Skip to content

12/08/16

نقترب من ’كينوا‘ تجود زراعتها بأراضينا المالحة

Quinoa varieties
حقوق الصورة:Flickr/ Bioversity International/ Alfredo Camacho

نقاط للقراءة السريعة

  • باحثون بالإمارات ينتخبون من 120 صنفًا للكينوا؛ 5 غلت بكثرة حبوبًا مرتفعة القيمة الغذائية
  • تصلح للاستزراع بالأراضي التي تدهمها عوامل تملح التربة ونقص المياه وتطرف المناخ
  • ثمة حاجة إلى تحديد أصنافها القادرة على التأقلم المحلي، وتطوير ذوات الأداء الأفضل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] قد تسهم حبوب الكينوا بسهم وافر في حل مشكلات المنطقة المتصلة بسوء التغذية، ونقص الأمن الغذائي، أو الدنو من انعدامه في عدد من دولها؛ فهي تمتاز -علاوة على علو محتواها التغذوي- بارتفاع إنتاجية زراعتها في التربات الفقيرة جدًّا، التي لا يتوفر لها الري المناسب، وذات مستويات الملوحة المرتفعة.

لكن ورقة بحثية نُشرت حديثًا، قالت إن ثمة معوقات يتحتم معالجتها قبل التوسع في استزراعها بأراضينا.

بالتفصيل، تمثلت تلك المعوقات في عدم الدراية الكاملة بظروف النمو، ومن ثَم المعرفة المحدودة بممارسات الإدارة المثلى لزراعتها؛ كتلك المرتبطة بالمغذيات، وإدارة الآفات والأمراض، والحصاد والتجهيز، فضلًا عن محدودية قابلية مادتها الوراثية للزراعة خارج بيئتها الأصلية (جبال الأنديز).

ومن أسف، فإن المحاولات التي جرت خلال الخمس عشرة سنة الماضية لاستزراع نبات الكينوا بدول الإقليم، ومن ثم توطينه فيه، باءت إما بإنتاجية عالية، مع تدني محتواها التغذوي، أو العكس، بارتفاع القيمة الغذائية مع انخفاض غلة محاصيلها.

ولا يجتمع الاثنان معًا، وفق ما أجملت الورقة التي حملت عنوان ’الكينوا للبيئات الهامشية: نحو تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘.

بيد أنه فيما يبدو، بات الباحثون بالمركز الدولي للزراعة الملحية -الذي يتخذ من الإمارات مقرًّا له- قاب قوسين من حل المشكلة.

يحكي رضوان شكر الله -خبير البستنة بالمركز-: ”جربنا 120 صنفًا من الكينوا في خمس مزارع مختارة؛ للوقوف على إنتاجيتها ومدى تكيفها محليًّا مع الظروف البيئية والزراعية، وتوصلنا إلى خمسة أصناف تراوحت إنتاجيتها بين 2– 4 أطنان للهكتار الواحد“.

أثبتت نتائج التجارب كفاءة إنتاجية الأصناف الخمسة رغم عوامل الإجهاد السابق ذكرها.

ويقول رضوان لشبكة SciDev.Net: ”نعمل حاليًّا، وبالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، على توزيع تلك الأصناف على المزارعين المحليين؛ لزراعتها في ثلاث مناطق بالبلاد، تمهيدًا لمرحلة التجريب على نطاق واسع“.

المناطق التي سيجري بها الاستزراع هي أبو ظبي والمنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى، وفق رضوان.

يأتي هذا التوسع في استزراع حبوب الكينوا ضمن مشروع تقييم وتطوير زراعة الكينوا محصولًا بديلًا للبيئات الهامشية -الذي بدأ منذ عام 2007، مستغلًّا مساحات الأراضي التي لا تصلح لزراعة محاصيل أساسية كالشعير والقمح والأرز، ومن هنا يؤكد رضوان: ”هدفنا هو تقديم نموذج يمكن الاسترشاد به من قِبل باقي دول المنطقة في مجال استزراع الكينوا“؛ لتحقيق الأمنين: الغذائي والتغذوي، لما تمتاز به النبتة من مميزات.

وفق رضوان فإن ”مساحة الأراضي المالحة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تبلغ 100 مليون هكتار“.

وكما يشير؛ فإنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، وتخلو من الجلوتين.

يقول رضوان: ”يمثل البروتين ما نسبته 14– 16 % في حبوب الكينوا، خلافًا للقمح الذي يحتوي على 6% منه فقط“.

لذا فإن عمرو شمس -المستشار لبحوث الكينوا وإنتاجها بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر- يؤكد أنها تحظى باهتمام خاص في المنطقة، وأشار إلى مشروعات استزراعها في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع المنظمة، في كل من السودان والجزائر ولبنان واليمن وإيران وموريتانيا والعراق.

أما خالد غانم -أستاذ الزراعة العضوية بجامعة الأزهر في مصر فيصف الكينوا بأنها ”محصول المستقبل“ المناسب للمنطقة.

وإذ يتسع التنوع في أصناف الكينوا؛ فتصل إلى ثلاثة آلاف صنف، يستدرك غانم قائلًا: ”لكن هناك حاجة لمزيد من التجارب؛ لانتخاب الأصناف الأعلى في البروتين والأكفأ زراعيًّا ومناخيًّا“.

من ثم، يشير شمس إلى أن المؤتمر الدولي للكينوا 2016 والمزمع عقده في الإمارات في شهر ديسمبر المقبل يهدف إلى الترويج لاستزراع الكينوا في المنطقة، واستمرارية عمل ومتابعة نتائج المشروعات الإقليمية لاستزراعها، كما ينتظر أن يجري الإعلان فيه عن مشروعات جديدة أيضًا.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.