Skip to content

30/11/14

’ويكي‘ وقاعدة بيانات من إيكاردا لإدارة تملُّح التربة

Soil+salinity+2
حقوق الصورة:Flickr/ IRRI Images

نقاط للقراءة السريعة

  • تملُّح التربة مشكلة مزمنة بالنسبة للأراضي الزراعية المروية في المناطق الجافة
  • ’إيكاردا‘ تعمل على توفير ثلاث أدوات على الإنترنت، تقدم حلولاً مستدامة لإدارة الملوحة
  • مواقع ’ويكي ملوحة‘ و’إدارة الملوحة‘ لمشاركة المعارف، وقاعدة بيانات لتبادل خبرات المواجهة الناجحة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]القاهرة[ يؤثر تراكم الأملاح في التربة سلبًا على معايش ملايين المزارعين المنتجين للغذاء وأقواتهم، وبالأخص يمثل تملح التربة مشكلة مزمنة بالنسبة للأراضي الزراعية المروية في المناطق الجافة بالعالم.

هذه المشكلة تتسبب في أضرار لنمو المحاصيل، فتنخفض الإنتاجية وتقل الغلال. بل يقدر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘، انخفاض الأراضي المتضررة من الملوحة في العالم بنسبة 1- 2% سنويا.

ويجبر تراجع دخل بعض المزارعين على التخلي عن أراضيهم، ما يشكل عقبة كبيرة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي المحلي والإقليمي.

لمواجهة هذه المشكلة خطط ’إيكاردا‘ لثلاث أدوات على الإنترنت، توفر حلولاً مستدامة لإدارة الملوحة، تقوم فلسفتها على تجاوز الحدود الجغرافية.

”أولى هذه الأدوات هي قاعدة بيانات تضم العديد من سنوات الخبرة العملية لعلماء إيكاردا في مجال إدارة الملوحة“، وذلك بعرض تجارب ناجحة في هذا المجال، وفق إفادة ريتشارد ويليام أوتو سوبي، وهو متخصص كبير في الملوحة وإدارة المياه في ’إيكاردا‘، مشيرًا إلى أن الأدوات الثلاث لا تزال في مرحلة التطوير.

يجري جمع البيانات بالتعاون مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين في مجال البحوث والتطوير.

ويمكن تشغيل قاعدة البيانات على أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة. وجارٍ إتاحتها على شبكة الإنترنت لتكون في متناول الجميع، كما سيجري تعديل النظام بحيث يمكن استخدامها على أجهزة الهواتف النقالة.

ويؤكد سوبي لشبكة SciDev.Net أن ”الإصدار الأول من قاعدة البيانات سيكون متاحًا مطلع العام المقبل“.

وقد عمد العلماء في إنشاء قاعدة البيانات إلى أخذ مجموعة واسعة من العوامل في تقديرهم. وقيموا الجوانب الفنية من المياه والتربة والمحاصيل والماشية، وأيضًا التفتوا إلى عوامل مثل النظام الزراعي والممارسات العلمية الزراعية الشائعة، وتغير المناخ، وآراء المزارعين حول المشاكل والحلول.

يقول سوبي: ”قاعدة البيانات موجهة لمنظمات البحوث الزراعية المحلية، لدعم صانعي القرار السياسيين والفنيين في الوزارات المعنية؛ لفهم أفضل خيارات إدارة الملوحة“.

ويستطرد: ”كذلك الأفراد الذين يعانون من تملح التربة بما يؤثر على إنتاجهم، وينتظرون المساعدة لتحليل وضعهم“.

أما الأداة الثانية فهي ’ويكي ملوحة‘، وهي تنتهج منهج موسوعة ’ويكيبيديا‘؛ إذ يمكن للعديد من المساهمين إضافة معلومات ذات صلة.

يقول سوبي: ”يجمع ويكي ملوحة معلومات أكثر تفصيلاً عن تقنيات قياس الملوحة وتحليل البيانات، وبيانات المحاصيل التي تتحمل الملوحة، وبيانات الملوحة العالمية، وسيكون هذا مشروعًا دائمًا بإضافة معلومات جديدة كل يوم، تتجاوز الحدود الجغرافية“.

وفي حين توفر الموسوعة الجانب التفاعلي الذي يدخل إلى التفاصيل، فإن مشروع برنامج الملوحة الجاري تطويره حاليًّا يرسم الإطار العام لعملية ’إدارة الملوحة‘، وهو يمثل الأداة الثالثة وفق سوبي، ولا يزال حتى الآن مجرد برنامج يعمل على الحاسب الآلي متصل بقاعدة بيانات، وبعد عام عند إتمامه سوف يُرفع على شبكة الإنترنت.

يؤكد سوبي أن دور الموقع يكمن في ”وضع إطار لتحليل مشكلات الملوحة وإدارتها، وإرساء المفهوم الصحيح الذي يجب أن يسير في طريقين: الأولى مكافحة الملوحة، والثانية التعايش معها“.

يحكي سوبي: ”قبل شهر تقريبًا أجرينا ورشة عمل مدتها أسبوع لممثلين حكوميين من منظمات البحوث الزراعية والوزارات في كل من العراق وفلسطين ومصر والأردن، بهدف مناقشة إطار إدارة الملوحة، وخرجنا باستنتاجات رئيسية هي أن العراق ومصر تركز في الأساس على مكافحة الملوحة، في حين تركز الأردن وفلسطين في الغالبية العظمى من حلول الملوحة على التعايش معها؛ نظرًا لمحدودية الموارد المائية“.

غير أن مواجهة مشكلة الملوحة تحتاج إلى إجراءات أكثر تفاعلاً مع المزارع البسيط، مع ذلك تركز كل المشروعات السابقة على الباحث أو المستثمر في مجال الزراعة، وفق رؤية شعبان أبو حسين، الأستاذ بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث في مصر.

وأوضح أبو حسين لشبكة SciDev.Net أن نسبة الأمية بين المزارعين في منطقتنا مرتفعة جدًّا، ويتساءل: ”فكيف يمكن لفلاح لا يقرأ ولا يكتب أن يستفيد من مثل هذه البرامج؟“.

واستشهد بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، التي تصل فيها نسبة الأمية بين السكان البالغين إلى نحو 70%، وتعد في الوقت ذاته من أكثر المحافظات معاناة لمشكلة الملوحة.

ولفت أبو حسين إلى أنه من الأسباب الرئيسية للملوحة عدم توفر نظام صرف زراعي كافٍ، مما يؤدي إلى تراكم الملوحة في الطبقات العليا للتربة، وترتبط مواجهة هذه المشكلة بتوفير الإمكانيات، وهذا الأمر قد يحتاج إلى دعم مادي من الدولة.

ويتساءل مجددًا عن ”مدى تواصل إيكاردا مع صانعي القرار للمساعدة في حل المشكلة؛ لأن توافر الحل من خلال المعرفة ودون إمكانيات لتنفيذ الحلول، قد لا يجعل للمعرفة قيمة“.

وفي رده على الملاحظات التي أبداها أبو حسين، يقول سوبي: إنهم يتعاملون بشكل رئيسي مع الباحثين المحليين في مؤسسات البحوث الزراعية.

ويتفق سوبي مع الرأي السابق في أن الفلاح قد لا يمكنه الاستفادة بشكل مباشر من برامج الملوحة التي يطرحها إيكاردا، لكن ”يمكن للفلاح أن يستفيد بشكل غير مباشر من خلال ورش العمل التي سينظمها إيكاردا للمزارعين بالتعاون مع مراكز البحوث المحلية في مجال إدارة الملوحة، وستعتمد في مادتها العلمية على المعارف المتبادلة عبر المشروعات الثلاثة“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا