Skip to content

04/03/14

’البيجوموفيروس‘ يهدد الطماطم في عُمان

Tree tomato
حقوق الصورة:wikimedia/geograh UK, kenneth Allen

نقاط للقراءة السريعة

  • التجارة تدخل فيروسات من جنس البيجوموفيروس إلى البلاد؛ فتتطفر، وتنشأ سلالات جديدة
  • دراسة توصي باتخاذ تدابير صحة نباتية، وتحذر من انتشار المزيد من الفيروس
  • باحث يقلل من احتمال انتقاله إلى دول الجوار، لكنه أوصى بالتزام أقصى درجات الحيطة والحذر

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

]مسقط[ قالت دراسة إن سلطنة عُمان غدت تمثل بؤرة تتجمع فيها فيروسات نباتية ذات أصول جغرافية عدة، بحيث صارت مشكلة تهدد الزراعات بالبلاد، خاصة الطماطم، ثاني أهم محاصيلها.
 
وحذرت الدراسة -التي نُشرت فبراير الماضي بمجلة ’الاتجاهات في علم النبات‘- من أن السلطنة بوصفها دولة تجارية ومركزا للنقل، قد تعاني زيادة انتشار سلالات من جنس البيجوموفيروس التي وردت إليها، لا سيما أنها شهدت خلال العقدين الأخيرين ظهور سلالات جديدة منه، تتميز بشراسة أكبر ومقاومة أشد، ما يتطلب اتخاذ تدابير الصحة النباتية وتشديدها.
 
استمرت الدراسة ثلاث سنوات، تحت مظلة وزارة الزراعة في عُمان، وبتمويل من مجلس البحث العلمي بلغ 100 ألف ريال عماني (260 ألف دولار أمريكي).
 
أحد الباحثين المشاركين بالدراسة، الدكتور عبد الرحمن المطروشي، تحدث إلى شبكة SciDev.Net عن خطورة البيجوموفيروس، قائلا: ”تكمن في قدرته الكبيرة على التأقلم والظروف المحيطة، وتخطي مقاومة النباتات له من خلال سرعة تكوينه للطفرات“.
 
وأضاف: ”كما أن لديه مقدرة على إعادة تركيب نفسه مع السلالات الأخرى من الجنس ذاته، أو مع أجناس أخرى من العائلة نفسها إذا تصادف وجوده معها في عائل واحد“.
 
وتصعب مكافحة البيجوموفيروس؛ لما يتمتع به من مدى عائلي واسع، حيث لديه باستمرار عوائل بديلة، وفق إفادة المطروشي، الباحث بقسم المحاصيل في كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس في عُمان.
 
وينتشر البيجوموفيروس في المنطقة المدارية وشبه المدارية، وفي بعض دول المنطقة المعتدلة المناخ، ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة للعديد من المحاصيل المهمة، مثل القطن والجاتروفا والفلفل والكوسة والكسافا والكرنب والبامية والبطاطس والبطاطا الحلوة، وكثير غيرها.
 

تصعب مكافحة البيجوموفيروس؛ لما يتمتع به من مدى عائلي واسع، حيث لديه باستمرار عوائل بديلة

رصدت الدراسة في عُمان ست فصائل من الفيروس، تهدد خمسٌ منها الطماطم، وهي إما واردة من الخارج أو ناتجة من إعادة تركيب بين سلالات مستوردة أو محلية، مثل السلالة العمانية من فيروس اصفرار وتجعد أوراق الطماطم.
 
يوضح المطروشي: ”سُجلت الإصابة بالفيروس في الحقول غير المغطاة بالغطاء الزراعي المانع لوصول الحشرات الناقلة له إلى المحصول بنسبة 100%، خاصة في الفترة التي تسبق الإزهار، فيما انخفضت في الحقول المحمية لتتراوح نسبتها بين 1 و20%“.
 
وشهدت الباطنة -كبرى المناطق الزراعية بالسلطة- انتشارا واسعا للفيروس فيها.
 
تشير الدراسة إلى أن مصدر فيروس اصفرار وتجعد أوراق الطماطم هو إيران، وأن السلالة السودانية من فيروس تبرقش أوراق الطماطم جاءت من اليمن، أما فيروس تجعد أوراق الفلفل فنتج عن إعادة تركيب في عمان بين فيروسين القارة الهندية مصدرهما.
 
وقد نتجت سلالة فيروس تجعد أوراق الطماطم المنتشرة بالباطنة من إعادة تركيب تم في عمان بين فيروس تجعد أوراق الفلفل وفيروس تجعد أوراق الطماطم.
 
يشار إلى أن البيجوموفيروس تنقله حشرة الذباب الأبيض.
 
وترجح الدراسة أن وجود الناقل الحشري الفاعل، والظروف المناخية المثلى، والنطاق الواسع من العوائل والعوائل البديلة، أدى إلى نشاط الطفرات وعمليات إعادة التركيب بين السلالات، وبالتالي ظهور سلالات جديدة في عمان.
 
لتبديد مخاوف انتقال الفيروس إلى دول الجوار بالمنطقة، أوضح المطروشي أن الناقل الحشري لا يستطيع قطع مسافات طويلة، وأن ”التبادل التجاري يلعب دورا مهما في انتقال فيروسات البيجوموفيروس“.
 
ويستكمل شارحًا: ”ينتقل هذا الجنس من الفيروسات عبر الأجزاء الخضرية، وبما أن المصدِّرين في عمان لا يتركون أوراقا ملتصقة بالثمار؛ تضعف فرصة انتقاله من عمان إلى الدول المجاورة“.
 
لكن المطروشي أوصى الدول التي لها علاقات تجارية بعُمان أن تتبنى برنامجا فعالا لصحة النبات، وتشدد من إجراءات الحجر الزراعي بإدخال أحدث تقنيات الكشف عن الإصابة بالمسببات المرضية.
 
من جانبه، حذر عبد الله السعدي -الأستاذ المشارك بقسم المحاصيل في كلية الزراعة والعلوم البحرية بجامعة السلطان قابوس- من استخدام بعض المزارعين المبيدات الحشرية لمكافحة الذباب الأبيض.
 
وقال السعدي لشبكة  SciDev.Net: ”بمعرفة التنوع المكاني في عمان لهذا الجنس من الفيروسات، يمكن وضع استراتيجية لوقف انتقال سلالاته إلى المناطق التي لا توجد بها، بحيث لا تجري عملية إعادة التركيب بين السلالات، وبالتالي الحد من ظهور سلالات جديدة“.
 
ويضيف: ”وبمعرفة التنوع البيولوجي لفيروسات البيجوموفيروس؛ سيكون بالإمكان انتخاب -أو إنتاج- أصناف من الطماطم قادرة على مقاومة الفيروسات المنتشرة في عمان بفاعلية“.

طالع النص الكامل للدراسة

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط.