Skip to content

16/03/14

آلة زراعية فوائدها سبع

Agricultural machinery
حقوق الصورة:@ Hazem Badr

نقاط للقراءة السريعة

  • آلة زراعية لبذر البذور، تعظم إنتاجية الأرض، وتقلل مياه الري
  • الآلة محلية الصنع، وتناسب مصر والسودان والعراق، وسعرها نصف سعر المستوردة
  • إيجابيات كثيرة للآلة، تسوغ التغاضي عن زيادة قد تسببها في بطالة العمالة الزراعية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]القاهرة[ ري الأرض الزراعية بمياه أقل، وزيادة إنتاجيتها، غايتان بلغتهما معًا آلة زراعية صممها خبير إدارة المياه والري بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘ بالقاهرة.

قبل ثلاث سنوات، عكف عاطف سويلم على وضع تصميم للآلة، وهو ينشد تحقيق أحد أهداف مشروع المواقع المرجعية لإدارة المياه بغرب آسيا وشمال أفريقيا، الذي ينفذه المركز في 11 دولة، خلال أربع سنوات بدأها يناير 2013، بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

بعد شهرين من العمل المتواصل؛ اهتدى سويلم للتصميم ونفذه، ومنذ ذلك الوقت وهو يجوِّد ويطوِّر فيه تحت مظلة المشروع، وخضعت الآلة لتجارب كثيرة بمحافظة الشرقية في مصر، حتى نجحت في زيادة إنتاجية الفدان بنسبة 25%، رغم تقليل مياه الري المستخدمة بالنسبة نفسها.

يروي سويلم -أستاذ الهندسة الزراعية بكلية الزراعة، جامعة الزقازيق- قصة الآلة لشبكة  SciDev.Net قائلاً: ”بدأت فكرة الآلة معي عام 2010، لكن خلال المدة من 2010 وحتى موسم زراعة القمح الأخير -نوفمبر 2013- مرت بتطوير حتى وصلت لشكلها النهائي“.

تتكون الآلة من ثلاث فجاجات كبيرة مصممة بشكل يسمح بشق قنوات للمياه في الأرض الزراعية، وبين كل اثنتين منها ثلاث فجاجات صغيرة، يتصل كل منها بصندوق البذور لبذرها بين القناة والأخرى بعمق 4سم تحت سطح التربة، بحركة ميكانيكية بسيطة.

طالع الملف المصور
آلة للزراعة بمياه أقل وإنتاجية أعلى

ويوضح سويلم أن ”البذر عند هذا العمق يمنع الطيور من الوصول لها، وهي مشكلة يواجهها الفلاح عند نثره للبذور بالطريقة التقليدية“.

كذلك توفر الآلة توزيعًا متساويًا للبذور على وحدة المساحة، خلافًا للنثر يدويًّا؛ حيث تختلف كثافة الإنبات من مكان لآخر.

ويستطرد سويلم معددًا مزايا أخرى للآلة، حيث ”يمكنها تجهيز فدان للزراعة في نصف ساعة، في حين يحتاج الفلاح يومَ عمل لإنجاز، هذا مستعينًا بعشرة عمال على الأقل“، بتكلفة 500 جنيه (70 دولارًا تقريبًا).

بعض المزارعين قال قبل أن يرى الفارق في الإنتاج: ”يكفينا اختزال وقت وكلفة تجهيز الأرض للزراعة“، وفق رواية سويلم.

أيضًا للحبة المنتجة من الأرض المزروعة بهذه الطريقة مواصفات أفضل من تلك المزروعة بالطريقة التقليدية؛ لأن ”الري عبر القنوات يحافظ على العناصر الغذائية للتربة“، كما يشرح سويلم.

ويكمل شرحه: ”بذر البذرة عند عمق 4 سم يتيح لها امتصاصًا جيدًا للعناصر الغذائية؛ حيث تتجذر بمجموع جذري قوي“، بالإضافة إلى كفاءة توزيع الإضاءة بكامل الحقل، ما ينعكس إيجابًا على نمو النبات.

واستكمالاً للفوائد الاقتصادية يذكر سويلم أن ”الآلة تتيح استخدام نفس القنوات التي تم شقها لزراعة القمح، في زراعة الذرة بعد حصاد القمح“، منبهًا إلى أن الأرض تحتاج إعدادًا جديدًا من الفلاح قبل زراعة محصول جديد بعد الحصاد.

وسعر الآلة يعده سويلم زهيدًا، مقارنة بمثيلاتها الألمانية والإيطالية، المصممة للبذر عند العمق نفسه وحسب، وتتبع معها طريقة الري التقليدية، وثمنها يبلغ 90 ألف جنيه تقريبًا.

واسطة العقد في حديث المزايا هي: ”توافر قطع غيار الآلة؛ إذ خاماتها محلية الصنع“، وهو ما لا يتوفر للماكينات المستوردة، بل قد يضطر الفلاح لشراء أخرى جديدة، عند عطب أي جزء منها.

هذه المزايا السبع التي اجتمعت في الآلة الجديدة كانت كفيلة بدفع مكتب ’إيكاردا‘ في القاهرة إلى توريدها للبلدان التي تتشابه خصائص تربتها والتربة الزراعية المصرية.

يؤكد الدكتور فوزي كراجه -مدير ’إيكاردا‘ الإقليمي بالقاهرة-: ”الآلة تناسب التربة في مصر والعراق والسودان ودول حوض النيل“.

ويقول كراجه لشبكة  SciDev.Net: ”تنتج الآلة حاليًّا في مصنع بمدينة العاشر من رمضان المصرية“، مشيرًا إلى أن تكلفة الوحدة نحو 39 ألف جنيه، إضافة إلى 3 آلاف جنيه هامش ربح للمصنع، ليصير سعر الوحدة نحو 42 ألف جنيه (6000 دولار).

ومن جهته، أبدى شعبان أبو حسين -الأستاذ بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث- سعادةً بالنتائج التي حققتها هذه الآلة في توفير مياه الري.

وقال أبو حسين لشبكة  SciDev.Net: ”هذه الآلة -إذا صحت نتائجها- تنقلنا خطوة للأمام على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح“.

ورغم ما قد تسببه الآلة من زيادة البطالة بين العمالة الزراعية، وما استشعره أبو حسين من قلق حيال هذا، لكن سويلم يرد عليه قائلاً: ”علينا الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات.. سلبية واحدة -أقر بها- ليست مبررا للاستغناء عن الإيجابيات الكثيرة التي تحققها الآلة“.
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط

* تم تصويب العنوان بتاريخ 20 يناير 2015