Skip to content

14/02/16

’الكينوا‘ قد تغني الجزائر عن قمح فرنسا

Quinoa
حقوق الصورة:Flickr/ Bioversity International

نقاط للقراءة السريعة

  • الجزائر تجرب زراعة حبوب ’الكينوا‘، المناسبة لتربتها عالية الملوحة، ومناخها القاسي
  • بدأت التجربة بداية عام 2014، والنية تتجه إلى تعميم زراعتها العام المقبل
  • البعض يرى إمكانية لتسويق محصولها، وتصديره للخارج في ظل أزمة النفط الحالية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الجزائر] مطلع عام 2014، شرعت الجزائر في تجربة زراعة حبوب ’الكينوا‘ ضمن مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يشجع إنتاجها، ويستهدف إدماجها في النظم الزراعية؛ نظرًا لمميزاتها الجمة التي ترشحها لدعم الأمن الغذائي في دول من المنطقة.

عُرفت الكينوا بقيمتها الغذائية العالية، فهي تحوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية، وتخلو من الجلوتين، وبقدرتها على التكيف مع طيف واسع من الظروف الزراعية والبيئية القاسية، مثل الجفاف، والتربة الفقيرة، وبفاعليتها في مكافحة التصحر.

كذلك تمتاز تلك الحبوب بقدرتها على النمو في التربة ذات الملوحة العالية، ما يعني إمكانية نموها -مع عوائد معقولة- في الجزائر، التي تغطي هذه التربة أجزاء واسعة منها.

بالنسبة للجزائر، فإن الهدف من وراء مسعاها يكمن في الاستغناء عن استيراد القمح الفرنسي، كما تتحدث بذلك وسائل الإعلام المحلية، وتقليص فاتورة استيراده التي تكلف البلاد ملايين الدولارات.

ووفق ما أدلت به مليكة فضيلة حمانة، المديرة الفرعية للبحث بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فإن ”البلاد تعتزم البدء رسميًّا في إنتاج حبوب الكينوا عام 2017، وذلك بعد تواصل تجارب زراعتها في 7 مناطق بيئاتها متنوعة، وتحقيقها نتائجَ جيدة“.

توضح مليكة -مديرة مشروع زارعة الكينوا بالجزائر- أنه تم اختيار مواقع تمتاز بالتربة المالحة لزراعة الحبوب بها، مثل ولاية غليزان ومستغانم، أما في ولايتي بسكرة والوادي فتمت زراعتها في تربة رملية وتحت أشجار النخيل؛ لمعرفة شدة تحملها المناخَ الصحراوي الجاف.

النتائج كانت إيجابية، وفق مليكة، ”لكن موجة الجليد التي ضربت ولايات الوسط واستمرت أسابيعَ أضرت بالمحصول“.

تستدرك مليكة: ”لا يعني ذلك أن المناخ البارد لا يلائم زراعة النبتة، ففي أمريكا اللاتينية تنمو غير بعيد عن جبال الأنديز (موطنها الأصلي)، حيث تشتد برودة الجو“، وتعزو السبب إلى طبيعة البذور التي لم تكن جيدة.

أما جمال سويسي -رئيس قسم البحوث والتجارب في المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بولاية بسكرة (جنوب البلاد)- فيقول: ”في نوفمبر الماضي، جنينا من الهكتار الواحد بولايات بسكرة وقالمة وغليزان نحو 10 -15 قنطارًا من حبوب الكينوا، وتراوحت غلة بعض الأصناف بين 25 و55 قنطارًا“.

ويضيف سويسي: ”ننتظر انقضاء فبراير الجاري لجني بقية المحصول؛ لتقييم نتائج المشروع“.

تشير مليكة إلى أن بلادها اشترطت على منظمة الأغذية والزراعة إقامة دراسات ميدانية للمشروع وتجربته عامين على الأقل قبل البدء في تعميم نتائجه؛ ”بغية التحقق من خلو حبات الكينوا من أمراض نباتية قد تضر بالمحاصيل الزراعية الأخرى، وكذا التعرف على مقاومتها للآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية في البلاد“.

وأضافت مليكة: ”لا نريد أن تكون زراعة الكينوا منافسًا لزراعة أنواع الحبوب الأخرى في البلاد من قمح وشعير، بل مكملًا لها“، وعليه نسعى لضمان أعلى إنتاج في ظل الظروف المناخية المختلفة.

وهي تعدد مزايا الكينوا، ذكرت مليكة أنها ”تُزرع في درجات حرارة تتراوح بين 8 درجات و38 درجة مئوية، كما يمكن أن تُزرع من مستوى سطح البحر إلى ارتفاع أربعة آلاف متر“.

ورغم فوائد الكينوا، ومردودها التنموي، إلا أن تعميم زراعتها يواجه مخاوف الفلاحين من زراعة نبتة دخيلة عليهم، ما يستلزم بدء التجارب والحملات الترويجية في أوساطهم.

يؤكد سويسي أنه ”بعد معرفة جدوى المشروع ستتواصل المصالح المعنية بشؤون الفلاحين النموذجيين في الصحراء، ومن المتوقع أن يكون ذلك ابتداء من العام المقبل“.

وأشار سويسي أيضًا إلى إمكانية ”تسويق المحصول وتصديره للخارج في ظل أزمة النفط الحالية“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا