مادته الوراثية“.

وتضيف نينا: ”نأمل أن تكون أحد التدابير المستدامة الصديقة للبيئة، لحماية مزروعات المحاصيل وتقليل الفاقد منها“، مشيرة إلى أنه مع استخدام المبيدات الحالية، نفقد ما يصل إلى 40% من الإنتاجية بسبب الآفات ومسبِّبات الأمراض.

ربما تبدأ التجارب الحقلية لها في أستراليا بحلول نهاية العام. تؤكد نينا لشبكة SciDev.Net أن ”الاختبار الأول سيكون على فيروس يصيب محاصيل الخضر -مثل الفلفل الأحمر، والطماطم، والفلفل الحار“.

ويمكن للمزارعين استخدام المعدات المتاحة حاليًّا لرش الطين الحيوي ولا حاجة لابتكار جديد يناسبه، ويأمل الباحثون في أن يكون منتجه مجديًا لهم، مع ملاحظة أن إنتاج الطين رخيص، لكن الحمض النووي الريبي ليس كذلك.

وتعمل عدة شركات مثل APSE -وهي شركة ناشئة مقرها الولايات المتحدة- على إنتاج كميات كبيرة من الحمض النووي الريبي.

جون كيلمر -من الشركة- يقول لشبكة SciDev.Net: ”يجب أن تكون تقنيتنا لإنتاج الحمض النووي الريبي جاهزة في غضون 2-3 سنوات. وهدفنا إنتاج الجرام الواحد بتكلفة دولارين أمريكيين“.

ويستطرد كيلمر: ”إن تقنية التوزيع القائمة على الطين يمكن أن تمثل نقطة انعطاف إيجابي في التقدم نحو تسويق الاستخدام الموضعي للحمض النووي الريبي، مشيرًا إلى أنها لا تقوم بتعديل وراثي، ولا تضر بالبيئة، ومحددة للغاية“.

من جانبه يوضح طارق قابيل -المتخصص في الوراثة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية- أن استخدام الطين الحيوي هذا يمثل ”نهجًا يجمع بين تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، ويؤدي إلى بيئة أكثر نظافة مقارنة بالطرق التقليدية لمقاومة الآفات، وسيكون قيمة مضافة تُسهِم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي“.

ويضيف قابيل: ”بالطبع ثمة مخاوف من مخاطر صحية لتحرير الحمض النووي الريبي المزدوج في البيئات المفتوحة، وتأثيراته“.
 
”إلا أن الباحثين درسوا المصير البيئي للحمض النووى الريبي المزدوج في التربة الزراعية، وأشارت نتائجهم إلى أنه من غير المرجح أن يستمر أو يتراكم في البيئة. وعلاوة على هذا، فإنه يتحلل بشكل سريع، مما يوفر أساسًا لتحديد سيناريوهات التعرُّض ذات الصلة بمستقبل الزراعة المعتمدة عليه“، وفق قابيل.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم آسيا والمحيط الهادي.